بومبيو ينتقد تحقيقات بغداد... ويطالب الحكومة بـ «الإصغاء للمطالب المشروعة»
السيستاني يحذّر من التدخلات الإقليمية والدولية
متظاهرتان عراقيتان أمام لوحة جدارية في ميدان التحرير وسط بغداد (أ ف ب)
- إصابة 120 خلال الاحتجاجات الشعبية عند ميناء أم قصر
- تظاهرة الجمعة في بغداد الأكبر منذ سقوط صدام
عواصم - وكالات - تواصلت الاحتجاجات الشعبية في العراق أمس، بعد ليلة من العنف بين القوات الأمنية والمتظاهرين الذين يطالبون بـ«إسقاط النظام»، في حين حذّر المرجع الأعلى، علي السيستاني، من تدخل أي «طرف إقليمي أو دولي» عبر «فرض رأيه» على الحراك الذي دخل شهره الثاني رغم وعود القادة السياسيين بالإصلاح.
ودعت وزارة الخارجية العراقية، أمس، «الجهات الأجنبية» إلى «عدم التدخل في الوضع الحالي واحترام سيادة البلد».
وذكرت، في بيان، أنه «مع استمرار الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالإصلاح ومع صدور بيانات من دول أجنبية ومنظمات دولية، فإن حكومة بغداد تؤكد ضرورة احترام إرادة العراقيين في المطالبة بحقوقهم التي ضمنها لهم الدستور».
وفي السياق، أكد السيستاني، في خطبة الجمعة التي تلاها ممثله أحمد الصافي في كربلاء، أن التغيير «موكول إلى اختيار الشعب العراقي... وليس لأي شخص أو مجموعة أو جهة بتوجه معين، أو أي طرف إقليمي أو دولي أن يصادر إرادة العراقيين في ذلك ويفرض رأيه عليهم».
وأكد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، أنه يجري العمل بشكل متواصل لمناقشة مطالب المحتجين وإجراء تعديلات دستورية «من دون تدخل إقليمي أو دولي».
وأعلنت «هيئة النزاهة» إصدار أوامر قبض واستقدام بحق 60 مسؤولا عراقيا بتهم تتعلق بالفساد المالي والاداري.
وفي واشنطن، انتقد وزير الخارجية مايك بومبيو تحقيقات بغداد، معتبراً أنها «تفتقر الى الصدقية الضرورية»، ومؤكدا أن «العراقيين يستحقون العدالة وأن تتم محاسبة المسؤولين فعليا».
وأضاف: «ينبغي التخفيف من القيود المشددة التي فرضت أخيرا على حريتي الصحافة والتعبير»، معتبراً انه «لا يمكن فصل» هذه الحريات «عن أي إصلاح ديموقراطي».
ودعا الحكومة إلى «الإصغاء للمطالب المشروعة» للمتظاهرين.
ميدانياً، شهدت محافظة البصرة اشتباكات عنيفة بين آلاف المحتجين، الذين أغلقوا كل الطرق المؤدية إلى ميناء أم قصر الرئيسي المطل على الخليج، وبين قوات الأمن التي استخدمت الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع.
وعمليات الميناء متوقفة تماماً منذ الأربعاء الماضي بعدما أغلق المحتجون مدخله للمرة الأولى الثلاثاء.
وأعلنت مفوضية حقوق الإنسان العراقية، أمس إصابة 120 شخصاً عند ميناء أم قصر.
والجمعة، احتشد عشرات الآلاف من العراقيين في وسط بغداد في أكبر تظاهرة احتجاج ضد الحكومة منذ سقوط نظام صدام حسين وطالبوا باجتثاث النخبة السياسية.
وذكرت «المفوضية» أن امرأة لقيت حتفها إثر إصابتها بعبوة غاز في رأسها، مضيفة أن 155 شخصاً على الأقل أصيبوا الجمعة مع استخدام الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ضد المحتجين.
ولقي خمسة أشخاص حتفهم خلال ليل الجمعة - السبت في حوادث مشابهة.
ومنذ الأول من أكتوبر الماضي، قتل 257 شخصاً خلال التظاهرات وأعمال العنف في العراق، بحسب أرقام رسمية. واخر حصيلة نشرت كانت مساء الأربعاء.