«نفط الكويت» تتيح للزوار التعرف على مراحل تطور القطاع
سافر إلى عالم النفط من «معرض أحمد الجابر»
الشركة توفر للطلبة وموظفي القطاعين العام والخاص تجربة تعليمية فريدة
التصميم انبثق من صدفة الأمونيت المتحجر التي تمثل حيواناً بحرياً عاش قبل 120 مليون سنة
في إطار سعيها لترسيخ مفهوم شامل لقوة النفط والغاز، كمورد ثمين يعتبر أساسياً في طريقة عيشنا، للتعبير عن مدى قيمة تلك الثروة من وجهة نظر إحدى أكبر الدول المنتجة للنفط، أنشأت شركة «نفط الكويت»، معرض أحمد الجابر للنفط والغاز، بهدف لعب دور مهم من خلال وظيفته باعتباره أحد المعالم الرائدة في الكويت والمنطقة.
ويهدف المعرض إلى خلق الانطباع الأول لدى الزوار والوفود الدوليين، إلى جانب ما يستقبله من طلبة بمختلف مراحلهم التعليمية في المؤسسات العامة والخاصة بالكويت.
ويقدم المعرض تجربة تعليمية فريدة من نوعها، تتمثل بتمكين الزوار من القيام برحلة عبر عالم النفط والغاز، تغطي المعلومات المهمة المتعلقة بصناعة النفط، من النظريات الجيوفيزيائية المتعلقة بتشكيل النفط والغاز، إلى اكتشاف النفط والغاز في الكويت.
ويستند تصميم معرض أحمد الجابر للنفط والغاز على صدفة من الأمونيت المتحجر، تمثل حيواناً بحرياً منقرضاً عاش قبل نحو 120 مليون سنة، إذ يعتقد العلماء بأن الأمونيت وغيرها من الحيوانات البحرية التي عاشت في العصر نفسه، قد ساهمت في تكوين الاحتياطيات النفطية الموجودة اليوم.
ويقع المعرض على مدخل مدينة الأحمدي مقابل مبنى المحافظة، وتبلغ مساحته أكثر من 60 ألف متر مربع، ووصلت تكلفته إلى 18.6 مليون دينار، شاملة البناء والتصميم الفريد، فيما استغرقت عملية الإنشاء نحو 4 سنوات.
ويعود السبب وراء تسمية المعرض بهذا الاسم، تيمناً بالحاكم العاشر للكويت الشيخ أحمد الجابر الصباح، الذي تولى منصب أمير البلاد من 1921 إلى عام 1950، ليأتي الاسم إقراراً بالدور التاريخي البارز الذي لعبه في تشكيل الدولة الحديثة، بعد اكتشاف النفط وتصدير أولى شحناته في عهد المغفور له بإذن الله.
رؤية ومهمة
ويهدف معرض أحمد الجابر للنفط والغاز في رؤيته، إلى خلق فهم واسع حول مدى قوة النفط كمورد ثمين يعتبر أساسياً بالنسبة لحياتنا وطريقة عيشنا.
وتتركز مهمته في تشكيل متحف وطني للنفط والغاز، يعمل على تقديم تجربة تعليمية للزوار يطلعون من خلالها على قصة النفط، وترفع من مستوى وعيهم بالدور الإيجابي الهائل للنفط في مسيرة الكويت.
ويسعى المعرض لأن يكون المصدر الأولي للتربية النفطية في الكويت، ودمج التربية النفطية في المناهج المدرسية الوطنية، وأن يشكل صرحاً وطنياً من الضروري مشاهدته في الدولة، وأن يقوم بدور مركز تعليمي وطني، عبر توفير المنشآت والخدمات التعليمية، ويهدف لأن يصبح المركز المفضل لاستضافة المؤتمرات والمعارض النفطية.
التربية النفطية
وتسعى «نفط الكويت» إلى غرس ما يعرف بالتعليم الإبداعي ودمج التربية النفطية، في المناهج الدراسية الوطنية، فضلاً عن اتباع سياسات تعليمية أكثر ابتكاراً من خلال التركيز على التعليم الترفيهي، وتوفير تجربة تعليمية ترفيهية لا تنسى، وخلق منصة احترافية توفر الفرص لشبكات التواصل لتتيح استضافة المؤتمرات والمعارض الدولية، خصوصاً المتعلقة بالصناعات النفطية.
وتشمل الأهداف الرئيسية المرجوة من المعرض، والتي تمت مراعاتها في تصميمه، إضافة اللمسة التاريخية والوطنية التي من شأنها أن تجعل منه صرحاً وطنياً من الضروري مشاهدته في الكويت، ما يعزز مفهوماً جديداً يتركز على جذب زوار الكويت إلى المعرض كمعلم حضاري يوثق عراقة الصناعة النفطية التي تشتهر بها الكويت.
التعليم الترفيهي
ويعد معرض أحمد الجابر للنفط والغاز، بمثابة الموقع الرئيسي والأول في الكويت، الذي يمكن من خلاله الحصول على معلومات تتعلق بكيفية تشكل واكتشاف وإنتاج وتصدير النفط والغاز.
وتم تجهيز المنشأة الواسعة بما يؤهلها للتعامل مع جولات الطلبة الزائرين، من خلال فريق من الموظفين الذين هم على أتم الاستعداد لمساعدة الزوار، والإجابة عن أي أسئلة تدور حول عملية إنتاج النفط.
رحلة النفط
ويجول الزوار في 9 مواقع تبدأ من «المدخل الرئيسي» الذي يمثل تجربة بحد ذاته، وتنتهي بموقع «مستقبلكم».
وتستغرق هذه الجولة ما يقارب الساعة والنصف في تجربة فريدة من نوعها، تصطحب من خلالها الزائر إلى عالم الصناعة النفطية الغني بالكثير من المعلومات القيّمة.
وتشمل المنطقة الأولى وهي«تجربة الدخول»، عرض مشاهد عن صناعة النفط في الكويت بتقنيات مرئية حديثة وعلى شاشة بانورامية ضخمة، تجعل الزائر يعيش تجربة التواجد في الحقول ومناطق العمليات.
ويتم التركيز في المنطقة الثانية«أصل النفط»على تكوّن النفط، مع إتاحة الفرصة للزوار بالنظر إلى مجسمات وجزيئيات دقيقة للكائنات، التي ساهمت في تكوين النفط عن طريق عرض ثلاثي الأبعاد للبلانكتون، فضلاً عن جدول رسم زمني وشاشة تفاعلية لحركة الصفيحات العملاقة التي تشكل سطح الأرض.
وتتحدث المنطقة الثالثة «الاستكشاف» بالتفصيل عن عملية البحث عن النفط، وفق أحدث التقنيات التعليمية والمجسمات الخاصة بوسائل الحفر وغيرها.
ويمكن للزوار أن يختبروا الأمر من خلال أدوات وخرائط تفاعلية مميزة، مع جدول زمني يشرح اللحظات المهمة في تاريخ«نفط الكويت».
وتتضمن المنطقة الرابعة«قاعة المشاهدة»، الاطلاع على المرافق والمنشآت النفطية من خلال عرض مقتطفات من مختلف العقود الزمنية التي مرت بها الشركة، وهناك أيضاً واجهة عرض منحنية كبيرة تحتوي على أجهزة الإسقاط وعلى جهاز يسمح للزوار بتجربة المناظر الفعلية والافتراضية لمعرض الصور ذات البانوراما 360 درجة لحقول النفط ومنشآته.
وتقدم المنطقة الخامسة من الاستخراج إلى التكرير، شرحاً عن رحلة النفط منذ استخراجه وحتى مرحلة التكرير، بوجود 3 حاويات مختومة قائمة بذاتها، تسمح للزوار بتحريك النفط وتكثفات الغاز المختلفة اللزوجة.
وتوضح المنطقة السادسة «المنتجات»، أهمية النفط في حياتنا واستخداماته المتعددة، كما تتضمن معرضاً عملياً لتحميل ناقلة في عوامة هادئة والتعامل مع تسرب النفط.
وتسمى المنطقة السابعة «فريق الإطفاء» في «نفط الكويت»، الذي يعتبر من أفضل الفرق على مستوى العالم، فهو يتمتع بسنوات طويلة من الخبرة، ما جعله قادراً على الاستجابة لأي حريق أو حادث قد يقع، إذ جاءت خبرته من رحم المعاناة التي عاشتها البلاد عقب الغزو وما خلفه من حرائق للآبار هي الأضخم في العالم.
وتشهد المنطقة الثامنة«أبطال الإطفاء»، تقديم فيلم وثائقي استُخدمت فيه أحدث المؤثرات البصرية والصوتية، لتوثيق عملية إطفاء الآبار التي أشرف عليها 27 فريقاً، استمروا في العمل المتواصل لإطفاء الحرائق التي اندلعت في أكثر من 700 بئر نفطية.
وتختتم الرحلة في المنطقة التاسعة«مستقبلكم»، التي تبرز ما يمكن أن تلعبه الصناعة النفطية في تنمية الكويت، باعتبارها كانت ومازالت إحدى أهم الصناعات العالمية التي تركن الأثر الكبير في تحريك عجلة الإنتاج.
التخطيط
للزيارة
يقدم معرض أحمد الجابر للنفط والغاز، جولات بصحبة مرشدين للأفراد والمجموعات باللغة العربية أو الإنكليزية حسب رغبة الزوار، وهو يفتح أبوابه طوال أيام الأسبوع من الساعة 8 صباحاً وحتى الساعة 5 مساءً.
وتعد جميع مرافق المعرض سهلة الاستخدام للذين يستعينون بالكراسي المتحركة، إذ تم تصميمه خصيصاً ليستوعب الزوار من ذوي الاحتياجات