لو نظرنا في السنوات الماضية حول ما وصلت إليه بعض الدول في الخليج العربي، وما حققه إخواننا فيها، يجعلنا نفتخر بما أنجزوه في الخليج... ولكن وفي الوقت نفسه - ونحن ننظر إلى تلك الإنجازات غير المسبوقة في تاريخ المنطقة - فإننا نلاحظ أن تلك الإنجازات لم تأت من فراغ أو نتيجة لجهود مختصرة بشكل كبير! بل جاءت في ظل وجود نية خالصة وهدف إستراتيجي تم السعي إليه بجهود مضنية، أثمرت فوز تلك الدول الخليجية بتلك الإنجازات، وهنا نقول أين نحن... بل أين دولة الكويت من تلك الإنجازات، فهل توقفت إنجازات وإسهامات الكويت على المستوى الدولي؟ اللهم إلاّ من بعض الانجازات التي تحققت في الماضي! ولم تعد تواكب المرحلة الحالية، والتي تشمل التطورات الهائلة في حياتنا المعاصرة الحالية.
إن دولة الكويت لطالما كانت السباقة في مجالات عديدة في ما مضى. فما الذي حدث كي تتراجع مرتبتها إلى المؤخرة، في الوقت الذي نشاهد فيه الدول من حولنا تحقق الإنجازات، وتفوز بتنظيم الأحداث العالمية ذات طابع عالي القيمة، بين دول المجتمع العالمي، ونحن كالمتفرجين في ملعب أو في مكان عام! فهل هذا هو ما سيستقر عليه الموقف والمشهد بشكل عام في بلدنا الكويت؟
على أي حال هناك أسباب كثيرة، نرى من وجهة نظرنا المتواضعة أنها أدت إلى نجاح إخواننا في دول الخليج، فما أُنجز في تلك الدول لم يكن ليتحقق لو لم تتوفر العديد من الإمكانات والقدرات والجهود المتواصلة، والتي لم تتوفر بين ليلة وضحاها! بل جاءت نتيجة لمسيرة تنمية حقيقية وجادة، حققت خلالها في وقت قياسي الكثير من الإنجازات ووصلت مظاهر التنمية فيها إلى مراحل متقدمة، فلم تقف التنمية والتطور فيها عند الحد الذي نراه هنا في الكويت، والتي مررنا من خلاله بمراحل توقفت فيها تلك التنمية بطريقة سلبية، وأثرت على المشهد الاجتماعي بشكل عام، وانسحب ذلك على الكثير من المجالات.