وجع الحروف

المشكلة في مقصود لم يفهم!

تصغير
تكبير

قبل أن أذهب إلى القصد الذي لم يفهم أو المفهوم الذي لم يقصد... سأستدل على قصة بهلول المجنون مع هارون الرشيد.
القصة العبرة تقول إن هارون الرشيد مر على بهلول وهو جالس على إحدى المقابر، فقال له هارون معنفاً: يا مجنون متى تعقل؟ فصعد بهلول أعلى الشجرة ثم نادى على هارون بأعلى صوته: يا هارون يا مجنون متى تعقل؟ فأتى هارون تحت الشجرة وقال: أنا المجنون أم أنت الذي يجلس على المقابر؟ فقال له بهلول: بل أنا عاقل! فتساءل هارون: وكيف ذلك؟ قال بهلول: لأني عرفت أن هذا زائل (وأشار إلى قصر هارون)، وأن هذا باق (وأشار إلى القبر)، فعمرت هذا (يعني القبر) قبل هذا وأما أنت، فإنك عمرت هذا (يقصد قصره) وخربت هذا (يعني القبر).
نحن مع أي نفس إصلاحي فيه العطاء من باب النصيحة، خوفاً من تعمير دنيوي على حساب أعمال خير تبقى لنا رصيداً، عندما ننقل نحن وأحبابنا إلى قبر صغير لن نأخذ حينئذ أي من مكاسب الحياة.
دين عظيم يحث على المساواة والعدل، والدليل هنا ما جاء في خطبة أبي بكر الصديق: «إن أصبت فأعينوني? وإن أخطأت فقوموني».
لذلك? نحن عندما نرى الأخطاء فإننا نحاول إيصالها لأصحاب القرار من باب النصيحة لتقويم الخلل/ الخطأ الحاصل.
البعض من البطانة يصورون ذلك «تحلطما ـ تشاؤما» و«ما عندهم سالفة»، وهو مفهوم لم يقصد.
هي اختصار للقول، مقصود لم يفهم... وكل وانطباعه.
والحل يأتي من خلال الاستفسار عن القصد وإحسان الظن، تطبيقا لقول المولى عز شأنه: «فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين»، و«يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم»!
وأستغرب من يرسل لك رسالة كتعليق على ما ينقل (كتابة ومرئي)، من دون أن يكلف حاله في فهم المقصود!
فإذا خانني التعبير? لا يخونك التفسير وإحسان الظن.
ثقافة الرأي الأحادي هي المفرّقة للجموع... واختلاف ثقافتك عني وعن غيري، لا يعطيك الحق أن تتهمني أو ترسم فهماً يخالف قصدي وقصد غيري، فكل فرد مختلف عن الآخر.

الزبدة:
من هو المخطئ؟ أنا أم أنت، أم ذلك الذي يعتقد بأن كل شيء مباح من واسطة وتجاوز على المال العام والقانون، وتقديم محدودي القدرات على الأخيار!... نريد أن نأخذ العبر من القصص، لا أن نمتطي صهوة جوّاد تخيلاتنا ومحدودية فهمنا، لنوقع الظلم بالآخرين، وعليه تضيع أعمالنا عندما تلف أجسادنا بكفن أبيض.
المراد... أننا نحبكم عند توجيه النصح، ونحاول أن نبسط العدالة في القياس والتقييم، لننعم بمجتمع متآلف متحاب فيه شؤوننا موكلة للأخيار... الله المستعان.
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي