الصين تهوّن من تحذيرات «الموجة الثانية»

هوبي تستيقظ من «الكابوس»

تصغير
تكبير

خلال فبراير الماضي، كانت ووهان وسط الصين، تسجل آلاف الإصابات بفيروس كورونا المستجد يومياً، لكن في تطور درامي أعلنت سلطات المدينة، أمس، عدم تسجيل أي حالات، سواء في ووهان أو في المقاطعة التي تنتمي لها، هوبي.
من الكابوس اليومي إلى الصفر في بؤرة «كوفيد - 19» الأصلية، رحلة طويلة وشاقة عملت خلالها السلطات الصينية بالتعاون مع السكان على احتواء الفيروس، مما يمنح بصيصاً من الأمل لبقية أرجاء العالم التي تكافح الوباء.
وشكلت المدينة نموذجاً في اتخاذ الإجراءات الصارمة لوقف تفشي الفيروس، الذي أصاب ما يزيد على 220 ألف آخرين، وأودى بحياة أكثر من 10 آلاف منهم.


بدأ الفيروس في التفشي داخل المدينة في ديسمبر 2019، ولا سيما في سوق المأكولات البحرية، وسرعان ما تمدد داخل ووهان.
في بدايات الأزمة، وجهت انتقادات إلى السلطات لبطء عملها في مواجهة الفيروس، ومحاولة إسكات أصوات الأطباء الذين حذروا من خطر انتشار فيروس محتمل.
وكان الآلاف يصابون أو يموتون في المستشفيات الميدانية التي شيدتها الصين خلال أيام في المدينة، لكن المفتش البارز في لجنة الصحة الوطنية في الصين جياو ياهوي، قال إن نتيجة الصفر التي تحققت في ووهان جاءت بعد تطور ملموس خلال الأيام الماضية.
وأضاف أن هذه النتيجة تعني أن أدوات الاحتواء والعلاج التي استخدمتها السلطات ناجحة بشكل كبير.
وتخضع ووهان لإغلاق تام منذ أواخر يناير الماضي، بحيث يمنع الدخول أو الخروج منها، كما أن السكان التزموا منازلهم بشكل كبير، بعدما نشرت السلطات إشعارات بهذا الشأن، ويستثنى من ذلك من معه إذن رسمي للدخول أو الخروج.
ومنعت الصين كل الرحلات الجوية إلى المدينة، كما توقفت حركة القطارات وأغلقت الشوارع، الأمر الذي خفف من انتشار الفيروس في الصين والعالم، لكنه لم يوقف الأمر طبعاً.
وقال عضو الأكاديمية الصينية للهندسة لي لانجوان، إن قرار رفع الإغلاق عن ووهان لن يتخذ إلا بعد مرور أسبوعين متتاليين بلا إصابات في المدينة.
وأرسلت الصين عدداً من كبار علمائها في مجال الفيروسات إلى المدينة التي كانت موبوءة، من أجل إدارة معركة احتواء الفيروس.
ودفعت بالعاملين في مجال الرعاية الصحية من كل أنحاء الصين إلى مركز التفشي. واستعانت بالوسائل التكنولوجية مثل استخدام تطبيق يحدد ما إذا كان الأشخاص بحاجة إلى حجر صحي أم لا.
ويحدد التطبيق أيضاً ما إذا كان الشخص يشكل خطرا على الآخرين، كما أنه يتقاسم المعلومات مع الشرطة وفق نموذج التحكم الآلي بالمواطنين.
وكانت السلطات أعلنت الأسبوع الماضي أنه يمكن لبعض العاملين في الصناعات الحيوية العودة إلى أماكن عملهم في ووهان، وذلك بعد يوم واحد من زيارة الرئيس شي جينبينغ، للمدينة للمرة الأولى منذ تفشي الفيروس، وبدء إغلاق المستشفيات الميدانية.
ولم تعلن الصين، أمس، عن أي إصابة منشأها محلي. وتحدثت في المقابل، عن 34 إصابة إضافية قادمة من الخارج.
وهذه أعلى حصيلة يومية تسجّل في البلاد منذ أسبوعين، ما يرفع عدد الإصابات الوافدة إلى 189.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، أن الفيروس بلغ ذروته في الصين قرب أواخر فبراير الماضي.
وفي السياق، عبر علماء وخبراء صحة عن اعتقادهم بأن المرحلة الأسوأ في الحرب الصينية على الفيروس انقضت، وقللوا من أهمية تحذيرات من عودته موسمياً، أو أن «موجة ثانية» أكثر فتكاً قد تظهر في وقت لاحق هذا العام.
وقالت تساو وي، نائبة مدير قسم الأمراض المعدية في مستشفى بكين يونيون التعليمية: «بالنسبة لي، لن تكون موجة ثانية من التفشي، على المستوى المحلي، مدعاة لقلق كبير».
ويرى تشونغ نان شان، كبير المستشارين الحكوميين الذي ساهم في رصد ومكافحة سارس في 2003، ان تفشي الفيروس «قد ينتهي بحلول يونيو» المقبل، إذا اتخذت بقية الدول الإجراءات المطلوبة.
وأكد جاو تشينغ ليانغ، نائب مدير معهد الصين للبيولوجيا الخلوية، أن بكين أنجزت حتى الآن «99 من بين
100» خطوة لازمة لهزيمة الفيروس.
لكنه حذر من أنه إذا خرجت العدوى العالمية عن السيطرة فإن تأثير التكاليف والتضحيات التي تحملتها الصين سيتضاءل.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي