حوار / «أدق ناقوس الخطر من فيروسات جرثومية وبيولوجية مقبلة»
عبدالعزيز المسلم لـ «الراي»: الحرب خدعة... وأوشكت أن تكون علناً!



«كورونا» ليس وليد الصدفة ... بل سلاح فتاك تم إطلاقه ونشره ثم خرج عن السيطرة
مَنْ يقرأ التاريخ وأيديولوجية العدوى سوف يفهم المسارات الجديدة التي ينتهجها العدو
وضعت كل الحلول لمواجهة الوباء في مسرحية «2021»... قبل خمس سنوات
كل ما يحدث في واقعنا الحالي من هلع وفزع على كوكب الأرض، إزاء تفشي فيروس «كورونا المستجد» في العام 2020، تم طرحه من خلال مسرحية الرعب «2021» قبل 5 أعوام.
ففي العام 2015، قدم الفنان عبدالعزيز المسلم، رؤيته ككاتب وقارئ للمستقبل، حول وباء قاتل يشبه فيروس «كورونا» ينتشر في الأرض، ويفتك بالبشرية، وهو ما اعتبره البعض في ذلك الوقت ضرباً من ضروب الخيال المسرحي، حتى أضحى الأمر واقعاً ملموساً وخطراً محدقاً، أثار الرعب في نفوس الملايين من الناس في أنحاء العالم.
المسلم، وفي حوار مع «الراي»، دق نواقيس الخطر من فيروسات جرثومية وبيولوجية مقبلة، قال إنها من فعل البشر، مؤكداً أن مَنْ يقرأ التاريخ وأيديولوجية العدوى والوضع الجغرافي والتاريخي والسياسي للعالم ومتغيراته الحديثة، «سوف يفهم المسارات الجديدة التي قد ينتهجها العدو، فالحرب خدعة، وأوشكت أن تكون علناً بدلاً من السر».
ولفت المسلم إلى أن «كورونا» ليس وليد الصدفة، بل هو سلاح فتاك تم إطلاقه ونشره ومن ثم خرج عن السيطرة، وقد يكون ما حدث كله «بروفة» لحدث أكبر آتٍ.
• في مسرحية الرعب «2021» التي قمت بتأليفها وبطولتها في العام 2015، تنبأت بانتشار وباء غامض يشبه في أعراضه فيروس «كورونا» المستجد، الذي أصبح وباءً عالمياً في وقتنا الحاضر، فكيف استلهمت الفكرة؟
- ليس تنبؤاً، بل كان تحذيراً من خطر حقيقي آتٍ. ففي العام 2005 قمت بأبحاث عديدة، نتج عنها تأليف مسرحيتي «2021» التي من خلالها أردت أن أدق ناقوس الخطر من نشوب حرب جرثومية وبيولوجية يتم التحضير لها منذ سنوات طويلة، عبر نشر فيروس ينقل العدوى بين الناس، فينتشر في العالم بأسره. ما حدث لغاية الآن من تفشٍ لفيروس «كورونا» لا يزال بسيطاً وتحت السيطرة، ولله الحمد، لكن ما كتبت عنه في مسرحيتي يكون فيروساً قاتلاً، يخرج عن السيطرة، فيدفع الجميع للبحث عن علاج.
• هل جاء بالصدفة اختيارك للعام 2021 مسرحاً للأحداث الافتراضية حول تفشي الفيروس؟
- كنت أبحث عن زمن لأحداث المسرحية، فاخترت العام 2021، كما أشرت إلى أن الناس المصابة بالفيروس يأكلون ويعضون بعضهم، في إشارة إلى إثارة الفتنة ورمي اللوم على بعض، والتراشق في ما بينهم والفلتان الذي تنتج عنه فوضى عارمة.
• ماهي الحلول التي طرحتها في المسرحية في العام 2015 لمواجهة الوباء الافتراضي؟
- هناك حلول عدة قدمتها في المسرحية. أولها أن يكون للحكومة ناطق رسمي لتوحيد الخطاب، لدرء الإشاعات وتخبط التصريحات، وثانيها هو المطالبة بمركز أبحاث وطني للبحث محلياً عن علاج، والاعتماد على النفس وعلى الطاقات الكويتية لصنع الدواء، إلى جانب الحث على وحدة الصف وتعزيز الروح الوطنية في نفوس المواطنين كافة، فضلاً عن عزل المصابين والامتثال إلى القانون، والتعامل بمسطرة واحدة مع الجميع. فلا كبير أو صغير أمام قانون الفحص والحجر الصحي. كما أوضحت من خلال المسرحية ضرر «الواسطة» في كسر القوانين وخطرها على المجتمعات. أيضاً، نوهت إلى التحوط في إدارة مثل هذه الأزمات بشكل علمي صحيح وعدم التخبط الحكومي، وأخذ وضع المراقب كي نتمكن من صناعة الحلول المثلى، وإدارة الأزمات بتكافل للحد قدر الإمكان من الخسائر.
• وما هي الحلول التي تطرحها الآن لمواجهة فيروس «كورونا» الحقيقي؟
- أنا لا أضع الحلول، وإنما أمتثل لقرارات الحكومة وأنفذها من دون أي انتقاد أو لوم أو تذمر، وينبغي أن نكون يداً بيد مع حكومتنا الرشيدة والشعب الكويتي الوفي.
• هل لديك القدرة على قراءة المستقبل؟
- أحياناً. فمن يقرأ التاريخ وأيديولوجية العدوى والوضع الجغرافي والتاريخي والسياسي للعالم ومتغيراته الحديثة، سوف يفهم المسارات الجديدة التي قد ينتهجها العدو، فالحرب خدعة، وأوشكت أن تكون علناً بدلاً من السر، ونسأل الله أن يلطف بِنَا وأن يطفئ نارها.
• هل تعرضت لخسائر مادية، بعد قرار مجلس الوزراء بإغلاق صالات المسارح في الكويت وإغلاق شركات الإنتاج؟
- أنا وشركاتي وأسرتي وكل ما نملك رهن إشارة حكومة الكويت وشعبها، ونحن متطوعون ومبادرون لخدمة بلادنا في كل الأزمات، وقد وجهت كتباً رسمية لوزارة الإعلام ووزارة الداخلية ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وإلى الناطق الرسمي باسم الحكومة، مفادها أن «استوديوهاتي» التلفزيونية والإذاعية وجميع شركاتي الإعلامية وما نملك من سيارات نقل تلفزيونية وكاميرات ومعدات كلها تحت تصرف الدولة، ويمكن استغلالها لخدمه الكويت طوال أيام الأزمة. في المقابل، وجدت الثناء والشكر من كبار القياديين لموقفنا الثابت لخدمة وطننا العزيز، ففي مثل هذه الأزمات يتضح معدن الرجال، ونسأل الله الأجر على موقفنا وصبرنا وصمودنا.
• ما هي الإجراءات التي تتبعها للوقاية من فيروس «كورونا»؟
- التضرع بالدعاء إلى الله، والوقاية حسب إرشادات الحكومة.
• كيف ترى ظاهرة التزاحم والتدافع التي حصلت في الجمعيات التعاونية لشراء السلع الغذائية من جانب المواطنين والمقيمين على السواء؟
- من حق الجميع التحوّط لأن الإعلام الرسمي لم يحتوِ الأزمة بشكل جيد، ولَم يمهّد لتعطيل الموظفين بالقطاعين الحكومي والأهلي، وهو ما أدى إلى صدمة الناس بقرار التعطيل المفاجئ ومن دون سابق إنذار، فكان خوفهم طبيعياً، ولا أضع اللوم عليهم لأنهم اتخذوا الخيار الأمثل بالتحوط بالغذاء والدواء، علماً بأن تحوطهم هذا يساعد الحكومة في مثل هذه الأزمات.
• ما هي الرسالة التي تود أن توجهها إلى الناس كافة، بخصوص «كورونا»؟
- الحمد لله الذي لطف بنا، وله الشكر والثناء الحسن. هذا الفيروس قد لا يكون طبيعياً وليس وليد الصدفة، بل هو سلاح فتاك تم إطلاقه ونشره ومن ثم خرج عن السيطرة، وقد يكون ما حدث كله «بروفة» لحدث أكبر آتٍ، كالانفجار الصغير الذي يأتي إلى رؤيته مجموعة من الناس فيأتي الانفجار الكبير ليشمل جميع الناس. علينا التحوط والحذر، فأنا لست خبيراً في الشؤون الحربية، وإنما أحذر من نشوب حرب جرثومية مقبلة.
• وما الحل من وجهة نظرك؟
- العين بالعين والسن بالسن، الحل بسن قانون يتيح للحكومة إمكانية إنشاء مختبرات لصد أي عدوان جرثومي أو بيولوجي، وأرجو إعادة فتح مصانع الأدوية والاستثمار الطبي للصناعات الدوائية، وسن قانون التسلح المحلي بمصانع حكومية للدفاع عن الوطن العزيز، كما ينبغي رفع قضايا دولية في حال ثبت تورط بعض الدول في نشر هذا الفيروس عمداً أو من غير قصد.
وفي الختام، أوجه كلمتي للناس بأن نكون أقرب إلى الله في الرخاء والمحن، وأن نحمده ونشكره على كل شيء، ونوكل أمرنا إليه، وأن يتوحد الصف، وألا نلتفت إلى الذباب الإلكتروني و«الكومنتات» التي يصدرها أعداؤنا بمواقع التواصل الاجتماعي وتهدف إلى تفكيك وحدة الصف وزعزعة الثقة بالحكومة وبالنفس، فنحن بعزة الله الأقوى دائماً وأبداً.