ترجيحات طبية بمساهمة ارتفاع درجات الحرارة في الحد من انتشار الفيروس
من يقضي على «كورونا» أولاً... الطقس أم اللقاح؟




فيما يترقب العالم التوصل إلى لقاح أو دواء جديد لعلاج فيروس «كورونا» المستجد، تتزايد التوقعات الطبية المرجحة لخفض معدل انتشار الفيروس مع تغيّر الطقس، استناداً إلى حقيقة أن الفيروسات بشكل عام يضعف نشاطها مع ارتفاع معدلات درجات الحرارة.
وإذ يعوّل العالم كثيراً على تغيّر الطقس لرأب تداعيات الفيروس الصحية والاقتصادية التي طالت عملاقاً اقتصادياً (الصين) ووصلت شظاياها إلى الكثير من دول العالم، وأدت بشكل غير مباشر إلى انخفاض في أسعار النفط، وتدهور في سعر صرف عملات بعض الدول، وتأثر الحركة السياحية، وتعليق خطوط جوية رحلاتها إلى الصين، تذهب الآراء الطبية إلى أن تغيّر الطقس قد يكون على المستوى القريب كلمة السر، في الحد من انتشار الفيروس، على اعتبار أنه سيسبق التوصل إلى لقاح جديد.
وبالنظر إلى التجارب السابقة في التعامل مع الفيروسات، بما فيها «كورونا» بسلالاته التي ظهرت قبل سنوات، يرجح أهل الاختصاص أن ارتفاع درجات الحرارة قد يكون السبيل الأسرع للحد من انتشار الفيروس الجديد، مقارنة بالجهود التي يبذلها العلماء في التوصل إلى علاج فعال.
وفيما اعتبرت منظمة الصحة العالمية أول من أمس أن عدد الإصابات الجديدة الذى يسجل في الصين أصبح في حالة استقرار، وهو ما يعتبر نبأ ساراً، وأن من المبكر القول إن الوباء تجاوز مرحلة الذروة، اعتبر كبير علماء الأوبئة في المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها جينغ غوانغ أن «الوضع سيتحسن مع ارتفاع درجات الحرارة التي لا تشكل مناخاً مؤاتياً لنمو الامراض التنفسية».
وكان أحد أبرز الخبراء الصينيين في الأمراض التنفسية ويدعى جونغ نانشان رجح أن يبلغ الوباء ذروته في الثامن من فبراير الجاري (أول من أمس) قبل أن يبدأ في التراجع.
وعلى المستوى المحلي، قال طبيب الصحة الوقائية في مركز السالمية الغربي الدكتور عبدالله بهبهاني إن «الفيروسات بشكل عام يقل نشاطها مع ارتفاع درجات الحرارة، وأن احتمال انخفاض معدل انتشار الفيروس مع تغير الطقس يعد أمراً مرجحاً، استناداً إلى التجارب السابقة مع فيروس (كورونا سارس) أو الإنفلونزا الاسبانية التي اجتاحت العالم في العام 1918».
ولفت إلى «عدم إمكانية الجزم بهذا الأمر لعدم كفاية الدراسات العلمية والمعلومات التي تدعم في الوقت الحالي هذه التوقعات، خصوصاً أننا الآن في مرحلة التعلم بشأن طبيعة وخصائص هذا الفيروس، الذي قد ينحو مسلكاً مغايراً لما سواه، إلا أن هذه التوقعات تأتي استناداً إلى حقيقة أن الفيروسات بشكل عام يقل أو يضعف نشاطها مع درجات الحرارة المرتفعة بعكس الطقس البارد».
وأشار بهبهاني إلى أمر قد يعزز هذه التوقعات، يتمثل بقلة عدد حالات الإصابة بالفيروس في نصف الكرة الجنوبي، كأستراليا وأفريقيا ودول أميركا الجنوبية، موضحاً أن عدد الحالات في أستراليا يعود إلى كثرة السياح القادمين من الصين، حيث إن هناك خمس حالات مؤكدة في كوينزلاند، كانت ضمن مجموعة سياحية واحدة قادمة من الصين.
ودعا الدكتور بهبهاني إلى ضرورة اتباع الإرشادات والنصائح الطبية المتعلقة بالنظافة وغسل اليدين بالصابون، وعدم مخالطة الحيوانات من دون داع، والالتزام بالتعليمات المتعارف عليها التي تحض عليها وزارة الصحة.
حصيلة الفيروس المستجد تتجاوز عدد وفيات «سارس»
هل بلغ «كورونا» ذروته؟
أسفر فيروس كورونا المستجدّ عن وفاة أكثر من 800 شخص غالبيتهم الكبرى في الصين، في حصيلة تجاوزت الحصيلة العالمية لوباء سارس، إلا أن منظمة الصحة العالمية ترى في استقرار عدد الإصابات الجديدة «نبأ ساراً».
وتسبّب الفيروس الذي ظهر في ديسمبر الماضي، في سوق في مدينة ووهان (وسط)، بـ89 وفاة إضافية في الصين القارية (من دون هونغ كونغ وماكاو)، وهو أكبر عدد وفيات خلال يوم واحد جراء هذا الوباء، وفق ما أعلنت لجنة الصحة الوطنية.
وفي حين يخضع قسم من البلاد لحجر صحي، بلغت حصيلة الوفيات جراء المرض في الصين القارية 811، بالإضافة إلى وفاة شخص في هونغ كونغ وآخر في الفيلبين. وبذلك تكون الحصيلة قد تجاوزت حصيلة وفيات متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس) الذي أودى بحياة 774 شخصاً في العالم في عامي 2002 و2003.
واعتبرت منظمة الصحة، السبت، أن عدد الإصابات الجديدة الذي يُسجّل يومياً في الصين أصبح «في حال استقرار»، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنّه من المبكر جداً القول إن الوباء تجاوز مرحلة الذروة.
في الصين القارية، بلغ عدد الإصابات المؤكدة أمس، نحو 37200، أي 2600 إصابة جديدة مقارنة بالحصيلة اليومية السابقة.
وعدد الإصابات الأخير هو أقلّ بكثير من عدد الإصابات الإضافية الذي أعلنت السلطات الصينية عنه الأربعاء كحصيلة يومية وبلغ نحو 3900.
وتراجع أيضاً عدد الإصابات المشتبه فيها، إذ بلغ أكثر بقليل من 3900 خلال الساعات الأخيرة، مقابل أكثر من 5300 في الحصيلة المُعلن عنها الخميس.
وفي أواخر يناير، قدّر أحد أبرز الخبراء الصينيين في الأمراض التنفسية جونغ نانشان، أن الوباء يمكن أن يبلغ ذروته نحو الثامن من فبراير قبل أن يبدأ بالتراجع.
وقالت ميليسا سانتوس، وهي طالبة من جمهورية الدومينيكان لم تخرج من منزلها في ووهان منذ أسبوع، لـ«فرانس برس»، إنه نظراً إلى تراجع عدد الإصابات الجديدة «أعتقد أن من الآن حتى 15 يوماً، الأمور ستتحسّن».
وقررت الشابة أن تخرج خلال النهار لتشتري بعض المؤن لكنها سترتدي قناعاً واقياً وقفازات. وأضافت رداً على أسئلة «فرانس برس» عبر الهاتف من بكين «أنا قلقة قليلاً، قرأت أن الفيروس يمكن أن ينتقل في غضون ثوانٍ».
ويواصل الوباء انتشاره في العالم. وتم تأكيد إصابة أكثر من 320 إصابة في نحو 30 دولة. وسُجلت خمس حالات جديدة في فرنسا السبت، هم أربعة راشدين وطفل جميعهم بريطانيون، ما يرفع عدد الإصابات في البلاد إلى 11.
كما أعلنت بريطانيا، اكتشاف حالة رابعة من المصابين بالفيروس.
وأكدت في إسبانيا، أمس، وجود حالة ثانية مصابة بالفيروس بعد إجراء اختبارات على أربعة تم الاشتباه بهم في مايوركا.
وفي الصين، لا تزال وفاة الطبيب الشاب لي وينليانغ، وهو أول من أطلق تحذيراً في أواخر ديسمبر في شأن المرض، تثير جدلاً نادراً، في بلد تخضع المعلومات لرقابة مشدّدة.
وبات الطبيب بطلاً وطنياً في مواجهة المسؤولين المحليين المتهمين بمحاولة التكتم على المرض في بداية انتشاره.
وكتب عشرة أساتذة جامعيين في ووهان في رسالة حُذفت من موقع «ويبو»، «توقفوا عن تقييد حرية التعبير».
ودعت رسالة أخرى أعدّها طلاب سابقون في جامعة تسينغوا المرموقة في بكين، من دون الكشف عن أسمائهم، الحزب الشيوعي الحاكم إلى الكفّ عن جعل «الأمن السياسي الأولوية الوحيدة».
وردّ النظام الشيوعي بإعلانه الجمعة إرسال لجنة تحقيق إلى ووهان.
لا إصابات في السعودية
شفاء أول حالة مصابة بالفيروس في الإمارات
أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية، أمس، شفاء أول حالة مصابة بفيروس كورونا المستجد وتعافيها التام من أعراض المرض بعد تلقيها العلاج اللازم.
وذكرت أن الحالة تنتمي للعائلة الصينية التي كان تم الإعلان عن إصابتها بالمرض نهاية يناير الماضي، حيث تماثلت الجدة ليو يوجيا (73 عاماً) للشفاء وأصبح بإمكانها مواصلة حياتها بصورة طبيعية.
وزار القنصل العام لجمهورية الصين الشعبية في الإمارات لي شيوي هانغ ووكيل وزارة الصحة المساعد لقطاع الصحة العامة الإماراتي الدكتور حسين عبدالرحمن الرند أمس السيدة الصينية لتقديم التهنئة لها على تعافيها التام من المرض.
وأعربت ليو عن شكرها وتقديرها للإمارات على الرعاية الصحية الفائقة التي حظيت بها منذ دخولها المستشفى.
وفي الرياض، أعلنت وزارة الصحة السعودية مساء السبت، عن سلامة نتائج الفحص المخبري لشقيقتين هنديتين قدِمتا إلى المملكة عبر مطار الملك فهد الدولي وخضعتا لإجراءات عزل صحي احترازي. وذكرت، أنه تم إنهاء إجراءات العزل الصحي الاحترازي للفتاتين لكونهما كانتا خارج الصين لأكثر من 14 يوماً.
وفي وقت سابق، أكد وزير الصحة توفيق بن فوزان الربيعة، في تغريدة على «تويتر»، عدم تسجيل المملكة لأي إصابة بالفيروس التاجي القاتل.
تجارة الكمامات تنتعش في مصر
| القاهرة ـ من نعمات مجدي ومحمود عبدالله ومحمد السعيد |
فجأة، باتت «الكمامة» مطلباً حيوياً في الأسواق العالمية، وتصدرت المنتجات الطبية المباعة. وهذا ما حدث أيضاً في مصر، إذ انتعشت تجارة الكمامات، وارتفع الطلب عليها وزادت أسعارها، خصوصاً مع طلب دول استيرادها من مصر، مع انتشار فيروس كورونا. وقالت مصادر طبية لـ«الراي»، إن سعر الكمامة قبل انتشار الفيروس عالمياً، كان يتراوح بين ربع الجنيه و50 جنيهاً، باختلاف أنواعها، إلا أن هذه الأسعار تحركت كثيراً بعد ظهور «كورونا»، لتبدأ بـ5 جنيهات، وتصل إلى 100 جنيه وفقاً للنوع. وكشفت مصادر في غرفة تجارة القاهرة أن حجم الإنتاج المحلي من الكمامات يتراوح بين مليون و1.5 مليون قطعة شهرياً، ويبلغ حجم المستورد 2 ـ 3 ملايين قطعة في الشهر، مؤكدة أن الطلب ارتفع بنسبة لا تقل عن 200 في المئة خلال الأيام الأخيرة. وأوضح رئيس شعبة المستلزمات الطبية في الغرفة التجارية المصرية، محمد إسماعيل، أن حجم إنتاج الكمامات في مصر لا يكفي الطلب حالياً، حتى إن الإمارات طلبت 145 مليون كمامة من مصر، وكان من الصعب تلبية طلبها، كاشفاً عن تدشين 7 خطوط إنتاج كمامات لتلبية الطلب المتزايد، وأن خط الإنتاج الواحد يمكنه إنتاج 500 ألف كمامة شهرياً، يمكن زيادتها مع مضاعفة أوقات العمل.