شكراً لكم يا أهلنا الأحبة في غزة... شكراً لما قدمتموه من تضحيات، وما التزمتم به من صمود الأبطال، رغم شراسة الأعداء. شكراً لما سطرتمونه من ملحمة العزة والشموخ، رغم قلة الأنصار وخذلانهم. شكراً لكم لأنكم علمتمونا في زمن الذل والهوان كيف نكون أعزاء وأصحاب كرامة. شكراً لكم لأنكم لم تخضعوا لأعداء البشرية من شياطين الانس - الأكبر منهم والأصغر. شكراً لكم لالتزامكم خيار المقاومة في زمن البيع، خيار دفعتم من أجله الغالي والرخيص، كي يبقى متفاعلاً في قلب كل عربي ومسلم.
شكراً لكم لأنه بصمودكم عريتم ضعف الأنظمة العربية المتواطئة وفضحتم مخططاتها وبينتم لنا نحن الشعوب - عرباً ومسلمين - كم كنا غافلين ونحن نعطي تلك الأنظمة فرصة لتسوية المشكلة الفلسطينية لنكتشف أن جهود تلك الأنظمة كلها ما هي إلا سراب وخداع. شكراً لكم يا شعب غزة لأنكم أثبتم لنا بدمائكم العزيزة أنه مازال في الأمة نبض وحياة، وأن الشعارات الوطنية البراقة لها واقع حقيقي يتجسد على الأرض. وشكراً أخرى لكم لإحيائكم مفاهيم سعي الصهاينة ومن ورائهم من ساسة في البيت الأبيض وبعض العواصم العربية إلى جعلها جزءاً من الماضي كالجهاد في سبيل الله والنضال والتضحية والفداء، فكرستموها منهجاً قيمياً رائعاً نتباهى به ونعلمه لأبنائنا والأجيال القادمة جيلاً بعد جيل.
لقد ربحتم الدنيا بحب الشعوب لكم، وربحتم الآخرة برضا الله عنكم، بينما هم من خسر الدنيا بخذلانهم لكم والآخرة بغضب الله تعالى عليهم. فشتان بين العزة والذل والكرامة والهوان والشجاعة والجبن والإقدام والانهزام، شتان بين شعب يدافع بصدره وذراعه طائرات ودبابات وصواريخ محرمة ومجرمة دولياً، وبين أنظمة عربية هوايتها تكديس الأسلحة في المستودعات فقط، وجيوش عربية مهمتها الأساسية تعلم المسير العسكري وكيفية الدوران يميناً ويساراً.
لقد كفيتم ووفيتم يا شعب غزة وأنتم ترسلون يومياً إلى رب السماء شهداء العزة والكرامة، فلكم كل تقدير وحب وامتنان، فأنتم اليوم القادة وأنتم اليوم القدوة، وأنتم وحدكم من عليه أن يرفع رأسه اليوم وغيركم من عليه الطأطأة. ولا نملك هنا إلا الدعاء لكم بالصبر والصمود حتى النصر، وعلى أعدائكم الخذلان والخسارة.
مؤشر وإشارة
مرة أخرى يقف القضاء الكويتي العادل أمام الدعوات التي تثير الفتنة الطائفية بين المواطنين عبر رفض القضية المرفوعة ضد بناء مسجد الصدّيقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في منطقة عبدالله المبارك. تلك القضية غريبة الدوافع، والتي لا تمت إلى أعرافنا وتقاليدنا وقيمنا بأي صلة، بل فيها رائحة الإقصائية ونفس طائفي بغيض جنب الله تعالى أهل الكويت شرها. فشكراً للقضاء الكويتي العادل ومبروك لمتولي المسجد الدكتور حسن جوهر.
د. سامي ناصر خليفة
أكاديمي كويتي
[email protected]