تمرين متواصل على جعل إسرائيل «العدو رقم 2»
بيروت ما بين العامين مدينة منكسة الأعلام و... الأحلام


|بيروت - من وسام أبو حرفوش|
نكست بيروت اعلامها حداداً على بحر الدم في غزة، ولم تكن احلامها افضل حالاً في ملاقاتها للسنة الجديدة... فلا «السلام الداخلي» على ما يرام، ولا «السلام» من حولها على قيد الحياة، وها هي ودعت عاماً «غير مأسوف عليه» وتستقبل سنة وكأنه يتم اقتيادها الى «الاشغال الشاقة».
لم يتم امس الاحتفاء بـ «الجنرال الابيض» الزاحف الى مشارف المدن المسكونة بالقلق، كان يوماً لـ «السواد» بعدما قرر مجلس الوزراء، الذي صار كـ «مجلس القيادة» في دولة «الاتحاد الوطني»، تحويله الى يوم حداد وطني على الدم المسفوك في غزة، فاستجابت البلاد التي خبرت تمارين الموت ولم تخلع الاسود منذ اربعين عاماً.
وعلى وقع اغنيات مستعادة لفيروز واناشيد مارسيل خليفة والبث المباشر من القطاع «المقطع الاوصال» بالغارات، ترجمت بيروت تضامنها مع غزة المنكوبة... مواقف سياسية «مدوزنة» ومليون دولار من لحمها الحي وشموع لم تخفت وحملات تبرع بالدم وبيانات من الصعب ان تقرأ من عنوانها، فالمغزى بين السطور.
صدق او لا تصدق فالحرب على غزة جعلت من اسرائيل العدو رقم 2... البعض «اكتشف» ان مصر مسؤولة عن المذبحة في غزة والبعض الآخر يحلو له تحميل «حماس» مسؤوليتها وبدت المعارك بـ «البيانات» كأنها دفرسوار لتخفيف الضغط عن العدو «رقم 2»، والآتي ربما هو ادهى في حرب «المقاعد الخلفية» و... كواليسها.
لم يكن «الشريط الشائك» من نصيب السفارة الاميركية في بيروت هذه المرة، فها هو يعزل مقر السفارة المصرية، والجامعة العربية مددت اجازتها خشية على اساتذتها المصريين... فثمة تصريحات يومية تنفخ في نار العداء لـ «النظام المصري»، ما انتج «موضة» جديدة من الصراع بين «من مع مصر ومن ضدها».
ومن «يتعقب» اطلالات ممثل «حماس» في بيروت اسامة حمدان فلا بد من ان تستوقفه رشقات الاسئلة «الاتهامية» عن سر وقف «التهدئة» والمسؤولية عن انهيار حوار «الوحدة الوطنية» وما يقال عن «اجندة اقليمية»... وكأن المقصود محاكمة خيارات «حماس» في الوقت الذي يطلق الجلاد الاسرائيلي العنان لمجازره.
هذه الانقسامية الباهظة الاثمان تحضر اليوم بـ «قضها
وقضيضها» في «كرنفال» البرلمان العربي الذي يفتتح به لبنان سنة 2009 على ارض الجنوب، فثمة وفود برلمانية آتية من العواصم «المتباعدة» وصلت امس وامضت «رأس السنة» في بيروت استعداداً لمؤتمر «خطابات» في «مركز باسل الاسد» الثقافي في مدينة صور، الواقعة على مرمى العين من فلسطين.
فمن الجنوب ومع العرب يبدأ لبنان سنته الجديدة، الجديد فيها، استمرار «القديم» ومفاعيله، وربما عبر استحقاقات اشد وطأة. فتداعيات الحرب على غزة ما زالت قيد الاختبار الاولي في السياسة والامن، وفي السير على «الحبل الرفيع» بين الداخل والخارج، وفي حسابات الجميع في زمن القسمة والخوف من الضرب وجداول اعمال الآخرين.
وبعد شهرين من الآن تطل المحكمة الدولية ومعها «الصندوق الاسود» لجريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري والجرائم التي تلتها، وبعدها بنحو شهرين ايضاً تفتح «صناديق الاقتراع» لواحدة من اكثر المعارك الانتخابية ضراوة في تاريخ لبنان... كل ذلك سيجري في ظل وضع ممسوك من فوق «هش» من تحت ومفتوح على منطقة مصابة بالغليان.
نكست بيروت اعلامها حداداً على بحر الدم في غزة، ولم تكن احلامها افضل حالاً في ملاقاتها للسنة الجديدة... فلا «السلام الداخلي» على ما يرام، ولا «السلام» من حولها على قيد الحياة، وها هي ودعت عاماً «غير مأسوف عليه» وتستقبل سنة وكأنه يتم اقتيادها الى «الاشغال الشاقة».
لم يتم امس الاحتفاء بـ «الجنرال الابيض» الزاحف الى مشارف المدن المسكونة بالقلق، كان يوماً لـ «السواد» بعدما قرر مجلس الوزراء، الذي صار كـ «مجلس القيادة» في دولة «الاتحاد الوطني»، تحويله الى يوم حداد وطني على الدم المسفوك في غزة، فاستجابت البلاد التي خبرت تمارين الموت ولم تخلع الاسود منذ اربعين عاماً.
وعلى وقع اغنيات مستعادة لفيروز واناشيد مارسيل خليفة والبث المباشر من القطاع «المقطع الاوصال» بالغارات، ترجمت بيروت تضامنها مع غزة المنكوبة... مواقف سياسية «مدوزنة» ومليون دولار من لحمها الحي وشموع لم تخفت وحملات تبرع بالدم وبيانات من الصعب ان تقرأ من عنوانها، فالمغزى بين السطور.
صدق او لا تصدق فالحرب على غزة جعلت من اسرائيل العدو رقم 2... البعض «اكتشف» ان مصر مسؤولة عن المذبحة في غزة والبعض الآخر يحلو له تحميل «حماس» مسؤوليتها وبدت المعارك بـ «البيانات» كأنها دفرسوار لتخفيف الضغط عن العدو «رقم 2»، والآتي ربما هو ادهى في حرب «المقاعد الخلفية» و... كواليسها.
لم يكن «الشريط الشائك» من نصيب السفارة الاميركية في بيروت هذه المرة، فها هو يعزل مقر السفارة المصرية، والجامعة العربية مددت اجازتها خشية على اساتذتها المصريين... فثمة تصريحات يومية تنفخ في نار العداء لـ «النظام المصري»، ما انتج «موضة» جديدة من الصراع بين «من مع مصر ومن ضدها».
ومن «يتعقب» اطلالات ممثل «حماس» في بيروت اسامة حمدان فلا بد من ان تستوقفه رشقات الاسئلة «الاتهامية» عن سر وقف «التهدئة» والمسؤولية عن انهيار حوار «الوحدة الوطنية» وما يقال عن «اجندة اقليمية»... وكأن المقصود محاكمة خيارات «حماس» في الوقت الذي يطلق الجلاد الاسرائيلي العنان لمجازره.
هذه الانقسامية الباهظة الاثمان تحضر اليوم بـ «قضها
وقضيضها» في «كرنفال» البرلمان العربي الذي يفتتح به لبنان سنة 2009 على ارض الجنوب، فثمة وفود برلمانية آتية من العواصم «المتباعدة» وصلت امس وامضت «رأس السنة» في بيروت استعداداً لمؤتمر «خطابات» في «مركز باسل الاسد» الثقافي في مدينة صور، الواقعة على مرمى العين من فلسطين.
فمن الجنوب ومع العرب يبدأ لبنان سنته الجديدة، الجديد فيها، استمرار «القديم» ومفاعيله، وربما عبر استحقاقات اشد وطأة. فتداعيات الحرب على غزة ما زالت قيد الاختبار الاولي في السياسة والامن، وفي السير على «الحبل الرفيع» بين الداخل والخارج، وفي حسابات الجميع في زمن القسمة والخوف من الضرب وجداول اعمال الآخرين.
وبعد شهرين من الآن تطل المحكمة الدولية ومعها «الصندوق الاسود» لجريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري والجرائم التي تلتها، وبعدها بنحو شهرين ايضاً تفتح «صناديق الاقتراع» لواحدة من اكثر المعارك الانتخابية ضراوة في تاريخ لبنان... كل ذلك سيجري في ظل وضع ممسوك من فوق «هش» من تحت ومفتوح على منطقة مصابة بالغليان.