ألوان

«رجال الآثار»...

No Image
تصغير
تكبير

صدر فيلم «رجال الآثار» في عام 2014م، ويصنف على أنه دراما حرب، وفي الوقت نفسه، هو فيلم ثقافي من الدرجة الاولى، وقد صُوّر في المانيا، قام بإخراجه وبطولته الفنان جورج كلوني، الذي كتب السيناريو مع جرانت هيسلوف، وصمم الأزياء لويس فروغلي، وقام بتأليف الموسيقى التصويرية الكسندر ديسبلا، وكان التصوير بقيادة فيدون بابا مايكل، وكانت تكلفة الفيلم سبعين مليون دولار، وقد حقق أرباحا تصل إلى سبع وثمانين مليون دولار.
ويقوم كلوني بدور جين كلود، ومات ديمون بدور جيمس جرانجر، وبيل موري بدور ريتشارد كامبل، وجون غودمان بدور والتر غارفيلد، وكيت بلانشيت بدور كلير سيمون، وبوب بالابان بدور بريستون سافيتز، وجان دوجردان بدور جين كلود، وهيو بونفيل بدور دونالد جيفريز، ودميتري ليونيداس بدور سام ابشتاين، والكسندر ديسبلا وسام هزلدين.
وتدور قصة الفيلم حول مجموعة من خبراء الفنون تم تكليفهم من قبل الحكومة الأميركية باسترداد القطع الفنية المسروقة من قبل النازيين بعد الحرب العالمية الثانية، وقد بلغ عددهم 345 من الرجال والنساء ينتمون إلى أربع عشرة دولة خدموا في قسم الآثار والفنون الجميلة والمحفوظات.
كان الكثير من مديري المتاحف ومؤرخي الفن وأرشيف الفنون والمهندسين المعماريين والفنانين... شاركوا جميعا في هدف مشترك هو إنقاذ الكنوز الفنية والثقافية من تدمير الحرب وسرقة هتلر وجنوده لها.
وخلال البحث والتحري يتم اكتشاف مجموعة كبيرة من الكنوز الفنية في أحد المناجم، إضافة إلى كمية كبيرة من الذهب، وتمثل تلك الكنوز الفنية التراث الفني للعواصم الأوروبية.
الفيلم - الذي لا يزال بعض أبطاله الحقيقيين على قيد الحياة - اقتبس عن كتاب للمؤرخ الأميركي روبرت إدسيل، وعنوانه «رجال الآثار، الحلفاء الأبطال، ولصوص النازية»، وتعد أعظم عملية انقاذ للكنوز الفنية في التاريخ، وقد وجد جورج كلوني في هذا الكتاب فكرة لفيلم يروي جانباً من البطولات، التي لم يتطرق إليها أحد عبر السينما.
والفيلم يؤكد فكرة أن من يقوم بالحروب لا ينسى الأمور الأقل أهمية، ومنها الكنوز الثقافية من التماثيل واللوحات العالمية، التي يعود بعضها الى قرون من الزمن، كما أن جاء ذكر بعض الفنانين التشكيليين في الفيلم مثل الرسام«مونييه»، كما يقدم رسالة إلى المتلقي مفادها أن المباني التي تم هدمها يمكن إعادة بنائها من جديد، إلا أن الإرث الثقافي والفني إن تم تدميره أو سرقته، إنما هو ضياع كبير لأنه لا يمكن تعويضه، وقد تجلى ذلك خلال حوار على لسان البروفيسور فرانك الذي قال: «منذ البداية أخبرتكم أنه ليس هناك قطعة فنية تستحق حياة إنسان لكن الشهور الأخيرة أثبتت خطأ حديثيا، هذا تاريخنا الذي يجب ألا يُسرق أو يُدمر، بل يجب أن يُرفع ويُحترم... إن قصة حياتنا مرسومة على القماش ومنقوشة على الحجر».
ومن بين الأمور اللافتة للانتباه هو دور الممثلة كيت بلانشيت، فهي أسترالية المولد، وقد درست في المعهد الوطني للفنون المسرحية، كما أنها منتجة ومخرجة أفلام سينمائية وممثلة مسرحية، وهذا ما انعكس على أدائها الرائع في الفيلم، حيث تقوم بدور موظفة متخصصة في الفنون في أحد المتاحف الفرنسية، التي تتعرض لضغوط من قبل الضابط الألماني الذي سرق مقتنيات المتحف، وقام بشحنها بالقطار إلى المانيا، كما أنها الممثلة البطلة الوحيدة في الفيلم، وقد حصلت على جائزة الأوسكار مرتين لأفضل ممثلة وافضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم «ياسمين أزرق» و«الطيار»، إضافة إلى جوائز أخرى مثل كريستال والروح المستقلة والبافتا والغولدن غلوب ونقابة ممثلي الشاشة والأكاديمية البريطانية لفنون الفيلم التلفزيون، وكذلك الدور الذي قام به الممثلون مات ديمون وجون غودمان وبيل موري، حيث إن روح الإبداع في الإداء هو السمة السائدة في الفيلم، الذي يستحق المشاهدة أكثر من مرة.

* كاتب وفنان تشكيلي

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي