في كل انتخابات جمعية المحامين تتداول شعارات تتحدث عن تمكين النساء، وفي الفترة الأخيرة أصبحت هذه الشعارات رائجة أكثر من ذي قبل، الأمر الذي يبعث الاستغراب، فعن أي تمكين تتحدثون... وهل أصبح طموحنا رئاسة لجان؟ ومَنْ هي المرأة التي بالذات قد مُكّنت من دون غيرها من النساء ومنحت تلك الفرص الذهبيه؟ وأين تجديد الدماء؟ إذا كانت من القواعد الانتخابية فلا أعتقد شخصياً أن تمكين القواعد يشكل إنجازاً.
فالذي بالفعل يشكل علامة فارقة وإنجازاً للمرأة الكويتية، هو بتمكين الرجل نظيرته الأنثى لكونها كفاءة، بغض النظر عن رأيها الشخصي في مجلس الإدارة والقائمة التي تنتمي إليها وآرائها السياسية. وما أصعب هذا الأمر كونه يخضع لحسبة الانتخابات، بالإضافة إلى اتباع البعض لمعايير العنصرية، فالمرأة دائماً عليها بذل أضعاف مجهود الرجل حتى تصل لبر الأمان، وعليها اتباع الأوامر بالمجمل، والكف عن إبداء الآراء وإلا سيتم عزلها كعقاب لها.
وفي حقيقة الأمر فإن البعض يجد صعوبة في الاعتراف بوجود امرأة قوية ويرى في ذلك تهديداً له، فما بالك بتمكينها وإعطائها ما تستحق من فرص. فيبدأ بالتشكيك فيها وفي قدراتها وإشهار الألسن ضدها، وعليها النزول في أقرب محطة. أما إذا كان رجلاً فسيتم الدفاع عنه وعن أخطائه حتى آخر رمق.