وجع الحروف

الكلمة الطيبة... مكسب!

تصغير
تكبير

عندما توجه انتقادك فأنت أمام لغة الضاد تختار ما تشاء من مفرداتها? فإما أن تكون عباراتك قاسية وتخسرك وإما تكون من النوع السهل الممتنع مع «شوية» تغافل هو بمثابة سلوك ذكي أشبه بالكلمة الطيبة...!
الكلمة الطيبة... مكسب، خذها على النحو السليم وليس بالضرورة أن يكون الانتقاد مباشراً إلا في حدود معها الخلل واضح موثق ومعلوم? هنا تكون من باب الشفافية وتسمية الأشياء بأسمائها.
حاول أن تراجع ما يحدث وما يقال وما ينشر، فستجد البعض - بشيمة - يقف في وجه الفساد تأسياً بالسلف الصالح الذي كان يطبق قوله تعالى «ولا يخافون لومة لائم»? فقد جاء في سياق تفسير هذه الآية الكريمة للفوزان رحمة الله عليه? أنها تأتي بتوجيه النصيحة سراً لولاة الأمر، وإن حصل وأتت عبر المنابر وفي المحاضرات العامة فهذه ليست بالنصيحة? هذا تشهير وهذا زرع للفتنة والعداوة بين الحكام وشعوبهم، ولهذا تجد الخطباء يدعون بـ«اللهم هب ولاة الأمر البطانة الصالحة».
ونحن هنا تربطنا علاقة حب وتقدير لولاة الأمر ولا نقبل أن تمس ذاته، ناهيك عن أن ذاته مصانة دستورياً، وما نكتبه لا يتعدى رسالة لأصحاب القرار من سمو رئيس مجلس الوزراء إلى الوزراء، مروراً بمن يستطيع إيصال الرسالة لننعم بإصلاح يعود بالنفع على العموم.
الفساد هو الطريق الأسهل لانهيار الدول، وهو ما نلاحظه قد حصل في دول من حولنا، وعليه يجب أن نتعظ ونتساءل: ماذا يحدث? وكيف حدث? ومَن هو المتسبب؟
حديثنا عن الفساد لا يتعدى كونه رغبة منا في توفير تعليم سليم? رعاية صحية على مستوى عالٍ? طرق سالكة? مشاريع تنفذ باحترافية ومدة قصيرة وجودة عالية وبتكلفة معقولة.
الكلمة الطيبة... مكسب والتغافل أو التجاهل أحياناً مفيد، لكن تجاوز الإفساد له حدوده، فهنا تستدعي الضرورة أن نكتب? نتحدث عنه من دون أي إساءة، وتتطلب الرسالة الموجهة أن تكون مقنعة وملامسة لما يتطلع له المواطن، الطفل? الشاب? الشيخ الكبير، الموظف، المسؤول? القيادي وأي فرد تهمه مصلحة البلاد والعباد.

الزبدة:
نتحدث لمن؟
إلى سمو الرئيس، الذي طالبناه باختيار وزراء رجال دولة? تطبق القانون وتنبذ داء الواسطة.
إلى من يهمه أمر صلاح الحال من رجال الوطن المخلصين والعقلاء، لعلنا نعود من جديد لنطبق الدستور ونحاسب كل فاسد مفسد وتعود الأموال المنهوبة أو «المبعثرة» من المال العام إلى مكانها الصحيح، والسبل السليمة التي تعود بالنفع علينا جميعاً.
إنها نصيحة تكتب بعد أن تغلغل الفساد ووصل إلى مراحل متقدمة في كل نواحي الحياة، من تعليم وصحة واستثمارات ومشاريع وخلافه.
ونريد نواب أمة أخياراً? نريد أن نستيقظ من غفلتنا!... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي