لا خيار للشعوب اليوم إلا الوقوف خلف حركة «حماس» مادامت مستمرة ترابط في الخندق الأول مدافعة عن خيار المقاومة والتصدي والصمود، كلنا معها مادامت مستهدفة من قبل الصهاينة وبعض الأنظمة العربية لتركيعها وإخضاعها لمعادلة الاستسلام المذلة التي خضعت لها بعض الأنظمة العربية كمصر والأردن. كلنا اليوم مع «حماس»، لأنها تمثل عنوان الشموخ وجبهة التصدي ضد أشرس وأقذر ما خلقتها البشرية في عصرنا الحديث. بل كلنا «حماس»، لأنها تمثل المشروع الرسالي الأهم اليوم والخط الصامد والمضحي بالدم، والذي يستحق بحق أن ينضم الأحرار كلهم إليها.
ولا خيار اليوم للشعوب أيضاً إلا استنكار سلوك بعض من باع قضيته بثمن بخس كرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ومن سار على دربه من قادة الرضوخ العربي ودعاة اليأس من الذين نزعوا الحياء ولبسوا ثوب الخذلان، فهم الخطر الآتي الذي على الجميع الوعي بأهمية مواجهتهم وتعرية نواياهم الشريرة وفضح مخططاتهم الخبيثة. وليكن شعار المرحلة المقبلة هو: لا لعبودية الأنظمة بعد اليوم. فهم من أرجعنا إلى الوراء، وهم من جعل العالم يشمت بنا، وهم من جعل الأشرار يتكالبون علينا لامتصاص خيراتنا، وهم من قاد بلداننا إلى الهاوية وجعلوها في مؤخرة الركب.
إلى نواب مجلسي الأمة والوزراء
لأعضاء حكومتنا تحية وتقدير على رد الفعل الإيجابي تجاه اخوتنا في فلسطين، وإن جاء خجولاً وباهتاً ولا يتناسب مع حجم الكارثة في غزة، ولكن أعتقد أنه لا يكفي ذلك، بل يجب تجاوز سقف الاستنكار والإدانة والحديث بلغة مسؤولة أكثر تنسجم وحجم الفاجعة. فمجلس الوزراء عليه اليوم أن يقول للإدارة الأميركية لا للتطبيع مع الصهاينة، ولا أخرى لمد يد العون والتواصل مع كل من يطبع معهم. وعليه أن يمارس الضغوط على الأنظمة العربية التي تساهم بشكل غير مباشر في استمرار الحصار على فلسطينيي غزة ويبدي امتعاضه منها، وعلى مجلس الوزراء أيضاً أن يعلن صراحة أنه مع خيار المقاومة، ولن يتردد عن مساعدة الفلسطينيين لدعم صمودهم لأن العدو لا يعرف سوى تلك اللغة، وعليه أن يعلن أنه سيقاطع أي شركة تتعامل مع دولة العدو الصهيوني.
أما أعضاء مجلس الأمة، فلهم الشكر والتقدير كله على ما أبدوه من حس مسؤول وتشخيص دقيق للقضية، حين وقفوا مع «حماس» واستنكروا فعل الصهاينة ومن وقف معها من الأنظمة العربية المتواطئة، ولكن لا يكفي الاستنكار أيضاً، فعليهم اليوم التوقيع مع الحكومة على ميثاق شرف يلزم الأخيرة بمقاطعة كل ذات صلة بالصهاينة وسن تشريعات تلزم الحكومة التعاطي الإيجابي مع المقاومة في فلسطين المحتلة، بل ومعاقبة كل من يتواصل مع الصهاينة أو يساندها بصورة مباشرة أو غير مباشرة. إن للكويت دوراً عربياً مهماً ومسؤولية إسلامية أهم لا يمكن قبول الحد الأدنى من التعاطي معهما مادام هناك جرح ينزف في فلسطين.
د. سامي ناصر خليفة
أكاديمي كويتي
[email protected]