مباركة سامية لإنجاز طبي تاريخي توّج جهود سنوات من التخطيط والتجهيز للعمل على البرنامج
الكويت تزرع المحبة والسلام... والقلوب
الأمير: إنجاز مشرّف وثمرة تخطيط مهني عكف عليه الأطباء سنوات من الدراسة والتجهيز
باسل الصباح:
- العملية أجريت لمريض في العقد الثاني يعاني من قصور شديد لوظائف القلب في مرحلته النهائية
- ما تحقق علامة مضيئة ونقلة نوعية للوزارة وإنجاز تاريخي يضاف إلى سجلها الحافل
- نجحنا في إدخال برامج زراعة الكبد وزرع النخاع والتشخيص الجيني قبل زرع الأجنة
بمباركة وتهنئة سامية، نجح فريق طبي في إجراء أول عملية جراحية كاملة لزراعة القلب داخل الكويت في مركز سلمان الدبوس بمستشفى العدان، وهو إنجاز طبي تاريخي يسجل لوزارة الصحة، ويضاف إلى جهود الكويت على المستوى السياسي الرامية إلى نشر السلام من خلال المبادرات لحل الخلافات وتقريب وجهات النظر بين الأشقاء، وعلى المستوى الإنساني من خلال مد يد العون للمحتاجين حول العالم.
فقد بعث سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد برقية تهنئة إلى وزير الصحة وزير الخارجية وزير الدفاع الدكتور باسل الصباح، أعرب فيها سموه عن خالص تهانيه بنجاح إجراء أول عملية زراعة قلب طبيعي بدولة الكويت، كما هنأ فيها سموه الفريق الطبي المتخصص في جراحة زراعة القلب، الذي أجرى هذه العملية ببراعة وكفاءة، والذي ترأسه البروفيسور رياض طرزي، وبمعاونة الطاقم الطبي الذي ضم كلا من الدكتور محمد علي شمساه، والدكتور محمد جواد البنا، والدكتور خلدون عبدالرحمن الحمود، والدكتور محمد عبدالرحمن بدوي، والهيئة التمريضية المتخصصة.
وأشاد سمو الأمير بهذا الإنجاز الطبي التاريخي المشرف، والذي كان ثمرة التخطيط المهني الذي عكف عليه الأطباء خلال سنوات من الدراسة والتجهيز، لإتمام هذه العملية والتي تكللت بفضل الله تعالى بالنجاح، سائلا سموه الباري تعالى أن يوفق الجميع لخدمة الوطن العزيز ورفع رايته.
وبعث سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد برقية تهنئة إلى الدكتور باسل الصباح، أعرب فيها سموه عن خالص تهانيه بنجاح العملية كما هنأ فيها سموه رئيس الفريق الطبي ومعاونيه من الطاقم الطبي والهيئة التمريضية المتخصصة بهذا الانجاز الطبي. كما بعث سمو الشيخ صباح الخالد رئيس مجلس الوزراء برقية تهنئة مماثلة.
وفي تفاصيل العملية، قال الوزير الصباح إن عملية زراعة القلب أجريت لمريض في العقد الثاني من عمره، كان يعاني من فشل وقصور شديد في وظائف القلب في مرحلته النهائية، استدعت حالته وضع أجهزة الدعم الدوري الصناعي للمحافظة على حياته، من متوفية في أول العقد الرابع من عمرها، وتم التبرع بأعضائها (قلب، كبد وكليتين)، وبذلك أنقذت حياة أربعة مرضى في مقتبل أعمارهم، كانوا يعانون من الفشل المتقدم في تلك الأعضاء، وقد أجرى هذه العملية فريق متخصص في جراحة القلب.
وأكد أن العملية «تتويج لجهود سنوات من التخطيط والتجهيز، للعمل على برنامج زراعة القلب. فقد عملت وزارة الصحة وبجهود جميع الاعضاء، من أجل ضمان امتلاك الخبرات الجراحية والعلاجات المتطورة اللازمة، لدعم برنامج كامل لزراعة الأعضاء». وقال إن «ما تحقق اليوم يعتبر علامة مضيئة ودليلاً واضحاً على النقلة النوعية التي وصلت إليها وزارة الصحة، وإنجازاً تاريخياً يضاف الى السجل الحافل بالإنجازات، فبعد عامين من التجهيز والتدريب تمكن أطباؤنا من القيام بهذه العملية بمهارة واحترافية عالية».
ورأى الوزير أن «اليوم يعتبر خطوة مهمة نحو التوفير والارتقاء بخدمات الرعاية الصحية، واننا نطمح الى زيادة الوعي لدى الجمهور حول أهمية التبرع بالأعضاء لما لها من دور في إنقاذ الأرواح، بسم الله الرحمن الرحيم (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) وبهذه المناسبة أتقدم بالشكر الجزيل لجميع أفراد الكادر الطبي الذي أشرف على برنامج زراعة القلب والفريق الطبي المشارك في أول عملية زراعة قلب طبيعي بالكويت».
وكشف الصباح في السياق ذاته، عن نجاح إدخال برامج زراعة الكبد وزرع النخاع والتشخيص الجيني، قبل زرع الأجنة (PGD)، وهو إجراء يستخدم قبل زرع الأجنة، للمساعدة في تحديد العيوب الوراثية داخل الأجنة ويساعد على منع بعض الأمراض الوراثية أو الاضطرابات من أن تنتقل إلى الطفل، حيث عادة ما يتم إنشاء الأجنة المستخدمة في PGD أثناء عملية الإخصاب في المختبر (IVF).
جهود كبيرة وتبرع سخي
أكد وزير الصحة ووزير الخارجية وزير الدفاع الدكتور باسل الصباح ان «العملية تمت من خلال جهود متضافرة طيلة مدة عام للتنسيق»، مؤكداً أن «الانجاز ما كان ليتحقق من دون الطاقم الفني من أطباء وممرضين وفنيين والإداري».
وأوضح أن العملية تمت مساء أول من أمس بوجود المريضة المتوفاة بعد أخذ الموافقات المطلوبة للتبرع بالأعضاء التي تم توزيعها على المراكز المتخصصة في زراعة الكلى أو الكبد فضلا عن مركز الدبوس، حيث تم إجراء عملية زراعة القلب.