هل ينزع الناصر... فتيل «أزمة الطائرة»؟

ما يحدث في اتحاد الكرة الطائرة أمر لا يمكن السكوت عنه، بعدما وصل الصراع فيه الى حد المواجهة والانقسام، في ظل فشل ذريع في نتائج المنتخبات، ما من شأنه تشويه العهد الجديد الذي يعوّل عليه في انتشال الرياضة من «مستنقع المتنفذين» ويعيد اليها بريقها الذي خفت بسبب الخلافات والايقاف الذي دمر كل شيء.
«بلغ السيل الزبى» ووصل الصراع في اتحاد الكرة الطائرة الى ازمة طاحنة وبلغ درجة لا يجوز فيها ان تظل اللجنة الأولمبية ساكتة عما يجري، باعتبار ان لوائح نظامها الاساسي منحتها سلطة التدخل وبت الامور في الاتحادات التي تعمل تحت مظلتها.
ومن هنا، ثمة امل في ان يتدخل رئيس اللجنة، الشيخ فهد الناصر، ويفلح في نزع فتيل «أزمة الطائرة»، بعدما تفاءلنا خيرا بمجيء مجلس ادارة جله من الشباب الذي يريد العمل.

وبحسب ما رشح، فإن سبب الانقسام في الاتحاد الذي يرأسه حسين عاشور، يعود إلى سوء اداء وعدم دراية باللوائح وعدم تقيد بالنظام الاساسي. لا نشك لحظة في ان الناصر الذي يحمل «روح الشباب المحب للعمل»، قادر على تسوية الامور في هذا الاتحاد، والوصول إلى حل، لان الصراع «سيحرق» اللعبة، بعدما وصلت الامور الى حد «الشتم» و«الانقسام» و«التهديد بعدم التعاون» و«غلق الأبواب» و«المراسلات والقرارات المنفردة» و«الاختام المضادة» و«الاقالات» و«العهد»، بالاضافة الى احتلال منتخب الكويت المركز قبل الاخير في البطولة الآسيوية التي اختتمت قبل ايام، وسبقها «حادثة سرقة مجهولة المعالم» لقسم من مخصصات الوفد خلال رحلة جوية قصيرة قبل معسكر صربيا.
من يطلع إلى بنود المحضر الاخير لاجتماع مجلس الادارة قبل اقل من اسبوعين، وما تضمنته وبالاخص رقم 22 ونصه الحرفي «مناقشة قيام رئيس الاتحاد بسب وقذف اعضاء مجلس الادارة والتلفظ بكلمات نابية، مخالفا بذلك الآداب العامة مع حق اعضاء مجلس الادارة الرجوع الى القنوات القانونية»، يدرك بأن الامور وصلت الى حد الانقسام الحاد الذي لا رجعة فيه، في ظل الخلاف بين طرفين على بنود المحضر المرسل الى الجهات المعنية ومن ضمنها الهيئة العامة للرياضة.
كما ان الكتب الاخيرة التي أُرسلت من الاتحاد المحلي الى نظيره الآسيوي وأُشير فيها الى ان «نائب رئيس الاتحاد الآسيوي عيسى حمزة وعدد من اعضاء اللجان وهم وليد امان وعبدالله كايد وحمد الردعان لا يمثلون الكويت»، هي في غير اوانها وتوقيتها وتنم عن عدم دراية باللوائح وعدم وجود قرار في مجلس الادارة، لان حمزة الذي سيصبح رئيسا للاتحاد الآسيوي في يونيو المقبل، منتخب من الجمعية العمومية ولا يحتاج ترشيح بلاده، في حين ان ترشيح اعضاء اللجان يتم بطلب الى الاتحادات الأهلية (ومن ضمنها الكويت) من قبل الاتحاد الآسيوي.
هذه المستجدات والحقائق تحتم على الاسرة الرياضية المحلية، وفي مقدمها اللجنة الأولمبية و»الهيئة» (بدرجة اقل باعتبارها جهة إشراف مالي فقط) التدخل، وبالاخص الشيخ فهد الناصر، حتى لا تتشوه الصورة اكثر فأكثر في اتحاد «منقسم» على نفسه، وبالتالي الاطلاع على مكامن الخلل، ومحاسبة المتسبب، حرصا على المصلحة العامة وأبناء اللعبة من لاعبين واداريين ومدربين، وكذلك الاندية التي تضررت، علما ان الاخيرة معنية بدرجة كبيرة كونها تؤلف الجمعية العمومية «صاحبة العصمة» و«القرار الرئيسي» في الاتحاد.
واذا لم نشهد حلا عاجلا يزيل مكامن الخلل الحالي، فلا يمكن ان تقوم لاتحاد الكرة الطائرة او اللعبة... قائمة.