No Script

حروف مبعثرة

وصدحت الأغاني في الأفق

No Image
تصغير
تكبير

طرقات أيدي على باب خشبي عريق تحمل قوة مستمدة من أمر بقمع وعزل واستبداد!
فُتح الباب. فدخل جنود ليسوا بعسكر بسبب غياب البدلة العسكرية والوجه الحالق!
بحث عن صور، تسجيلات، مسجلات، وشاشات قد تخدش الحياء، فمنعونا عنها.


كتبي تبعثرت ومُزقت بأيادٍ نشرت الخوف، التفرقة... والتزمّت.
كَوْني أنثى، فأمي المجرمة (فهي أنثى أيضاً) أتت بي إلى هذه الدنيا! مكاني ليس على كرسي دراسي أو في شركة أو خلف مكتب، فأنا لا أنفع في شيء سوى البقاء في المنزل، الطبخ، التوضيب، الزواج، إنجاب الأطفال بشرط الولادة في البيت، لأنني لا أستحق دخول المستشفى، ومجدداً لأنني أنثى!
أمي الدكتورة النسائية لم تعد تمارس المهنة وتحولت إلى «داية» منزلية! أختي المضيفة الجوية تحلّق حول بنات مهددات بالأمية اختارت تعليمهن في بيتنا وبالخفاء، فيا ويلنا لو كشف أمرنا... إنه لعمل يغضب الجنود الأشاوس.
كتب وروايات حملت قصص شعوب تبدلت حالهم بين ليلة وأخرى، سُبيت نساؤهم أو كُفّروا! وصلت بهم القدرة على القصاص منهن بتقطيع أماكن معينة من أجسادهن بالسكين! إدانة لجنس... المرأة! قُتل رجالهن لعدم انضباطهم واتباعهم القوانين!
قصص ألفناها من خلال صفحات أو مشاهد متلفزة لتقارير أو أفلام!
أسطر ألم تناقَلتها من قصة «وجهي المخبأ» أو «My Forbidden Face» التي حملت قصة تغيّر الحكم في أفغانستان والنقلة المتناقضة في حرية الشعوب! أيدتها «The Kite Runner» وبعض روايات خالد حسني الأخرى.
مشاهد تبعد أميال كثيرة عنا. لا تشبه ما نعيشه أو ما يحيط بنا، حتى إنه لقسوته يطرح لدينا علامات استفهام عن حقيقة ما يجري!
قصص كتبت في زمن ليس ببعيد لتبقى شاهدة على قساوة ممكن أن تطرأ على حياة مواطن!
اليوم، عادت الموسيقى لتسمع في البيوت المحرومة منها! والمرأة استعادت كرامتها وفخرها بأنوثتها!
مرحلة مفصلية انتهت لتخلّد كدروس لكل الأوطان من خلال الكتب والأفلام!
كم هي جميلة الأنغام والأغاني! تدغدغ المشاعر! صور أمي وعائلتي تزيّن جدراني! تجولت بنظري غير المحجوب والثاقب إلى ما يدور من حولي وأذني مركزة على صوت يصدح من مهرجانات الرياض تنقله الشاشة أمامي، فيطربني ونسيت ما يدور من حولي وتحولت إلى كورال للفنانة أصالة!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي