No Script

ROUND UP

مانشستر سيتي وبايرن ميونيخ... في «مصيدة» الشك

No Image
تصغير
تكبير

غوارديولا فشل في تحفيز اللاعبين للاستمرار  في مسيرة المجد... وفليك يشكو القدرة على الحسم



بعد مضي 16 جولة من عمر الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، يجد مانشستر سيتي نفسه في المركز الثالث، بينما يقبع بايرن ميونيخ في المركز السابع على سلم ترتيب الدوري الألماني بعدد مرور 14 مرحلة من المسابقة.
في إنكلترا، ليس سيئاً احتلال المركز الثالث، بيد أن الفارق الذي يفصل بين «سيتي» بالذات وغريمه ليفربول المتصدر تبلغ 14 نقطة كاملة.
في الموسم الماضي، شهدنا صراعاً قد يكون الأعنف بين القطبين وانتهى إلى تتويج الـ«سيتيزنس» بلقب الـ«بريمير ليغ» بفارق نقطة واحدة عن الـ«ريدز».


ومع انطلاق الموسم الراهن، كثرت الأحاديث عن استكمال لذاك الصراع الثنائي، بيد أن «سيتي» لم يكن في الموعد، على الرغم من أن مدربه الإسباني جوسيب غوارديولا عزز صفوف فريقه بصفقات كلّفته 168 مليون يورو، في مقابل اكتفاء مدرب ليفربول، الألماني يورغن كلوب، بـ1.9 مليون، ليكون بالتالي الأقل صرفاً للأموال في سوق انتقالات الدوري الممتاز.
أسباب عدة يمكن سوقها لدى البحث عن مردّ التراجع المفاجئ لـ«سيتي»، لكن يبدو أبرزها متمثّلاً في التراخي والشعور بالتشبّع من الألقاب.
ففي الموسم الماضي وحده، توّج الفريق بالرباعية التاريخية (الدرع، كأس رابطة الأندية المحترفة، الكأس، والدوري)، الأمر الذي ترك اللاعبين بلا أفق، أو ربما منحهم ثقة زائدة. وهنا يكمن دور غوارديولا الذي يبدو أنه فشل في تحفيز اللاعبين للاستمرار في مسيرة المجد، خصوصاً أن «النادي السماوي» يحتاج إلى استجماع قواه بغية تحقيق الهدف الأكبر المتمثل في نقل ريادته إلى الساحة القارية عبر بوابة دوري أبطال أوروبا.
أمر آخر قد يعود إليه السبب في تذبذب مستوى «سيتي» ويتمثل في امتعاض عدد من النجوم من عدم المشاركة دوريّاً في المباريات.
هذا الواقع لم يعتد عليه غوارديولا سابقاً حيث كان قادراً على السيطرة، لا بل على إقناع عناصره كافة، بوجهة نظره من تقنين الجهود، لكن المشكلة طافت إلى السطح، في الموسم الراهن، وتحديداً عبر الجزائري رياض محرز الذي لا يبدو بأن تألقه «الدائم» أقنع المدرب على الاعتماد عليه بصفة دائمة.
ولا بد هنا من التذكير أيضاً بالمشكلة التي وقعت بين غوارديولا والأرجنتيني سيرخيو أغويرو لدى استبداله في إحدى المباريات.
«بيب» أيضاً لا يمكن أن يكون سعيداً بما أوردته صحيفة «ذا صن» البريطانية، أخيراً، عن توتر شديد في العلاقة بين محرز والألماني ليروي ساني، هو الباحث دوماً عن الهدوء والاستقرار في تشكيلته أينما حلّ وارتحل.
فقد كشفت الصحيفة أن التوتر ظهر بعد الكشف عن رسائل نصية بين صديقة ساني وزوجة محرز عبر تطبيق «واتس آب» حملت كلمات غير لائقة.
يعيد البعض السبب في تردّي نتائج «سيتي» أيضاً إلى اتباع الفريق أسلوب لعب واحد، حتى بات كتاباً مفتوحاً للخصوم. صحيح أن السيطرة والاستحواذ وتبادل الكرات المستمر، كفلت لـ«سيتي» تحقيق نجاح كبير للغاية في البداية، غير أنها باتت تفتقد إلى الفعالية بعدما باتت معلومة من الجميع.
وخير دليل على ذلك سيطرة «سيتي» المطلقة على عدد كبير من المباريات وخروجه منها متعادلاً أو مهزوماً.
ولا بدّ من الإشارة إلى أن غوارديولا تعرض لصفعة قوية في الأسابيع الأولى من الموسم تمثلت في تعرض خط دفاعه بمجمله للإصابات، وتحديداً الفرنسي إيميريك لابورت الذي كان يعوّل عليه كثيراً. وعندها ظهرت أهمية القائد السابق، البلجيكي فنسان كومباني الذي لم يجرِ تعويضه بعد عودته إلى بلاده، في نهاية الموسم الماضي.
أمّا السّبب الأكبر في تقهقر «سيتي» وتخلّفه عن الصدارة فيعود إلى نجاح كلوب في إعادة إحياء ليفربول وجعله طرفاً قادراً على المنافسة محلياً وقارياً، وصولاً إلى تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي، بعدما حلّ وصيفاً قبلها بموسم.
وفي ألمانيا، لم يكن أحد يتوقع أن يعاني بايرن ميونيخ للحفاظ على لقبه بطلاً للـ«بوندسليغا» إلا من بوروسيا دورتموند، كما درجت عليه العادة في المواسم الماضية، بيد أن النادي البافاري اصطدم بخصم «قديم جديد» هو بوروسيا مونشنغلادباخ بقيادة المدرب المحنك ماركو روزه.
لدى النظر إلى التشكيلة التي يتسلّح بها «بايرن»، يُعتقد بأن الفريق قادر بسهولة على الحسم محلياً، وبأنه مؤهل على لعب الأدوار الأولى في دوري أبطال أوروبا، بيد أن الواقع يشير إلى عكس ذلك.
الفريق بدأ الموسم مع المدرب الكرواتي نيكو كوفاتش، وعاش لحظات حرجة، إلى أن تم عزله وتعيين مساعده «الهادئ» هانزي فليك، فحقق الفريق أربعة انتصارات، في الدوري على بوروسيا دورتموند برباعية، وفورتونا دوسلدورف بالنتيجة ذاتها، وفي دوري أبطال أوروبا على أولمبياكوس اليوناني بثنائية والنجم الأحمر الصربي بسداسية، قبل أن يتعرض لصفعتين أمام باير ليفركوزن 1-2 في «أليانز آرينا» وأمام بوروسيا مونشنغلادباخ 1-2 خارج الديار، الأمر الذي جعله يتقهقر في الترتيب إلى المركز السابع.
قال فليك بعد الخسارة الأخيرة: «يغضبني أن نخسر آخر مباراتين حيث كنا الأفضل في كل مرة وصنعنا أكبر عدد من الفرص... من الواضح أن الوضع ليس جيدا»، وأبدى امتعاضه من عدم قدرة لاعبيه على الحسم عندما تسنح لهم الفرصة.
ويكفي القول إن «البافاري» سدد في 40 مناسبة نحو المرمى خلال مباراتي ليفركوزن ومونشنغلادباخ، بيد أنه لم يدرك الشباك سوى في مناسبتين.أسباب عدة تقف خلف تراجع «بايرن» أبرزها الإصابات التي لحقت بعدد لا بأس به من اللاعبين وأبرزهم نيكلاس تسوله والفرنسي لوكاس هرنانديز، أضف إلى ذلك تولّي مدرب جديد المسؤولية، مع فشل البرازيلي فيليبي كوتينيو، القادم بالإعارة من برشلونة الإسباني، في الوصول إلى قمة مستواه.
وفي المقدمة، تبدو مهمة هز الشباك من مسؤولية البولندي روبرت ليفاندوفسكي وبدرجة أقل سيرج غنابري، وفي حال لم يوفّقا في أداء دورهما، فإن «بايرن» يعاني.

ما زال الموسم طويلاً، ولا يبدو بأن «العملاق البافاري» عاجز عن العودة، خصوصاً أنه يملك الجودة والإصرار لكن مونشنغلادباخ لن يبقى مكتوف الأيدي أمام صحوة «منتظرة» ممن سيطر على الـ«بوندسليغا» في المواسم السبعة الماضية.
ويخوض مونشنغلادباخ أفضل مواسمه منذ إحرازه اللقب في 1977، كما يعتبر أصعب الفرق لـ«بايرن» في الدوري، إذ حصد منه 17 نقطة في 11 مباراة منذ 2014.
الموسم، في إنكلترا وألمانيا، لم ينتصف، حتى الساعة، وما زال للحديث تتمة، لكن معطيات ما عاشته الـ«بريمير ليغ» والـ«بوندسليغا» حتى الساعة، يؤشر إلى إمكان إحداث تغيير على منصة التتويج، في نهاية المطاف.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي