من الملاحظ في الآونة الأخيرة - وبشكل كبير جداً - أن وسائل التواصل الاجتماعي، وبعض وسائل الإعلام التجارية من خلال ما تعرضه للدعايات والاعلانات التجارية، بأن زمن عبودية النساء قد عاد من جديد وزمن تجارة النساء وسوق الجواري (النخاسة) قد عاد إلينا، ولكن باختلاف العصور وتغير الوقت والزمن اللذين اختلفا شكلاً ونوعية. قديماً كان سوق يسمى (سوق النخاسة) كانت المرأة الجارية فيه هي (البضاعة والسلعة)، وكانت تُعرض فيه الفتيات للبيع وكأنهن بضائع، فيتحوّلْن من بشرٍ إلى سلعة بين أيدي التجّار.
فبعضهنّ كن يعرضن عاريات الساقيْن، وأخريات عاريات الأيدي، الأمر ليس بأيديهن فهن لا حول لهن ولا قوة يتم عرضهن والتجارة بهن لأنهن استعبدن عبر السلب أو النهب في الحروب أو من قبل قطاع الطرق. فلو كان الأمر بأيديهن لرفضن وأصررن على بقائهن في بيوتهن معززات مكرمات فهن جوار في قيود العبودية.
أما اليوم فنرى عودة سوق النخاسة والتجارة بجسد المرأة، ولكن المرأة دخلته بمحض إرادتها وبقناعتها من دون إكراه من أحد، دخلت لرغبتها في الشهرة وتسليط الأضواء عليها، ومن أجل زيادة عدد متابعينها ومن أجل التربح والتكسب المادي، وافقت أن تخرج مفاتنها وتخرج عن نطاق الحشمة والستر، الذي جبلت عليه المرأة الحرة العربية المسلمة، وتكون «موديل» لملابس وعارضة لأزياء تفتقد الاحتشام والتستر، وذلك لعرض أرخص الإعلانات والمنتجات التجارية، ليس كلاما من فراغ فلو نركز على الدعايات التجارية في جميع وسائل التواصل والإعلام نرى أنها تستخدم جسد المرأة في الإعلانات بشكل فيه استغلال وإساءة وتشويه لها ولأنوثتها، ووصل الأمر في بعض الإعلانات إلى تجريد إنسانيتها وتهميش عقلها وفكرها... بعدما أصبحت سلعة يحركها عالم المال والشهرة.