حروف مبعثرة
مذيع الزمن الجميل
متابَعة... غضب، قلق. مشاعر مختلطة لا تتعلق بقضية سياسية أو فنية تطرح على الشاشة! قلبي يخفق ويتخبط على مهنة يمكن أن ترتقي برسالتها لتصبح مجد أمة!
إعلام مشط، فرشاة و«قلم حمرا» في مرآة... وصراخ وإهانة جمهور في عدسة كاميرا!
من تابع أخيراً عمل الإعلاميين، يدرك تماماً ما أتحدث عنه.
مذيعة أو مذيع يصرخ بنشاز صوت غراب متسلحاً بألفاظ قلّما تستخدم إعلامياً... نعم... تسمى... شتائم!
عند السؤال، يبرر الفعل أنه ردة فعل تجاه ما قاله أحد الأشخاص في الشارع! «عليّ أن أرد، لا أستطيع تمالك نفسي».
أعادتني تلك المشاهد، الصراخ إلخ... إلى العام 1997 وموقف زميلي بسام العثمان مع المصارع فيدر، وكيف تصرف بمهنية عالية متمالكاً نفسه في الرد على إهانة المصارع. لم يبادله الشتيمة مبرراً ردة فعل. احترم المشاهد ولم يتخل عن أخلاقية المهنة. فيديو المواجهة موجود على الكثير من المواقع الإلكترونية.
بسام لم يكن الوحيد المميز في ردة فعله. الكثير من الإعلاميين تعرضوا لمواقف محرجة وشتائم، لكنهم تذكروا كاميرا وجمهوراً، فصنفوا أولوياتهم بالشكل الصحيح! اتصال مربك ومذل على الهواء! تهكم ضيف وإهانة في مقابلة!
إعلاميو زمن الغربان... الزمن الجميل ليس بعيداً أو غريباً... إعادته سهلة جداً... يمكن التفوّق عليه ورسم خطوط إعلامية جديدة بمهنية حديثة وببريق يخطف الضوء من الماضي... يتطلب الأمر فقط احترام جمهور!