ألوان

رواد الفن التشكيلي

No Image
تصغير
تكبير

يعاني رواد الفن التشكيلي في الكويت من أمور عدة لم يكترث لها الكثير من المسؤولين في المؤسسات الثقافية الرسمية المتمثلة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وكذلك جمعيات النفع العام التي تعنى بالفن التشكيلي مثل الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية اضافة الى بعض الغاليريات.
نعم يعرف الكثير أن هناك أجيالاً عدة من الفنانين التشكيليين من الجنسين في الكويت، وقد قاموا على مدى أكثر من نصف قرن من الزمن في تقديم أعمال إبداعية نالت إعجاب الكثير، إضافة إلى أن بعضها حصد الجوائز المحلية والخليجية والعربية والعالمية.
ولكن المعاناة مستمرة لدى الكثير من الفنانين، حيث إنهم يمارسون الرسم مثلاً قبل أن يولد الكثير من الفنانين الذين باتوا ينظرون إلى الأجيال التي سبقتهم بنوع من عدم الاحترام فنيا على الاقل، وتمتد المعاناة إلى عدم الاحترام الفني متمثلاً لدى البعض منهم عندما يصبح عضواً في لجنة تقييم حيث إنه يقوم برفض أعمال فنان ليس لأنه لا يجدها تستحق المشاركة في أي معرض بل لأنه مريض نفسياً يعاني من عدم استقرار عقلي، فهل يعقل أن يقوم عضو لجنة تحكيم برفض أعمال فنان أو أكثر قبل أن يراها بمجرد ذكر اسم الفنان فإنه يقول إن أعماله مرفوضة؟!


بالطبع ليس كل من هو ينتمي إلى جيل الرواد هو مبدع، ولكن ليس كل فنان ينتمي إلى الجيل الجديد هو مبدع وتبقى المسألة نسبية، فبعض أعضاء اللجان يميلون إلى مدارس فنية معينة، وبالتالي فإنهم يرفضون اللوحات التشكيلية التي تنتمي إلى مدارس فنية أخرى، كما أن هناك الجانب الشخصي الذي بتنا نعاني منه كثيراً كون تقييم عضو اللجنة يتوقف على طبيعة العلاقة الشخصية بينه وبين هذا الفنان، وفي ذاكرتي الكثير من المواقف التي تؤكد ذلك الأمر الذي هو بمثابة أحد أكبر مثالب الحركة التشكيلية في الكويت.
لقد مضت أعوام عدة ونحن نرى أسماء معينة من الفنانين التشكيليين، وقد فازت بجوائز المعارض التي تقام في الكويت لأنها مرتبطة بمن يشغل منصباً مؤثراً، وقد حدث ذلك لسنوات متتالية، وعندما تقاعد هذا المسؤول من منصبه لم يعد يفوز هؤلاء الفنانون بأي جائزة، والأسماء معروفة ولا أريد ان أذكرها منعا للإحراج!
ولا يمكن وضع اللوم على المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، إلا في عملية تشكيل اللجان، وأقترح أن يقوم المجلس برفع الحرج عندما يقوم بتشكيل لجنة أعضاؤها ليسوا من الفنانين التشكيليين الكويتيين، ولدينا الكثير من الفنانين العرب المقيمين في الكويت، والكثير ممن يقومون بتدريس الفن التشكيلي في كلية التربية الأساسية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي، ولدينا بعض الصحافيين المقتدرين ولا بأس بالاستعانة ببعض الفنانين الخليجيين والعرب والعالميين، لتقييم اللوحات إما عبر الإنترنت وإما عبر  دعوتهم لحضور فعاليات تشكيلية في الكويت.
نعم إن المسؤولية كبيرة تقع على عاتق المسؤولين عن الحركة التشكيلية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وبالتالي فإن عملية الاصلاح يجب أن تكون مستمرة، وقد قام المجلس بذلك عندما قام بإصدار قانون يتيح الفرصة للكثير من الفنانين للانضمام إلى المرسم الحر، الذي كان حكراً على أسماء معينة.

* كاتب وفنان تشكيلي

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي