التنمية في مصنع المبادرين
أطلق اتحاد الصناعات فكرة «مصنع المبادرين»، لاستقطاب الطاقات الشبابية والمبادرين المتوجهين فكرياً، لإنشاء أعمال حرة ومشروعات صغيرة ومتوسطة ذات طابع صناعي إنتاجي، وذي قيمة مضافة محلياً وإقليمياً وعالمياً.
وجذب مشروع مصنع المبادرين مئات المشاركين، وعشرات الرعاة من القطاعين العام والخاص، إذ بلغ إجمالي المتقدمين 730 من بداية نسخته الأولى عام 2015 وحتى الخامسة في 2019.
أما عدد المستفيدين الفعليين بعد اجتياز لجان الاختيار والتقييم بلغ 120 مبادراً، جرى إدخالهم في مراحل التدريب التأسيسي، والتدريب الفني، ومرحلة اكتساب الخبرات من خلال زيارة ميدانية لأحد الدول الصناعية.
وتتضمن دورة مصنع المبادرين مجموعة برامج وورش عمل، وزيارات ميدانية لبعض المصانع القائمة محلياً وإقليمياً ودولياً.
وساهمت الدورة في تقدم الكثير من المبادرين على طلبات تمويل من الصندوق الوطني، كما سجل العديد منهم براءات اختراع لأفكارهم الصناعية.
وساهم مصنع المبادرين في توفير فرص العمل وإنجاح قيام مصانع عدة، كمشروع «أمنية» لإعادة تدوير البلاستيك، ومشروع الحاويات الذكية لفرز النفايات، ومشروع الألواح الشمسية، ومشروع إعادة تدوير الإطارات، وغيرها من المشاريع التي تعد إضافة قيمة للقطاع الصناعي والاقتصاد المحلي، كونها تتوافق مع أحد أهم ركائز التنمية المستدامة القائمة على تنويع مصادر الدخل للدولة، والتي كانت تعتمد في الماضي على القطاع الصناعي.
وكانت الصناعات اليدوية موجودة في الكويت منذ القدم، بدليل أن أسماء عوائل كويتية حرفية كثيرة تحمل اسم صنعتها وحرفتها كالقلاف والنجار والصفار والقفاص والبناي والحداد، وغيرهم من الأسر والعوائل الذين توارثوا مهن الآباء والأجداد قبل النهضة العمرانية وظهور النفط. وعلينا أن نعود إلى جذورنا الصناعية والحرفية وإلى تنوعنا الاقتصادي، من خلال وضع وتنفيذ خطة تنموية إستراتيجية لرفع نسبة القطاع الصناعي في الناتج المحلي، والوصول بها إلى النسبة المستهدفة في خطط التنمية الإستراتيجية للدولة.
وتعتبر الجهود المبذولة من قبل اتحاد الصناعات، والمتمثلة في إطلاق مشروع مصنع المبادرين، بمثابة خطوة فاعلة لتنفيذ إستراتيجية صناعية تنموية للدولة، تتحقق من خلالها ركائز ومتطلبات التنمية.
وأظهرت أرقام وإنجازات مصنع المبادرين، طاقات وإبداعات شبابنا، رغم طرحها من جهة واحدة فقط، فكيف ستكون أرقام الإنجازات إذا طرحت مبادرات مماثلة من جهات عدة في مختلف قطاعات البلد، وبدعم لا محدود لاستقطاب أفكار واختراعات وابتكارات ومهارات وإبداعات أبنائنا وبناتنا وأصحاب الخبرات والحرف؟
هنا، لأصبحت الكويت مصنعاً للأفكار ومركزاً إقليمياً لاقتصاد المعرفة المبني على الاختراعات والابتكارات.
(alterkey@gmail.com)