البداية دائماً صعبة والخاتمة أصعب إلا أنني احترت في بداية المقال، وذلك لبعدي عن العمل الصحافي وهذا الشيء الذي يزيد من لذة الأمر وصعوبته في الوقت نفسه وينتج عنه التحدي.
فنبدأ بسم الله الرحمن الرحيم ومقالنا هذا بدايته معقدة بالنسبة لي لكرهي الكبير للمسائل الحسابية، التي لا أجيدها ولا أطيقها في الوقت نفسه، فعندما نقول 8 + 5 = ما الناتج؟ فسنجد التالي في هذه المسألة الحسابية، ففي عام 2007 اثناء عملي الصحافي كانت لديّ فكرة بسيطة هي إنشاء حاضنة لتدريب وتأهيل كوادر كويتية شبابية لسوق العمل الإعلامي، فكانت النتيجة هي «أكاديمية الوطن»، و التي منها نرى اليوم العديد من الزملاء الإعلاميين المتميزين في عملهم ومجالاتهم المختلفة، واحتكاكي بهم طوال 13 عاماً زادني إيماناً أن الشباب الكويتي طموح مميز مثابر ومجتهد ومبدع ومبتكر بشكل مميز وغير تقليدي وأعلم أن الجميع لديه القناعة نفسها إلا القلة التي تعتقد أنه شاب مترف، وزاد إيماني بعد دخولي مع أسرة وزارة الدولة لشؤون الشباب في عام 2013 خلال فترة التأسيس والذي استمر العمل فيها 5 أعوام واكتشفت في كل هذه الفترة أن ما ينقصنا - كشباب - أمران مهمان هما: 1 - الاحتضان 2 - التوجيه الصحيح، ولن تستطيع السلطة الوصول إلى أي هدف من الأهداف إلا بإيمانها بهذين الأمرين وإيمانها أيضا بالتغيير.
فبعد العمل 13 عاماً مع الشباب والاحتكاك المباشر معهم أجد أن الاهتمام، ما هو - في بعض الأماكن الحكومية - إلا «شعارات رنانة» وعدم تأهيل الشباب للصفوف الثانية والثالثة سيصعّب على الحكومة تحقيق رؤيتها 2035، فالاستدامة لا تكون فقط بالعمران وإنما في الاستثمار البشري، وهذا ما تؤكده أيضاً المؤشرات الدولية والأمم المتحدة بأن الاستدامة تكمن في الاستثمار البشري، وتمكينه فهم الوقود وهم الاقتصاد، فمتى ما نجحت حكومة الكويت في هذا الأمر سيمرّ تحويلها إلى مركز مالي واقتصادي بشكل سلس وسليم وطبيعي، ومن دون المعوقات التي نسمع عنها، وبما أننا دولة شابة - حسب الإحصائيات لعدد الشباب - فليس من العيب أو الخطأ أن نرى إبرازهم في المناصب الحكومية أو المؤسسات الخاصة بشكل أوسع وأكبر، ولدينا أمثلة كثيرة على ذلك، وتجارب أكبر، إلا أن المحسوبيات تعود دائماً وأبداً في المقدمة، وهذا ما نلمسه في بعض المؤسسات الحكومية، وبما أننا مترقبون للتشكيل الحكومي المقبل، فإننا نتمنى أن يكون التمثيل الشبابي أكبر.
فمتى ما كان رأس الهرم شاباً فسنجد الإبراز الشبابي في المؤسسات ملموساً وأقرب مثال على ذلك وزير التجارة خالد الروضان وانعكاس هذا الأمر في المؤسسات التابعة له، و تمكين الشباب في المناصب القيادية وطبق قاعدة «هده خله يتحدى»، خصوصاً بتطعيم الشباب ببعض المستشارين ذوي الخبرة من أبناء الوطن، ونرى هذه المؤسسات قد تميزت بالقيادة الشابة، فهذه تجربة حية في دولتنا الحبيبة ولن نتطرق لدول الجوار وإبداعها وتفننها في إبراز شبابها، فلذلك لم تكن نتيجة المسألة الحسابية 8+5= 13 إنما هي تساوي الشباب الكويتي، الذي يستحق الفرصة والاستثمار به والتوجيه إلى الأماكن الصحيحة، بعيدا عن الشعارات المزيفة، وأيضا المزايدة السياسية غير الصحية وعديمة الجدوى.
وبعد هذا كله هل يستحق شباب الكويت الفرصة، أم إلى الآن بعيدة عن توجه سمو رئيس الوزراء صباح الخالد الصباح؟
وقفة سريعة
شكراً لرئيس تحرير جريدة «الراي» وليد الجاسم «بوخالد» على إتاحة الفرصة لي للرجوع إلى العمل الصحافي، ولكن من خلال المقال، والشكر موصول لأسرة «الراي» على القبول، وبإذن الله سنجتهد في هذا العمود لعل وعسى أن يصل ما يكتب وتصل الصورة.
خارج النص
المسرح هو ثقافة الشعوب ورسالة الأوطان، فمن بعد «دقت الساعة»، و«ضحية بيت العز»، و«فرسان المناخ»، ما رسالة وطننا الآن؟
@alarfaj