ربيع الكلمات

قم للمعلم وفه التبجيلا

تصغير
تكبير

يصادف يوم السبت المقبل 5 أكتوبر يوم المعلم، حيث تحتفل الدول بهذا اليوم بهدف تسليط الضوء على المعلمين والمجهود والدور الذي يقومون به، ولعل من المناسب أن نستذكر احتياجات المعلمين وحماية حقوقهم، حيث إنهم صناع العقول والأجيال في هذا اليوم من قبل أصحاب القرار.
بناء الدول الحقيقي ورأس ماله هم البشر وليس الكتل الإسمنتية، وهذه المهمة موكلة إلى المعلمين والمعلمات، حيث إنهم أقدر الناس على صناعة الأجيال وإيصال رسالة العلم الخالدة، ولكن مع الأسف هناك فتور ملحوظ بعدم الاكتراث بدور المعلم وما يقوم به، ونجد قلة الاهتمام به وباحتياجاته المادية والمعنوية.
إن الإنسان هو من أهم مرتكزات الحضارة، لذا وجب الاهتمام بالطلاب، وهذا يعد أهم استثمار نقدمه للوطن ولهم على الإطلاق، خصوصاً في المراحل العمرية الأولى من حياة الإنسان، حيث إنه أسهل للتشكل وقبول المعلومة.
ولعل من المناسب أن نوجه رسالة للمعلمين والمعلمات بأن يكونوا رفقاء بمن تحت أيديهم من الطلاب والطالبات، وهذا الأمر أيسر وأدعى للطلاب على قبول المعلومة، فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو المثل الأعلى والأسوة الأولى في أفعاله وأقواله ومعاملاته، يقول أنس - رضي الله عنه: «خدمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين. والله ما قال لي أفا قط، ولا قال لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا» متفق عليه.
وكذلك يجب على المعلمين والمربين في يوم المعلم أن يدركوا أن العصر تغير، والأجهزة الذكية جعلت الطلاب أذكى وأسرع في الوصول إلى المعلومة وفي الوقت نفسه، وأزالت كل الحدود والحواجز بين دول العالم، فأصبحت الدول بلا حدود، وفي حال لم يحاول المعلم معرفة خبايا وأسرار التكنولوجيا فسيجد صعوبة بالغة في ايصال المعلومة للطلاب وفهمهم، وقد يحرج كثيراً في عدم قدرته على الاجابة عن تساؤلات الطلاب الكثيرة التي لديهم، حيث ان الأجهزة جعلتهم أذكى.
‎كذلك ما هي الفائدة المرجوة من تخويف الطلاب وبث روح الخوف والرعب بنفوسهم، فالإنسان الخائف لن يستطيع أن ينجز أي شيء، وقد يكون الخوف له نتائج عكسية، وقد يؤثر على مستوى الطلاب الدراسي، وعلى مستوى تفكيره وشخصيته طوال حياته.
‎الإبداع في ايصال المعلومة أمر في غاية الأهمية، إضافة إلى إزالة المواد غير الضرورية من الدروس أو الحشوات، والبعد عن الطرق التقليدية خصوصاً التلقين والحفظ من دون فهم، وربط ما يتم تعليمه للطالب بالواقع ومحاولة تطبيق ذلك عملياً، أمر في غاية الأهمية.
‎إن العالم اليوم يتغير بسرعة كبيرة وبطريقة تفوق عقل الإنسان الطبيعي، ومن لا يتقدم سيتقادم. وغرس حب المعرفة والتعليم الذاتي، من أهم الأمور التي تعين الطلاب في المستقبل.
ومن نافلة القول إن تربية الطلاب على التسامح وقبول الرأي الآخر والتعايش هو أمر في غاية الأهمية في عصرنا هذا، لا فائدة من التعصب والتشدد، حتى لو كانت لك آراء خاصة بك، فلا ذنب للطلاب أن تتحدث أو تغرس فيهم كراهية الآخرين، خصوصاً إذا ما كانوا إخوة وجيرانا وأبناء بلد واحد.

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي