أوراق ملونة / مصليات الواجهة البحرية

من مساجد الكويت

علي حسين






| بريشة وقلم علي حسين |
اتصل بي ذلك المسؤول يوما وقال لي: «أخ علي لدى مشروع لا يصلح لأمره إلا أنت»، قلت: خير إن شاء الله، قال: مر علي بالمكتب لأشرح لك... قدمت إلى مكتبه الذي أعد له خصيصا بعد أن قطع دراسته بالولايات المتحدة... وقال بصوته الهادئ: «أخي الكريم هناك عرض بالتعاون مع شركة المشروعات السياحية، باستغلال مساحات على الواجهة البحرية لإقامة مصليات على الواجهة البحرية؟».
قلت له: الأمر جميل لكن ما دوري أنا بالموضوع؟، قال:أنت فنان ومهتم بالمساجد القديمة والموضوع سيكون جديرا لك بمتابعته ليتم إخراجه بالشكل المشرف لمؤسسة بيت الزكاة...؟!
قلت له: لا بأس ومن أين تريد أن نبدأ بالمشروع؟ قال:غداً سوف نقوم بجولة على الواجهة البحرية للإطلاع على ساحات المصليات وبعدها نذهب معاً للالتقاء بمدير المشروع بالشركة.
وجاء الغد الجميل في شتاء عام 1994 وانطلقنا معاً وقمنا بمعاينة مساحة المصليات، ثم دلفنا إلى مقر شركة المشروعات السياحية القريب من الواجهة البحرية واجتمعنا بالمهندس عبد الله السهلان، ودار النقاش بيننا وبينه حول تصميم المصلى فاقترحت أن يكون أمره مستمداً من ثوابت عمارة المساجد القديمة في الكويت والواجهة البحرية، وهي فرصة لنا أن نقدم لرواد الواجهة البحرية صورة من عمارة الكويت القديمة، فاستغرب المهندس السهلان وقال: كيف ذلك؟ هل تريد بناء مسجد من الطين على الواجهة الحديثة ابتسمت له ومازحته: ولم لا... قال: مستحيل مساحات المصليات صغيرة والواجهة حديثة بتصميمها فهذا يخل بالشكل العمراني، قلت له لن نبني مسجداً من الطين، ولكن نأخذ من ثوابت عمارة المساجد القديمة بما ينسجم مع الشكل المعماري للواجهة، قال: اشرح لي؟ قلت: له مساحة المصلى صغيرة لا تتجاوز (5 × 5) أمتار وهي المساحة التي كانت تماثل مساحة بعض المساجد القديمة... وحتى لا يضيع صف للصلاة لمن يؤم الجماعة سنعمل له محراباً يكفيه، قال: فكرة حسنة هناك إمكانية بتنفيذها، قلت: يكون شكل الأبواب والنوافذ الخشبية مصنوعة من الساج، قال: لا بأس أيضا الأمر مقدور عليه، قلت له: نضع منارة صغيرة مستمدة من تصميم مساجدنا القديمة... قال: هذا صعب نحن نبني مصلى لا مسجدا، المنارة تعطي إيحاء المسجد... صمت لساني ولم استطع الرد عليه فهو أخبر مني بالهندسة والعمران، لكنني ألهمت بالإجابة فقلت له: يا أخ عبد الله من يسير بسيارته ويحين عليه وقت الصلاة لا يدرك أن هناك مصلى من ارتفاع الأشجار في الواجهة، هنا صمت أيضا المهندس عبد الله وقال: فكرتك صحيحة لكن المنارة ستكون صغيرة بما يتلاءم مع شكل المصلى... قلت: هذا ما أردته...؟
وانتهى الاجتماع وكلفت بمتابعة أمر تصاميم المساجد مع الشركات التي ستتقدم بعروض أسعارها. وكانت فرصة لي لأخذ مهندسي تلك الشركات بجولة معي في السيارة حول المساجد القديمة لاستلهام ثوابت عمارتها الجميلة، حتى وفقنا إلى التصميم الحالي، فرحت بانجاز المشروع وفرح أهل الصلاة بتلك المصليات، والحمدلله رب العالمين.
* كاتب وفنان تشكيلي
[email protected]
اتصل بي ذلك المسؤول يوما وقال لي: «أخ علي لدى مشروع لا يصلح لأمره إلا أنت»، قلت: خير إن شاء الله، قال: مر علي بالمكتب لأشرح لك... قدمت إلى مكتبه الذي أعد له خصيصا بعد أن قطع دراسته بالولايات المتحدة... وقال بصوته الهادئ: «أخي الكريم هناك عرض بالتعاون مع شركة المشروعات السياحية، باستغلال مساحات على الواجهة البحرية لإقامة مصليات على الواجهة البحرية؟».
قلت له: الأمر جميل لكن ما دوري أنا بالموضوع؟، قال:أنت فنان ومهتم بالمساجد القديمة والموضوع سيكون جديرا لك بمتابعته ليتم إخراجه بالشكل المشرف لمؤسسة بيت الزكاة...؟!
قلت له: لا بأس ومن أين تريد أن نبدأ بالمشروع؟ قال:غداً سوف نقوم بجولة على الواجهة البحرية للإطلاع على ساحات المصليات وبعدها نذهب معاً للالتقاء بمدير المشروع بالشركة.
وجاء الغد الجميل في شتاء عام 1994 وانطلقنا معاً وقمنا بمعاينة مساحة المصليات، ثم دلفنا إلى مقر شركة المشروعات السياحية القريب من الواجهة البحرية واجتمعنا بالمهندس عبد الله السهلان، ودار النقاش بيننا وبينه حول تصميم المصلى فاقترحت أن يكون أمره مستمداً من ثوابت عمارة المساجد القديمة في الكويت والواجهة البحرية، وهي فرصة لنا أن نقدم لرواد الواجهة البحرية صورة من عمارة الكويت القديمة، فاستغرب المهندس السهلان وقال: كيف ذلك؟ هل تريد بناء مسجد من الطين على الواجهة الحديثة ابتسمت له ومازحته: ولم لا... قال: مستحيل مساحات المصليات صغيرة والواجهة حديثة بتصميمها فهذا يخل بالشكل العمراني، قلت له لن نبني مسجداً من الطين، ولكن نأخذ من ثوابت عمارة المساجد القديمة بما ينسجم مع الشكل المعماري للواجهة، قال: اشرح لي؟ قلت: له مساحة المصلى صغيرة لا تتجاوز (5 × 5) أمتار وهي المساحة التي كانت تماثل مساحة بعض المساجد القديمة... وحتى لا يضيع صف للصلاة لمن يؤم الجماعة سنعمل له محراباً يكفيه، قال: فكرة حسنة هناك إمكانية بتنفيذها، قلت: يكون شكل الأبواب والنوافذ الخشبية مصنوعة من الساج، قال: لا بأس أيضا الأمر مقدور عليه، قلت له: نضع منارة صغيرة مستمدة من تصميم مساجدنا القديمة... قال: هذا صعب نحن نبني مصلى لا مسجدا، المنارة تعطي إيحاء المسجد... صمت لساني ولم استطع الرد عليه فهو أخبر مني بالهندسة والعمران، لكنني ألهمت بالإجابة فقلت له: يا أخ عبد الله من يسير بسيارته ويحين عليه وقت الصلاة لا يدرك أن هناك مصلى من ارتفاع الأشجار في الواجهة، هنا صمت أيضا المهندس عبد الله وقال: فكرتك صحيحة لكن المنارة ستكون صغيرة بما يتلاءم مع شكل المصلى... قلت: هذا ما أردته...؟
وانتهى الاجتماع وكلفت بمتابعة أمر تصاميم المساجد مع الشركات التي ستتقدم بعروض أسعارها. وكانت فرصة لي لأخذ مهندسي تلك الشركات بجولة معي في السيارة حول المساجد القديمة لاستلهام ثوابت عمارتها الجميلة، حتى وفقنا إلى التصميم الحالي، فرحت بانجاز المشروع وفرح أهل الصلاة بتلك المصليات، والحمدلله رب العالمين.
* كاتب وفنان تشكيلي
[email protected]