سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / هيهات منا الذلة

تصغير
تكبير
المؤمنون أعزاء والعزة هي صفة من صفات المؤمنين وقد يحقق المؤمنون النصر بمثابرتهم وبصبرهم صبرا جميلا تكتنفه العزة، هيهات منا الذلة. هذه مقولة أبي الأحرار الحسين سبط نبي الرحمة قالها وقافلته تسير إلى ارض كربلاء، والطرماح ينشد:
يا ناقتي لا تجزعي من زجري
وامضي بنا قبل طلوع الفجر

وقف في مثل هذا اليوم أبوعبدالله الحسين (عليه السلام) يعظ القوم ويخبرهم بأنه أقبل لطلب الاصلاح في أمة جدهِ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولم يأتهم بطراً ولا أشرا، ولكنهم سددوا سهام البغي تجاهه، فمضى وهو يقول: «هيهات منا الذلة»، وكأنه يعلن لجميع المظلومين والمستضعفين بأن يصبروا ويصابروا كما هو اليوم بالصابرين في سوح القتال على أراضي غزة المظلومة فيقولوا: «هيهات منا الذلة».
صمد أبوالاحرار في مقاومة القوم هو وأطفاله وأهل بيته، وأصحابه فتقدمهم وهو يرفع بيده طفله الرضيع، وقال للقوم اسقوه جرعة من الماء فسقوه بسهم محدد اصاب جيده فانتثرت دماء الطفل ودماء أهل البيت والاصحاب وكلها تصرخ «هيهات منا الذلة»، ودماء الصغار والكبار والشيوخ تصرخ الآن في غزة: «هيهات منا الذلة».
استقبل أبوالاحرار الرماح والسيوف والعصي والحجارة بقلب صادق مفعم بالإيمان نحو تحقيق كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة، فكان صابرا ومحتسبا من اجل ذلك فقال غاندي: «تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر».
الآن الأطفال والشيوخ وجميع فئات المجتمع في غزة الآن يتلقون نيران الطائرات والدبابات والبنادق وجميع صنوف العتاد، وهم يقولون كما قال أبوالأحرار «هيهات منا الذلة». هكذا علمنا الحسين (عليه السلام) ان نصبر ونصابر ونرابط حتى يكتب الله لنا النصر، كما كتبه لأبي الشهداء، إذ ان دماءه ودماء أهل بيته وأصحابه انتصرت على السيوف، فأصبحت فنارة يستدل بها المناضلون والاحرار على سبل النصر المبين. وصدق الأديب:
وثيقة من رسول الله باقية
يعلو الحسين بها فوق السهى رتبا
حسين مني سراج مشرق
وأنا من الحسين فيا أكرم به نسبا
الوحي أول ما أهدى صحائفه
كان الحسين من الانوار مقتربا
هذا التراث الذي فاز الحسين به
عن جده لم يرث مالا ولا نشبا
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي