من الخميس إلى الخميس

خناقات... وفرجة ببلاش

تصغير
تكبير

عند الشعب المصري العزيز مثل يقول: (مصارين البطن بتتخانق)، وطبعاً المصارين لا تتخانق ولكنها تتلوى وتعمل بتجانس، المثل هو أقرب الى الكناية باللغة، كنايةٌ المقصود منها تبيان أن النزاع أو الخناقة أمر طبيعي وهي من سنن الحياة.
في أي خناقة تتشكل ثلاثة أطراف، المتصارع والمتدخل والمتفرج، انظر إلى أي خناقة في الشارع سترى تلك الأطراف واضحة أمام عينيك، اثنان يتصارعان ومجموعة تحاول تخليصهما والغالبية تتفرج كنوع من التسالي.
ولأحمد شوقي أبيات استنكر فيها التنازع، فكان هو من المتدخلين في الصراع، من الذين يحاولون الإصلاح من دون جدوى:
إِلامَ الخُلفُ بَينَكُمُ إِلاما
وَهَذي الضَجَّةُ الكُبرى عَلاما
وَفيمَ يَكيدُ بَعضُكُمُ لِبَعضٍ
وَتُبدونَ العَداوَةَ وَالخِصاما
إذاً، الخلاف والتنازع سنة طبيعية في الحياة، لكن هناك دائماً من يحاول استغلال تلك السنن الطبيعية لمصلحته.
وبما أن هناك متفرجين في الخناقات يتسلون عليها فيمكن إذاً جعل الشعب كله أحد أطراف الصراع، الطرف المتسلي، الشعوب لا بد أن تجد ما يشغلها وإلا سيكون هناك ما لا تحمد عقباه، يقول المتنبي مشرعاً لسياسة البدائل: «لا خَيْلَ عِندَكَ تُهْديهَا وَلا مالُ/ فَليُسْعِدِ النُّطْقُ إنْ لم تُسعِدِ الحالُ».
إذا لم تجد ما يشغل الشعب فما عليكم كبديل إلا أن تجعلوهم متفرجين في الصراعات، هناك كثيرون جداً يحبون هذه التسلية ويتهافتون عليها بل ويضيفون من عندهم ما يجعلها أكثر جاذبية.
لدينا في الكويت - ومنذ فترة - سياسة الفُرجة وهي بديل ناجح عن التسالي العادية للجمهور، والشعب اليوم يقوم من النوم ليسأل عن الخناقات بين الطرف الفلاني والطرف العلاني، وما نتيجة الخناقة التي حدثت في الديوانية أو في المجلس أو في دار السلطة، ثم تتوسع التحاليل لتجعل الفُرجة أكثر حماسة.
إن مثل تلك التسالي لا تخدم الكويت، بل هي تسالي هدامة والأفضل إيجاد بدائل غيرها،كنا في السبعينات نتسلى بكرة القدم وفي الثمانينات نتسلى بأخبار الحروب حولنا، اليوم لا توجد لدينا رياضة، وفقدنا حماسنا للحروب لكثرتها، أقترح أن نستعين بخبراء من الخارج، كعادتنا، لتقديم اقتراحاتهم حول وسائل التسلية البديلة للجمهور الكويتي.

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي