الخالدي والطاثوب... أشعلا «المقهى الثقافي» شعراً
أحيا الشاعران محمد الخالدي وسعود الطاثوب، أمسية شعرية شعبية، أدارها الشاعر خالد شاهر، وذلك في إطار الانشطة الثقافية المصاحبة لمعرض الكويت الدولي في دورته الـ 44، في حضور نخبة من الإعلاميين والشعراء والجمهور المحب للشعر الشعبي.
وذلك في سياق اهتمامات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بمختلف الإبداعات الإنسانية، فمثلما يقيم أمسيات شعرية للشعر الفصيح يدعو إليها شعراء من الكويت ومختلف الدول الخليجية والعربية، وأمسيات سردية تعتني بالقصة، وندوات تتعرض لمختلف القضايا والمواضيع التي تهم المجتمع، فإنه أولى اهتماماً بالشعر الشعبي، الذي يتمتع بجماهيرية عريضة في المجتمعات الخليجية والعربية، بفضل ما يمتاز به من نبض يمس الإنسان وباللهجة المحكية نفسها تلك التي يتحدث بها.
وأدار شاهر الامسية من خلال تتابع الشاعرين في إلقاء قصائدهما التي اتسمت بالتنوع والاستلهام الوجداني، الذي يتفاعل مع المشاعر بكثير من التكثيف والإيحاء إلى جانب ما طرحه شاهر من أسئلة تتعلق بتجارب الشاعرين في مجاليهما الإبداعي.
استهل الشاعر محمد الخالدي قصائده بتقديم الشكر للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على استضافته لهذه الامسية الشعبية، مرحباً بالحضور، ومن ثم ألقى قصائده التي تراوحت بين الوجدانيات والعاطفة، إلى جانب قصائد اجتماعية تضمنت الكثير من الاغراض الشعرية بفضل ما يمتلكه من جمال في الإلقاء والمفردات الشعرية ذات الرؤى الإنسانية المتحركة في أكثر من اتجاه، كما أجاب الخالدي على الاسئلة التي وجهها إليه مدير الأمسية عن الظروف المحيطة به عند كتابة القصيدة، فأوضح الخالدي أن الفكرة حينما تختمر في ذهنه يدونها، ثم يبدأ وقت الراحة في صياغتها بالشكل الذي يريده، كاشفاً أن هناك قصائد تستغرق ربع ساعة في كتابتها وهناك قصائد أخرى قد تستغرق اكثر من ثلاثة أشهر، وهي القصائد التي تعتمد على مناسبات وطنية.
وفيما يخص الاحتياج لإسقاطات محددة أو موقف مضحك في القصيدة أوضح الخالدي أن الشاعر الجيد هو من يستطيع توظيف الإسقاطات كي تخدم قصيدته، بالشكل الصحيح من دون مبالغة أو تصنع، وأن ذكاء الشاعر تكمن في هذه المسألة، وتميزه عن بقية الشعراء الآخرين.
وتحدث الخالدي في قصائده عن الكثير من الأغراض الشعرية عن العولمة والمشاعر الجياشة تجاه من نحب، وغيرها من الأفكار التي تناولها الشاعر بحرص وجاذبية، وبإلقاء هادئ أسهم في تأصيل الفكرة لدى المتلقي، واستيعابه للمواضيع التي طرحها الخالدي في قصائده.
والشاعر سعود الطاثوب، تألق شعراً من خلال ما أنشده من قصائد ذات اتجاهات إنسانية شتى، وذلك وفق ما تحتويه كل قصيدة من فكرة ورؤية وموضوع، وقبل أن يلقي قصائده شكر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على هذه الاستضافة الشعرية، والتقدير الذي يولونه للشعر الشعبي، كما شكر الحضور على اهتمامهم في الحضور للاستماع إلى الشعر.
ومن ثم فقد خاض الطاثوب في قول الكثير من الأغراض الشعرية، تلك التي تماهت فيها الرؤى وتفاعلت المشاعر بقدر كبير من الصدق، فيما أولى الشاعر مفرداته الشعرية في صيغتها الشعبية اهتماماً ملحوظاً من حيث القوة والقدرة على التعبير عن المشاعر بصدق وإخلاص.
وأجاب الشاعر عن الأسئلة التي طرحها مدير الأمسية عليه ومنها سؤال يتعلق بأهمية إصدار الدواوين الشعرية الصوتية للشاعر خصوصاً وأن له إصدارا موجودا الآن في معرض الكتاب القائم، فأكد أن ذلك مهم ومفيد لمسيرة الشاعر ويشجعه على استكمال مشواره الشعري، وانه جرب إصدار ديوان صوتي، ووجد أنه يناسب أجواء الشاعر، موضحاً أن ديوانه الحالي أصدره منذ خمس سنوات، وأنه بصدد إصدار ديوان آخر قريباً.
واختتمت الأمسية بإلقاء الشاعرين بيتين شعريين من جديدهما، ومن ثم تم تكريمهما بشهادات تقدير من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.