من الخميس إلى الخميس
سيدتي... عندما يتقاعد الرجل
إذا تقاعدت المرأة فلا مشكلة، فهي إنسان تفاعلي بطبعها ستجد ما يشغلها وربما أكثر، ومع عشق الشباب للسفر فستكون الأم حاضنة الأحفاد، وفي الكويت عادة ما تتولى المرأة مسؤولية صغار بناتها لذا يقال إن الأطفال يحملون أسماء أسرة الأب ويتحلون بطبائع أسرة الأم، ولكن الأمر يختلف مع الرجل، فإذا تقاعد الرجل ستكون هي آخر المحطات المهمة في حياة الزوجة.
المرأة، ذلك المخلوق الرائع، تمر حياتها بثلاث مراحل عاصفة، أولها عندما يتقدم الرجل لخطبتها وثانيهما حين تنجب أول طفل لها وثالثهما حين يتربص الزوج لها بالتقاعد.
يقول الدكتور حسين العثمان أستاذ علم الاجتماع في جامعة الشارقة: حين يتقاعد الرجل يشعر بفقد القوة ويطغى عليه شعور بنقص قيمته، لم يعد أحد يحتاج إليه، النتيجة ستكون صعبة على الأسرة كلها، فهناك من الرجال المتقاعدين من يخلق لنفسه قيمة بالتدخل في شؤون البيت والأولاد، حتى مطبخ الزوجة لن يسلم منه، وهناك رجال يغلب عليهم الإحباط والانعزال حتى تتهاوى علاقاتهم الأسرية وتشعر الزوجة أنها فقدت الحبيب رغم أنه ما زال يعيش بصحته بينهم.
في الكويت يتقاعد أغلب الرجال في عمر مبكر، قبل الخامسة والستين، هؤلاء تكون عاصفتهم أقل خطورة فهم سيستمعون إلى نصائح الزوجة والأولاد وسيجدون ما يشغلهم، وربما يتآلفون مع شلة من الأصحاب يتصارعون معهم بالنقاش ويبتعدون عن إزعاج الأسرة.
العاصفة الحقيقية تأتي مع من تجاوزوا الخامسة والستين، تَقاعُد هؤلاء يسمى التقاعد الإجباري يعني لا فرصة له في عمل آخر، هؤلاء هم القضية، على الزوجة أن تحضر نفسها لطفل جديد في البيت، المرأة تزوجت طفلاً وأنجبت طفلاً وأخيراً تعود لتتعامل مع طفل.
المرأة الذكية هي التي تجهز نفسها للطفل العجوز، بالضبط كما جهزت نفسها للطفل الأول، عليها أن تتحمل أول شهور التقاعد حتى يتأقلم الرجل مع حياته الجديدة، عليها أن تستفيد من معرفتها بزوجها فتوفر له أدوات ما يحبه رفيق عمرها، إذا كان محباً للطبخ تخلق له مكانه الخاص ليصبح الرجل مطلوباً في إبداعاته الغذائية، إذا كان من محبي الكتابة توفر له زاوية هادئة لممارسة إبداعاته الفكرية، لكل إنسان رغبات لم يتم إشباعها، التقاعد هو الفرصة لإشباع تلك الرغبات.
سيدتي، بيدك أنت وحدك مسؤولية تربية الطفل الأخير وجعل حياتكما أكثر سعادة، ما عليك إلا أن تحضّري نفسك للولادة الأخيرة.
