محمد علاوي يهدد بالاستقالة... و«اجتياح الزرق» الدموي يتوسّع
... «في النجف سقطت الأقنعة» والديوانية تهتف «لا مقتدى ولا هادي»
طالبة جامعية تضع شريطاً لاصقاً على فمها خلال تظاهرة في بغداد أمس (رويترز)


دفع عنف أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، المتواصل منذ أيام، رئيس الوزراء العراقي المكلف محمد توفيق علاوي، إلى التهديد بالاستقالة من مهمته في حال استمر استهداف المحتجين، الذين شيعوا، أمس، قتلى النجف.
وقال علاوي في كلمة تلفزيونية، إن «ما حدث من أوضاع مؤسفة ومؤلمة في اليومين الأخيرين، مؤشر خطير على ما يحدث، وما يمكن أن يحدث، من سقوط شهداء وجرحى في كل ساحات الاحتجاج».
وأضاف: «هذه الممارسات تضعنا في زاوية حرجة، لا يمكن حينها الاستمرار بالمهمة الموكلة إلينا مع استمرار ما يتعرض له الشباب، فلم نأت لهذه المهمة الوطنية إلا من أجل بناء ما تهدم، وليس من الأخلاقي القبول بتصدر المشهد، وتسلم المهمة، بينما يتعرض أبناؤنا لما نعرفه من ممارسات تدمي القلب والضمير».
وشدد علاوي، على أن «أولوية الحكومة المقبلة، وتحت البند الأول، هي إجراء تحقيقات جدية بشأن الخروقات التي تعرض لها أبناؤنا، من المتظاهرين والقوات الأمنية، ومحاسبة كل من يقف وراءها... فالدم العراقي خطنا الأحمر الوحيد، الذي لا كرامة لنا ولا احترام إن تم سفكه أمام أعيننا».
وتصدعت صفوف حركة الاحتجاج، حين أبدى الصدر دعمه لعلاوي، بعد أن شارك أنصاره منذ أكتوبر الماضي، في التظاهرات المناهضة للفساد.
ومنذ تغيير الصدر موقفه، انقسم المتظاهرون الى معسكرين، وتصاعد التوتر كما حدث في الحلة التي قتل فيها متظاهر على يد «القبعات الزرق»، وتطور التوتر الى اشتباك مسلح مثل ما جرى في مدينة النجف ليل الأربعاء - الخميس، حيث سقط قتلى في صفوف المحتجين، تباينت المصادر بشأن أعدادهم بين 7 و11 قتيلاً، بالإضافة إلى 122 جريحاً.
ومساء أمس، باشر أصحاب «القبعات الزرق» بالانتشار في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد. وقال المتظاهر محمد، طالب هندسة الذي يتظاهر بشكل مستمر في ساحة التحرير: «في النجف سقطت الاقنعة».
وأكدت الطالبة طيبة: «نحن أكثر تصميماً من قبل... كان الطلاب يخرجون مرة في الاسبوع للتظاهرات والان اصبحت ثلاث مرات».
وجنوباً، ذكرت مصادر أن أنصار الصدر اقتحموا ساحة الاعتصام في كربلاء، لافتة إلى إرسال السلطات تعزيزات أمنية للساحة.
وفي الناصرية، اعتبر المتظاهر عدنان ظافر، أن هجوم النجف «استمرار منطقي لأربعة أشهر من حملات القمع والتخويف التي يقوم بها المهاجمون الذين لم تستطع الدولة حتى الان تحديد هويتها لكن الامم المتحدة وصفتهم بميليشيات».
وخرجت تظاهرة طلابية في الديوانية مناهضة للصدر وهادي العامري، أحد كبار قيادات «الحشد الشعبي»، هتف المشاركون فيها: «لا مقتدى ولا هادي، تبقى حرة بلادي».
ودانت السفارة الأميركية «الهجوم الوحشي» ضد متظاهري النجف، داعيةً الحكومة إلى وضع حد لـ «البلطجة»، وحضت المتظاهرين على الحفاظ على سلمية تظاهراتهم.
من جانبه، أعلن مجلس القضاء الأعلى إطلاق 3123 متظاهراً منذ بدء الاحتجاجات.