No Script

كلمات من القلب

ظاهرة النساء المتصابيات

تصغير
تكبير

كتبت منذ فترة مقالة بعنوان «مطالبة نسائية بعودة القوامة للرجل»، واليوم أعيدها وأكرر المطالبة فيها بعد ملاحظتي في الفترة الأخيرة بخروج الكثير من النساء عن طور الحياء والاحتشام، فوسائل التواصل الاجتماعي زاخرة بصور وفيديوهات لنساء وليست مراهقات، أعمارهن ما بين الثلاثين والخمسين، يخرجن بمقاطع فيديو إما ساخر ويصورهن بشكل مضحك وغبي من دون مراعاة لأعمارهن وعائلاتهن ومجتمعهن، وإما خادش للحياء تخرج علينا النساء المتصابيات بلبسهن الفاضح، الغرض منه عرض المفاتن وكلمات إيحائية ومياعة في الحركات.
كنا في السابق نرى هذا الأمر عند المراهقات وكانت رسائلنا التوعوية موجهة لهذا الجيل، واليوم لا نعرف مَنْ نوجه ونخاطب هل المراهقات أم أبناء جيلنا من المتصابيات أم كبار السن اللاتي أصابتهن العدوة.
في الحقيقة رسالة التوجية والنصح أصبحت اليوم مشتتة وغير معروف طريقها، مَنْ ينصح مَنْ؟! والمضحك أن الشباب المراهق هم من يقوم الآن بتوجيه رسائل مجتمعية وتوعوية، تطالب بالتحلي بالأخلاق واحترام الكبار لأعمارهم، ويطالبونهم في رسائلهم بأن يكونوا قدوة حسنة لهم.
والبلاء الكبير لدى النساء - وأعيد النساء وليس المراهقات - المجاهرة بأنهن مسترجلات، ففي هذا الوقت لم يعد هناك رادع ديني ولا أخلاقي ولا مجتمعي لهن، فهن يعتقدن أن الحرية وعودة روح الشباب لهن بالتعري وكشف المفاتن والجري وراء الشهرة وإلغاء قوامة الرجل. والكثير منهن يرى أن الدين الإسلامي يمنع هذه الحرية عنه، وأن الدين لا يعطي للمرأة حقوقها، وأن هذا الوقت هو وقت المرأة، فبعض النساء العربيات المسلمات يتشدقن فرحات بالحرية التي أعطيت لهن على يد الغرب والأميركان يظنن أنهن دعاة حرية للمرأة، وتناسين أن أول حرية أعطيت للمرأة كانت في الإسلام، فالسيدة هاجر عليها السلام هي أم النبي إسماعيل عليه السلام، وقصة سعيها ما بين الصفا والمروة، الله سبحانه وتعالى كرمها وجعل هذا السعي منسكاً من مناسك الحج إلى يوم القيامة، ولا يوجد رجل كبير أو صغير شيخ أو تاجر أو فقير إلا ويسعى ويهرول كما كانت السيدة هاجر تقوم به بحثاً عن الماء في مكة. أي كرامة أعطيت للمرأة، وسورة بالقرآن جاءت باسمها (مريم)، فمَنْ يدعون بأنهم حماة لحقوق وحرية المرأة، وأقصد هنا حرية تجاوزت الحدود والحياء تحت مسمى حرية شخصية - أقول لهم: عقوق النساء لمجتمعهن المحافظ تحت شعار حرية شخصية... مرفوض!
وأختم مقالتي بكلمات أعجبتني: (في دين الفطرة دين الإسلام، لوط - عليه السلام - لم يكن قادراً على ردع قومه، فأنكر رذيلتهم، ونصحهم باللسان، وكره بقلبه أفعالهم، ثم غادرهم بأمر رباني بعد تكرار النصح والدعوة بلا جدوى)، ثم حلّت العقوبة الربانية في قوله تعالى: (فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّنْ سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ).

Najat-164@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي