ثلاث أمسيات استضافتها خشبة المسرح الوطني

مي فاروق أطربت جمهور مركز جابر بـ 3 روائع «كلثومية»... في «ليلة الأطلال»

تصغير
تكبير
  • الفقرة الأولى  من الحفل ضمّت  «أنا في انتظارك»  و«أمل حياتي»...  والثانية «الأطلال» 
  • مي فاروق أثبتت براعتها وسلطنتها وقدمت أداء لا مثيل له

عاش جمهور مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي أجمل ثلاث ليالٍ «كلثومية» من العمر ضمن الموسم الثقافي الثالث الذي ينظمه المركز، حملت جميعها عنوان «ليلة الأطلال» على وقع صوت الفنانة المصرية مي فاروق وأغاني الفنانة الراحلة «كوكب الشرق» أم كلثوم، وبقيادة المايسترو عماد عاشور ومشاركة فرقته الموسيقية المؤلفة من 25 عازفأً على مختلف الآلات الموسيقية.
الحفلات الغنائية الثلاث، التي أقيمت الأربعاء والخميس والجمعة على خشبة المسرح الوطني، استمرت كل واحدة منها ساعتين من الوقت، وضمّت في ثناياها ثلاث أغان فقط اختيرت بعناية تامة، وبها طَرب الحضور وانسجم مسافراً في خياله... فمنهم ذلك الكبير في العمر الذي استرجع ذكرياته المحفورة في الذاكرة، ومنهم الشاب الذي فُتن بجمال الكلمة واللحن وتناغمهما.
الفقرة الأولى ضمّت أغنيتين، بدأت مع «أنا في انتظارك»، من كلمات بيرم التونسي وألحان «شيخ الملحنين» زكريا أحمد على مقام الحجاز، حيث يعود أقدم تسجيل متاح لها إلى تاريخ 14 سبتمبر 1944 في حفل أقيم بالنادي الأهلي وبحضور الملك فاروق. كذلك كانت أم كلثوم قد غنتها على مسرح حديقة الأزبكية في 3 مارس 1955 أثناء فترة القطيعة بينها وبين الملحن، والتي امتدت من نهاية الأربعينات وحتى مطلع الستينات.


الأغنية أدتها مي فاروق باحترافية تامة وأداء وإحساس عاليين، الأمر الذي دفع الجمهور إلى التصفيق الحار لها. ومنها انطلقت مي إلى تقديم الأغنية الثانية «أمل حياتي»، من كلمات أحمد شفيق كامل وألحان محمد عبدالوهاب، والتي كانت قد غنتها أم كلثوم للمرة الأولى في 2 ديسمبر 1965 على مسرح سينما قصر النيل. وأيضاً، أثبتت مي براعتها وسلطنتها، إذ لم يقلّ مستواها في غنائها عن سابقتها أمام جمهور مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، كما بدا واضحاً تمكنها ومعايشتها للأغنية وانسجامها التام، وأيضاً تفاهمها مع الفرقة الموسيقية، الأمر الذي انعكس إيجاباً.
أما في الفقرة الثانية التي دامت ساعة كاملة، قدمت مي إبداعاً لا مثيل له من خلال أغنية «الأطلال»، من كلمات إبراهيم ناجي وألحان رياض السنباطي، حيث جمعت هذه القصيدة أروع ما غنته «كوكب الشرق» في حقبة الستينات، وتحديداً في العام 1966، وذلك بعد أن دمج السنباطي أبيات قصيدتين للشاعر إبراهيم وجعلها في واحدة ثم قام بتلحينها بعد وفاة شاعرها بنحو 13 عاماً.
يذكر أن الفنانة مي فاروق كانت أول من افتتحت حفلات كلثوميات في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي في مارس 2017، كما أحيت حفل أول خميس من يناير 2018 ضمن فعالية «كلثوميات» في الموسم الثقافي الأول للمركز.
الفنانة المصرية تربت على حب الغناء والموسيقى كونها ورثت الصوت والموهبة من والدها، أما والدتها فقد آمنت بموهبتها وشجعتها منذ الصغر، إذ بدأت مشوارها الفني في سن مبكرة بانضمامها إلى كورال الأطفال في دار الأوبرا المصرية، وهناك تتلمذت على يد المايسترو سليم سحاب، وعندما التقت الجمهور أول مرة على مسرح «دار الأوبرا المصرية»، لم تكن تجاوزت الثامنة من عمرها.
حصلت مي على المراكز الأولى في العديد من المسابقات الغنائية في المهرجانات الفنية التي تقام في الدول العربية، وفي سن الخامسة عشرة التقت الموسيقار الكبير عمار الشريعي من خلال العمل على أغاني مسلسلي «ذو النون المصري» و«قاسم أمين». وتعاونت بعدها مع الموسيقار الكبير ياسر عبدالرحمن في مسلسل «الأصدقاء»، وفي أغاني مسلسل «الليل وآخره» التي حققت نجاحاً عريضاً. وحين بلغت العشرين، بدأت مي مشوار الاحتراف وتعاونت مع نخبة من كبار الملحنين في مصر وخارجها، منهم أمير عبد المجيد، محمد علي سليمان، فاروق الشرنوبي، حلمي بكر، خالد الشيخ من البحرين وأحمد فتحي من اليمن.
وجاء مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية ليكون منصة انطلاق مهمة لها، حيث فازت بالمركز الأول في مسابقة الغناء، وذلك في العام 2000. وتدين مي بهذا النجاح إلى الدكتورة الراحلة رتيبة الحفني التي كانت داعمة لها على مدى مسيرتها الغنائية، وكذلك إلى الإعلامي الراحل وجدي الحكيم الذي شجعها منذ بداياتها.
أصدرت مي ألبومها الأول الذي ضمّ معظم أغاني المسلسلات التي قدمتها، ثم أصدرت بعده أغنيات منفردة عدة، هي «يا ملك» و«سلم علي» و«بضحك يا دنيا».
أما عن الجوائز، فقد حصدت العديد منها، كما حازت جائزة «أحمد زويل للإبداع الفني» في مسابقة الإبداع الفني التي تقام سنوياً في «دار الأوبرا» بالقاهرة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي