@أمينة
مقالة أخرى



نعم... هذه مقالة أخرى عن الفقيدة إسراء غريب، فقيدة كل النساء العربيات.
إنني أتحدث بكل ألم عن انتهاك حرية الإناث في هذه البقعة ذات الحضارة على كوكب الأرض، بدعوة شرف العائلة الذي علق على أجساد النساء، وبدلاً عن حماية المرأة العربية وحماية الشرف، الذي يتغنون به تتعرض النساء في الوطن العربي للضرب حتى الموت.
إسراء غريب وألم يعود كلما استرجعت في ذاكرتي صوت صراخها، وهي تتعرض للضرب. لقد سمعتُ أنا وغيري صرخاتها، لكن هناك أخريات لم نسمع صراخهن، أخريات لم نعرف أسماءهن، منهن اليوم من تحت الأرض، ومنهن من تحررت وأفلتت بنفسها، وهنالك من لا يزلن يقبعن تحت رحمة معنفيهم.
أجزم أن هناك ممن يقرؤون هذه المقاله يرددون الآن «فالنا السلامة، سمعنا وسلمنا» أتفق مع القائل: فالنا السلامة إن شاء الله. لكن يجب أن تكون لنا وقفة ونقول كفى... إلى هنا فليتوقف اضطهاد النساء. إلى هنا ويجب أن تتوقفوا عن تحميلهن ذاك الشرف الذي يجب أن يكون مكانه في عقولكم، وليس على أجساد النساء والفتيات. إلى هنا ويجب أن يتعلم الذكور أن عليه رعاية أخته، ابنته، أمه وزوجته. عليه أن يحبها ويخاف عليها ويعرف أن الأنثى أياً كانت ليست عبئاً وليست عاراً.
كم إسراء غريب سمعنا عنها؟ هي واحدة ولكن هنالك أخريات بأسماء أخرى، قد نعرفهن وقد لا نعرفهن، سمعنا عن قصصهن، عذبن وقتلن ودفن تحت بند شرف العائلة.
وكم واش شبيه بابنة عم إسراء غريب يعيش بيننا متخفيا، بأشكال كثيرة ووراء ستائر مختلفة وينشر شروره وأمراضه النفسية.
وأيضا كم أشباه لأشقاء إسراء يضطهدون ويعنفون ويقتلون النساء، وهم آمنون مطمئنون بأن أي فعل يقومون به سيفلتون من عقوبته قانونياً ومجتمعياً؟
نعم الكويت دولة الإنسانية، لكن لا ننكر أن هنالك من بنات الديرة تعرضن ويتعرضن للاضطهاد الأسري، والتنمر المجتمعي.
حان الوقت لسن تشريعات تضمن حماية المرأة من العنف، ومن التنمر بشتى أشكاله. قانون يلغي تهديد النساء بدافع الشرف، لأن الشرف لا يقتصر على النساء فقط.
[email protected]
Instagram: amina.abughaith