«مجزرة مرورية» قتلت 4 أطفال لبنانيين... و«القاتل» سائق مخمور

No Image
تصغير
تكبير

حين خَرَجَ 7 أطفال لبنانيين (مساء السبت) على درّاجاتهم الهوائية في إحدى ضواحي سيدني الاسترالية لشراء «البوظة»، لم يَعْلموا أن سائقاً مخموراً يقود سيارة رباعية الدفع سـ «ينقضّ» على ممر المشاة الذي كانوا يسيرون عليه ليقتل 4 منهم، هم فتى وشقيقتاه وإحدى نسيباتهم، ويصاب الثلاثة الآخَرون بجروحٍ استدعتْ نقْلهم إلى المستشفى وأحدهم بحالٍ خطرة.
أنطوني (13 عاماً) الذي كان يحبّ كرة السلة وقال لوالده داني عبد الله صبيحة «اليوم المُرْعب» أنه سيلعب من أجل كوبي براينت، لم يعتقد أن حلْمَه كان أقصر من عمْره وأن كابوس الرحيل المُفْجع لـ «المامبا» قبل أيام قليلة سيُطارِده بما لا يقلّ قسوةً... وشقيقته انجلينا (12 عاماً) لن تكون بعد اليوم «السنَد» لوالدها الذي اعتبرَها «الظهْر الذي لا يتْركني» قبل أن «ينكسر قلبي»... وشقيقته الثانية سيينا (9 أعوام) لم يتسنّ لها أن تصبح «النجمة الصغيرة» في التمثيل بعدما كَتَبَ لها الموت سيناريو مُفْجِعاً حَمَلها ضوءاً معلّقاً في السماء. أما قريبتهم فيرونيك صقر (أفادت وسائل إعلام لبنانية انها ابنة خالتهم)، فأبتْ إلا أن ترافقهم في «رحلة الفراق» الصعب عن عائلتيْن كادتا أن تصابا بما هو أفظع أيضاً لو قُتلت، مابيل، الابنة الرابعة لداني (ابن بيروت المولود في استراليا) وزوجته ليلى جعجع (من بشري)، والابن الثاني لعائلة صقر، شربل، وهما الطفلان اللذان أصيبا بجروح مع إحدى صديقات مابيل.
«المجزرة» التي هزّت لبنان واستراليا، تحوّلت حَدَثاً في وسائل الإعلام التي تابعت الحادث المروّع الذي وقع قرب نادي الغولف في ضاحية أوتلاند التي يسكنها عدد كبير من اللبنانيين.


وصباح أمس تفقّد دانيال (يعمل في قطاع البناء) وعقيلته موقع الحادث، وقال باكياً وعلامات الانهيار بادية عليه: «فقدتُ بالأمس نصف عائلتي أي 3 من أطفالي. وقريبتنا بريجيت فقدتْ ابنتها أيضاً. أشعر بأنني مخدَّر، هذا هو على الأرجح ما أشعر به في الوقت الراهن. كل ما أريد أن أقوله هو، من فضلكم، أيها السائقون، كونوا حذرين. هؤلاء الأطفال كانوا يمشون ببراءة ويستمتعون بصحبة بعضهم البعض، وهذا الصباح استيقظتُ وقد فقدت ثلاثة أطفال».
وزار مكان الحادث أيضاً عدد كبير من اللبنانيين والأوستراليين الذين صلّوا لراحة أنفس الأطفال ووضعوا الزهور.
وفي تحقيق أولي أجرتْه الشرطة الأسترالية، اتضح أن الدهسَ لم يكن متعمّداً لأن السائق (29 عاماً) الذي رافقه راكب آخر (عمره 24 سنة) كان مخموراً وفَقَدَ سيطرته على سيارته نوع «ميتسوبيشي»، فانحرف ودهم الأطفال السبعة وهم على دراجاتهم ودهسهم جميعهم.
وأشارت وسائل إعلام استرالية أنه بعد مثول السائق أمس أمام محكمة، وجهوا له 20 جنحة مع 4 تهم رئيسية هي القتل غير المتعمّد والقيادة بطريقة خطرة تؤدي إلى القتل، والقيادة المسببة بأضرار جسدية خطيرة، إضافة إلى القيادة بحالة السكر، وهو ما تصل عقوبته إلى سنوات في السجن.
وواكب لبنان الرسمي هذه المأساة، فأعلن رئيس الحكومة حسان دياب عبر «تويتر» أنها «فاجعة أصابت لبنان وليس فقط ذوي الضحايا. لبنان كله يشعر بالأسى. رحم الله الضحايا وألهم ذويهم الصبر»، وذلك بعدما كان وزير الخارجية ناصيف حتي أعطى تعليماته إلى سفير لبنان في أستراليا لمتابعة الموضوع وتقديم كل مساعدة ممكنة لأهل الضحايا.
أما وزيرة العدل ماري كلود نجم فعلّقت على الفاجعة وقالت عبر «تويتر»: «‏كأم أشارك عائلتي عبد الله وصقر المفجوعتين حزنهما ولوعتهما على فقدان الأطفال الأربعة، وكوزيرة للعدل أتعهّد لهما وللبنانيين أن أتابع بالتنسيق مع وزارة الخارجية والمغتربين التحقيقات التي تجريها السلطات القضائية المختصة، حتى جلاء الحقيقة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي