نشاهد في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي النظرة السلبية تجاه شركائنا في الوطن من الوافدين، خصوصاً من خلال التركيز الإعلامي على بعض الظواهر السلبية التي قد تحدث من البعض وتعميمها على الجميع، ويجب إنصافهم في ظل الضغط النفسي والتوتر الذي يعيشون فيه خلال هذه الظروف الاستثنائية مع انتشار فيروس كورونا حول العالم.
مع أن الكثير من شركائنا في الوطن من الوافدين... الأطباء والممرضين موجودون في خط الدفاع الأول ومن أول يوم في إجراء الفحوصات اللازمة لفيروس كورونا على القادمين من الخارج أو المتواجدين في المحاجر الصحية، وهذا الأمر ليس بجديد علينا في دولة الكويت، فغالبية المعلمين الذين درسوني في مراحل التعليم المختلفة هم من الوافدين، والكثير منهم مهندسون وقضاة ومستشارون.
إن دور الوافدين محوري في بناء الكويت الحديثة، ولعل معظم الخبرات الكويتية تعلمت في المدارس أو الجامعات والمعاهد على أيدي الوافدين الذين تركوا بلدانهم وجاؤوا للبحث عن لقمة العيش الكريمة في هذا البلد الطيب، والكويت فتحت أبوابها للكفاءات العربية والأجنبية ووفرت لهم سبل الراحة والعيش الكريم في الوقت نفسه.
وهناك نفس غير جيد يظهر بين وقت وآخر، خصوصاً من البعض عندما يتحدث شركاؤنا في الوطن من الوافدين، لأنه ليس من أخلاقنا وعاداتنا هذا الذي يحدث، وقبل أيام تم فصل وافدة من عملها بسبب مقطع لها على بعض وسائل السوشيل ميديا، وقد تكون تحدثت في المقطع وهي تحت ضغط نفسي بسبب الأحداث الحالية، ولكني شاهدت المقطع أكثر من مرة فلم أجد فيه الإساءة التي يتحدثون عنها، والانقضاض الجماعي الذي تم عليها هو في الحقيقة بعيد عن الإنصاف والموضوعية والبطولة، وكيف يتم فصلها قبل أن يأخذ القانون مجراه، ويجب إعادتها مرة أخرى وعدم ظلمها... وجعل القانون يأخذ مجراه، وأن متيقن من براءتها، لأنها لم تقل شيئاً.
وكذلك انتشر مقطع يظهر فيه 3 وافدين يقومون برش مواد على المركبات، وتم التشهير بهم ووضع صورهم قبل التحقيق معهم، وبالتحقيق معهم من قبل وزارة الداخلية أفادوا أن المواد المضبوطة بحوزتهم عبارة عن مخلفات تم تجميعها من صناديق القمامة لإعادة بيعها!، ولكن من يعيد لهم الاعتبار بعد نشر صورهم والتهويل من قبل البعض؟
ومع كل أسف دائماً نحاول الهروب إلى الأمام، ولا نبحث عن حل حقيقي وتشخيص صحيح وواقعي للمشكلة، على سبيل المثال من يتحدث عن الوافدين، هل تطرق لمشكلة تجار الإقامات الذين أخذوا كل ما يملك من هذا المسكين وتركوه في الشارع من دون حسيب أو رقيب يجمع من صناديق القمامة، أم أنهم لا يستطيعون الحديث عن تجار الإقامات؟
وتسعى معظم دول العالم بجلب الكفاءات إليها وتوفير الراحة والاستقرار لهم، حتى يستطيعوا تأدية أعمالهم بكل كفاءة، والخطأ الذي يصدر من الوافد يجب أن يحاسب عليه وحده وهذا حق للدولة لملاحقة المخالفين ولا يسلط الضوء على فئة كاملة، ويجب أن نعرف أن الوافد لا يأتي إلا من خلال كفيل كويتي، وتنظيم سوق العمل من جديد يحتاج وقفة جادة وقراءة الموضوع من شتى جوانبه، لا أن نوجه سهام الاتهام إلى العمالة الوافدة في كل مناسبة تذكر.
وعندما ندير شركاتنا وأموالنا الخاصة نبحث عن أفضل الكفاءات من دون النظر إلى الجنسية، وإنما المعيار للكفاءة لأنها أموالنا الخاصة ونحرص على تنميتها ونموها، ومن يلاحظ الشركات الكبيرة والعائلية والخاصة، غالبية الموظفين الكبار هم من شركائنا في الوطن من الوافدين.
ويقول وزير الصحة الكويتي الشيخ باسل الصباح: «جميع من يعمل في خدمة الكويت ويسعى للحفاظ على صحة الناس لا أفرق بينهم سواء كان كويتياً أو بدون أو وافداً، فكلهم عندي واحد وقضية العنصرية غير موجودة في حياتي».
akandary@gmail.com