المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية يقرع الجرس
إيران تهدّد استقرار المنطقة بـ 200 ألف مقاتل من ميليشياتها
تدق دراسة جديدة جرس الإنذار حول ميزة استراتيجية حاسمة لإيران في الشرق الأوسط - زادت خطراً خلال العقد الأخير- وتتجاوز برنامجها النووي وأسلحتها البالستية أهميةً، وهي اعتماد طهران على شبكة من الميليشيات والمنظمات التابعة أو المؤيدة لها حول الشرق الأوسط. هذه الميليشيات تقدم ميزة لإيران «من دون أن تضطر إلى دفع ثمن أو تنخرط في مواجهة مباشرة مع الأعداء» كما يورد تقرير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
وجاء في التقرير، بحسب ما نشر موقع «العربية نت»، أن هناك أكثر من 200 ألف مقاتل من وكلاء وأعضاء في ميليشيات غير حكومية حول الشرق الأوسط تستطيع إيران الاعتماد عليهم لزعزعة استقرار المنطقة. ويذكر «حزب الله» في لبنان وسورية، والحوثيين في اليمن، والحشد الشعبي في العراق رغم أنه يفرق بين درجة سيطرة طهران على كل منها.
وتمثل تجارب إيران المباشرة - عبر «فيلق القدس» - وعبر وكلائها في سورية، نقلة نوعية في الطريقة التي تعمل بها من خلال حكومة (أي نظام الرئيس بشار الأسد) كما تجد الدراسة، التي ترى أن النظام استفاد وغيّر من أساليبه عبر هذه التجربة المفيدة والناجحة حتى الآن.
وتقول نائبة مدير المعهد الدولي كوري شاكي، إن «إيران أتقنت تكتيك استخدام الطرف الثالث، أي الميليشيات، ما سمح لها بتغيير ثقل القوى في الشرق الأوسط. بالنسبة للحكومة الإيرانية فإن الميليشيات أكثر تأثيرا من برنامجها النووي والبالستي، ومن قواتها التقليدية العسكرية. الميليشيات تكلف أقل وأصبحت الأداة المفضلة لإيران للتأثير على المنطقة».
ويشير التقرير إلى أن انعدام الاستقرار والحكم الرشيد في الدول، هو ما يفتح المجال للتجنيد الإيراني الذي ينحسر في دول أخرى، رغم انتماء سكانها للطائفة الشيعية.
وتتابع شاكي: «طهران تحاول أن تتجنب ضربة مباشرة، فالحرب الإيرانية - العراقية أثبتت أن الإيرانيين لا يجيدون الحرب التقليدية. قدراتهم من خلال فيلق القدس هي البديل الذي يزيد من المزايا ويدعم الأيديولوجيا الثورية. هناك منّا من اعتقد أن الاتفاق النووي كان سيقدم حوافز لإيران لأن تكون دولة عادية، لكن ما تريده أكثر من ذلك... أن تكون لديها القدرة على التحكم بالاستقرار أو عدمه في المنطقة».
أما السبب الرئيسي الذي يسمح لإيران بالاستمرار في تجنيد وتمويل الميليشيات، هو أنها لم تتعرض لرد حاسم أو عسكري من المجتمع الدولي، كما وجدت الدراسة. وتختلف شاكي مع استنتاجات الإدارة الأميركية بأن العقوبات أثرت على قدرة إيران على دعم الجماعات الموالية لها، قائلة إن الدراسة وجدت أن ثمن الحفاظ على الميليشيات ضئيل بالمقارنة مع تكاليف أخرى، كما أنه أولوية للنظام.
ويعتبر القائمون على الدراسة أن ما يحدث من احتجاجات في العراق ولبنان «يشكل تحدياً لهذه الاستراتيجية الإيرانية، بحيث أصبح النظام الإيراني يرتبط الآن بالفساد نفسه، الذي سمح له بالتأثير على هذه الدول أساساً».