الطيران الروسي يتدخل لوقف «الاختراق»... وأنقرة تستنجد بالـ «باتريوت» الأميركي
تركيا وفصائلها يقتحمان النيرب السورية



«شتائم» و«توتر حاد» في مجلس الأمن «المشلول بالكامل»
الأمم المتحدة: 170 ألف نازح في العراء
في خضم التوتر الشديد بين أنقرة وموسكو، شهدت محافظة إدلب، أمس، تطورات عسكرية متسارعة مع اقتحام القوات التركية والفصائل المسلحة الموالية لها بلدة النيرب، وتدخل المقاتلات الروسية بعد «اختراق» مناطق سيطر النظام عليها أخيراً، في وقت تردد أن أنقرة طلبت من واشنطن منصات «باتريوت» جديدة لـ»ردع» موسكو.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية في بيان، مقتل اثنين من جنودها وإصابة خمسة آخرين في غارة جوية في محافظة إدلب، حمّلت دمشق مسؤوليتها، مضيفة أنها ردت بـ»ضرب أهداف محددة»، مشيرة إلى مقتل 50 على الأقل من القوات السورية.
في المقابل، نفذت المقاتلات الروسية ضربات جوية ضد «إرهابيين اخترقوا دفاعات الحكومة السورية في منطقتين في إدلب»، وأنها «دمرت آليات مسلحة وعربات للمسلحين»، بحسب ما ذكرت في بيان.
وأكدت أن «مقاتلات سو 24 دمرت دبابة و6 مدرعات و5 عربات رباعية الدفع تابعة لمسلحين اقتحموا مواقع للجيش السوري في محافظة إدلب ونفذوا عدداً من الهجمات المكثفة باستخدام أعداد كبيرة من المدرعات على وحدات الجيش باتجاه محور قميناز - النيرب».
وأضافت الوزارة أن «الضربات الجوية أتاحت للجيش السوري التصدي لكل الهجمات بنجاح»، متهمة أنقرة بتقديم الدعم المدفعي لـ»الإرهابيين الذين اخترقوا لفترة وجيزة دفاعات الحكومة في إدلب».
ولفتت إلى أن أنقرة «أوقفت الضربات» المدفعية على القوات الحكومية السورية بعدما تواصلت موسكو مع أنقرة التي «كانت تقدم دعما للإرهابيين عبر القصف المدفعي».
ودعت موسكو أنقرة لوقف دعم المسلحين ومدهم بالسلاح.
وأتت تلك التطورات المتسارعة بعد ساعات على اقتحام بلدة النيرب في ريف إدلب الشرقي، وذلك بعد عملية تمهيد مكثفة بعشرات القذائف الصاروخية.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن القوات المهاجمة «تمكنت من اقتحام النيرب والسيطرة على نحو نصف البلدة، وسط استمرار المعارك العنيفة».
وتقع النيرب شمال غربي مدينة سراقب الاستراتيجية الواقعة على تقاطع طريقي«ام 4» و«ام 5».
وأمس، أرسلت أنقرة مزيداً من التعزيزات العسكرية إلى محافظة إدلب، حيث دخل رتل من 80 شاحنة وعربة مصفحة ودبابات، وأنشأت نقطة عسكرية جديدة في قرية بزابور بجبل الزاوية، وفق المرصد.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن مسؤول تركي «رفيع المستوى» أن «تركيا طلبت من الولايات المتحدة نشر بطاريتين من منظومات باتريوت على حدودها الجنوبية لضمان حرية التصرف من أجل توجيه ضربات انتقامية، في حالة أي هجمات مستقبلية للقوات السورية المدعومة جويا من قبل روسيا».
وفي نيويورك، رفضت روسيا أن يتبنى مجلس الأمن إعلانا يطالب بوقف العمليات القتالية واحترام القانون الانساني الدولي في شمال غربي سورية، بناء على اقتراح فرنسا.
وأورد ديبلوماسيون أن الاجتماع المغلق، ليل الأربعاء - الخميس، الذي اعقب جلسة علنية تخلله تبادل«شتائم» وتوتر حاد، وأن موسكو انتقدت الغربيين بشدة«لعدم تفهم الموقف الروسي» مضيفا ان«المجلس مشلول بالكامل».
وخلال الاجتماع العلني، طلب السفير الروسي فاسيلي نيبنزيا من الدول الغربية الكف «عن حماية المجموعات الإرهابية» و«اللجوء الى ورقة معاناة المدنيين ما إن تتعرض مجموعات إرهابية للتهديد».
وناشدت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، أمس، تركيا أمس استقبال مزيد من اللاجئين مع فرار مئات الآلاف.
ويعيش 170 ألف شخص في العراء من أصل 900 ألف نازح دفعهم الهجوم الذي تشنّه قوات النظام بدعم روسي في شمال غربي سورية إلى ترك منازلهم.
من ناحية أخرى، قتل اثنان من موظفي منظمة «اوكسفام» الخيرية وأصيب متطوع في هجوم على سيارتهم في درعا في جنوب سورية.
وأصيب شخصان بجروح الخميس في انفجار عبوة ناسفة وُضعت في سيارة في وسط دمشق، وفق ما أوردت «وكالة سانا للأنباء»، في حادثة هي الثانية خلال يومين.