No Script

إقبال متزايد على العملية واشتراط حصول المتزوجة على إذن زوجها

بويضات تتجمّد... في الكويت!

تصغير
تكبير

حازم الرميح لـ «الراي»: 

- إقبال من غير المتزوجات اللواتي تعدّت أعمارهن الأربعين عاماً

- نبتعد عن المناطق الحساسة في المرأة ونقوم بسحب البويضات من البطن

- التقنية باتت ناجحة ومتقدمة جداً وعند فك التجميد تصبح البويضة وكأنها طازجة 

- التجميد يكون تحت درجة حرارة شديدة الانخفاض تصل لأقل من 80 درجة مئوية تحت الصفر

طارق العربي لـ «الراي»: 

- الفكرة موجودة منذ سنوات لكن كانت تواجه الأطباء مشكلة جودة البويضات

- السبب الأصلي للتجميد هو المحافظة على القدرة الإنجابية للسيدة في ما بعد 

- لا أنصح بها لمن هن أكبر من 38 عاماً وكلما كانت السيدة في سن أصغر كانت جودة البويضة أفضل 

- الأطباء الكويتيون مُدرّبون على أعلى مستوى للقيام بهذه العملية 

مي كامل لـ «الراي»: 

- أكثر المقبلات على إجراء هذه العملية فوق الـ 30 عاماً

- تستغرق العملية من 10 إلى 20 دقيقة ويتم حفظ البويضات في نيتروجين سائل 

- التكلفة تقارب 15000 دولار ونسبة نجاح فك تجميد البويضات أكثر من 75 في المئة

- من بين المضاعفات المحتملة حدوث عدوى أثناء السحب وتضخم بحجم المبايض وتجمع سوائل بالبطن

«إقبال متزايد من الكويتيات على إجراء عمليات تجميد البويضات»... هذا ما كشفه لـ«الراي» غير طبيب من الأخصائيين في أمراض النساء والولادة، موضحين في الوقت ذاته على أن «تقنية التجميد باتت ناجحة ومتقدمة جداً وعند فك التجميد تصبح البويضة وكأنها طازجة».
وبيّنوا أن «التجميد يكون تحت درجة حرارة شديدة الانخفاض تصل لأقل من 80 درجة مئوية تحت الصفر»، لافتين إلى أنه «يتم الابتعاد عن المناطق الحساسة في المرأة، إذ يتم سحب البويضات عند إجراء عملية التجميد من البطن».
وفيما أكدوا أن «تكلفة العملية تقارب نحو 5 آلاف دينار ونسبة نجاح فك تجميد البويضات تكون أكثر من 75 في المئة»، بيّنوا أن «أكثر المُقبلات على إجراء هذه العملية تتجاوز أعمارهن فوق الـ30 عاماً». وأشاروا إلى أنه «كلما كانت السيدة في سن أصغر كانت جودة البويضة أفضل وبالتالي نتيجه التجميد أفضل».

قال استشاري أمراض النساء والولادة وطب الخصوبة الأستاذ الدكتور حازم الرميح لـ«الراي»، «هناك إقبال من غير المتزوجات اللواتي تعدت أعمارهن الأربعين عاماً مع زيادة الوعي ومعرفة أن الخصوبة مرتبطة بعامل السن، كما أن مريضات السرطان اللواتي يحتجن لعلاج كيماوي أو إشعاعي يُقبلن أيضاً على هذه العملية»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن «الاهتمام بالعملية يعكس وعياً صحياً بأمر طبي حديث يتم بشكل قانوني ولا غبار عليه شرعياً».
وأضاف أنه «بالنسبة للمتزوجة يُشترط أن تكون العملية بإذن مشترك من الزوجين»، معتبراً أن «المقبلات عليها عدد لا بأس به حتى الآن وتم إعطاؤهن تقارير بأن بويضاتهن قد جُمدت».

5 و10 و15 سنة
وعن خطورة إجراء هذه العملية على الأماكن الحساسة، قال الرميح «نبتعد عن المناطق الحساسة في المرأة ونقوم بسحب البويضات عند إجراء عملية التجميد من البطن عن طريق السونار»، مشدداً على أن «تقنية التجميد باتت ناجحة ومتقدمة جداً، بحيث أنه عند فك التجميد تصبح البويضة وكأنها طازجة، وهذا يعطي فرصة ممتازة للحمل بتقنية طفل الأنبوب».
وبيّن أن «كل تقنيات التجميد لا تؤثر على التركيبة الوراثية أو التشوهات الخلقية عند الأجنة»، شارحاً بأن «التجميد يكون تحت درجة حرارة شديدة الانخفاض تصل لأقل من 80 درجة مئوية تحت الصفر لاستخدامها مستقبلاً، وفترة التجميد في العادة تكون كل خمس سنوات، ولكن السيدات اللواتي يتلقين علاجاً كيماوياً يحتجن تجميداً لفترات أطول قد تصل لعشر أو خمس عشرة سنة».

حل ممتاز
من جانبه، قال الدكتور طارق العربي طبيب النساء والتوليد وعلاج العقم عضو الجمعية الأوروبية للخصوبة وعضو الجمعية الأوروبية للتجميل الطبي النسائي لـ«الراي»، «تزايدَ الاستفسار عن عملية تجميد البويضات في الآونة الأخيرة، وخاصة مع تصاعد الحديث عنها والتطور العلمي والأجهزة الحديثة التي جعلت من هذه التقنية أمراً ممكناً».
وعن أسباب انتشار هذه العملية، قال إن «فكرة تجميد البويضات موجودة منذ سنوات، لكن في الماضي كانت تواجه الأطباء مشكلة جودة البويضات بعد الإذابة، فكان المتواجد فقط تجميد الأجنة وتجميد السائل المنوي، ومع الأبحاث والتطور والتقنيات العلمية الحديثة تم حل هذه المشكله فأصبح تجميد البويضات حلاً ممتازاً»، موضحاً في الوقت ذاته أن «السبب الأصلي للتجميد هو المحافظة على القدرة الإنجابية للسيدة في ما بعد، لا سيما إذا كانت ستتعرض لعملية استئصال المبيضين أو ستتعرض لإشعاع أو كيماوي لعلاج السرطان وترغب في أن تحمل لاحقاً».
ولفت إلى أنه «من المعروف علمياً أن جودة البويضات تتأثر بالعمر، فبعد 35 عاماً تبدأ هذه البويضات في الانخفاض التدريجي، وفي السنوات الأخيرة ومع تأخر سن الزواج أو الإنجاب ظهرت المشكلة، ومن هنا تأتي أهمية تجميد الأجنة للمتزوجات وتجميد البويضات لكل السيدات».

3 مراحل
وبشأن التكاليف المادية لتلك العملية، أجاب العربي بالقول: «تنقسم التكاليف إلى ثلاث مراحل: المرحلة الأولى هي التحضير للعملية من فحوصات وتحاليل وأيضاً برنامج تنشيط تبويض خاص، والمرحلة الثانية تكون بالمستشفى وهي عبارة عن عملية سحب البويضات وفحصها، والمرحلة الثالثة هي التجميد والتخزين، وهذه التكاليف تختلف من مكان إلى آخر».
وعن الفئات العمرية التي تقبل على هذه العملية، بين العربي أنه «علمياً كلما كانت السيدة في سن أصغر كانت جودة البويضة أفضل، وبالتالي نتيجه التجميد أفضل، لكن في الغالب معظم الحالات تكون متأخرة في العمر. ولا أنصح بها لمن هن أكبر من 38 عاماً»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن «الأكثر إقبالاً على إجراء عملية تجميد البويضات هن المطلقات والأرامل اللواتي يبحثن عن شريك حياة، وفي بعض الأحيان المتزوجات اللواتي يحتاج أزواجهن لفترات علاج طويلة ليكونوا قادرين على الإنجاب».

معايير صارمة
وفي ما يتعلق بنسبة نجاح الحمل بعد عملية الإذابة، ذكر أنه «في التقنيات القديمة كانت كلما زادت فترة التجميد قلت نسبة الحمل، ولكن تحسنت النتائج مع التجميد السريع والتقنيات الحديثة»، لافتاً إلى أن «عملية تجميد البويضات مثل أي عملية لها ضوابطها ومشاكلها سواء في مرحلة التنشيط وقضية فرط الاستجابة أو مرحلة سحب البويضات».
وعن الجانب الشرعي وما أثير من محاذير شرعية، أوضح العربي أنه «بالنسبة للعملية نفسها لا توجد محاذير شرعية، ولكن المهم هو ما بعد العملية من المحافظة الدقيقة على البويضات بتكويد خاص مع اتباع معايير الجودة الصارمة لمنع أي التباس أو خلط، وإقرار هذا الأمر من عدمه يرجع لأهل الشرع والدين».

كوادر كويتية
وفي ما يتعلق بقدرة الكوادر الكويتية على القيام بهذه العملية، أجاب قائلاً «بالتأكيد الأطباء الكويتيون حالياً مدربون على أعلى مستوى للقيام بهذه العملية، ولا يقلون في الخبرة والكفاءة عن الأطباء في الخارج ولا تقل المراكز المتخصصة في الكويت عن مثيلاتها في أوروبا»، موضحاً أن «مرحلة التجهيز والتنشيط تستغرق من أسبوعين لثلاثة، أما عملية السحب فتختلف في الوقت بحسب خبرة الطبيب وعدد البويضات وعوامل عدة، وفي الغالب تستغرق من نصف ساعة إلى ساعة».
وأضاف أن «العمل الطبي حالياً قائم على فريق عمل ولا يعتمد على طبيب واحد، فليس بالضرورة أن يقوم نفس الطبيب بعمل كل الخطوات والمراحل، فقد يقوم طبيب بمرحلة الاعداد والتنشيط ومتابعة التبويض، و طبيب متخصص آخر يقوم بعملية سحب البويضات، وطبيب ثالث يقوم بفحص البويضات والتجميد».

نسبة الخطر قليلة
بدورها، قالت أخصائية الصحة الإنجابية في مستوصف الياسمين الطبي الدكتورة مي كامل لـ«الراي» إن «تجميد البويضات ليس منتشراً بكثرة في الدول العربية وإن كان موجوداً في بعض مراكز الحقن المجهري»، لافتة في الوقت نفسه إلى أنه «منتشر بشكل كبير جداً في الخارج».
وعن الأسباب التي تدفع المرأة للإقدام على هذه العملية، أجابت بالقول: «نظراً لوجود بعض الأمراض الوراثية وتأخر سن الزواج أو لتأخير وقت الانجاب بسبب ظروف معينة خاصة بالسيدة وأسرتها وطبيعة عملها والفئة العمرية، تقدم بعض النساء على القيام بهذه العملية».
وبيّنت أن «أكثر المقبلات على إجراء هذه العملية هن من الشريحة العمرية التي تجاوزت الـ30 عاماً، وغالباً ما يكن متأخرات في الزواج أو يردن تأجيل الإنجاب»، مؤكدة أن «هذه العملية بسيطة ونسبة الخطر بها قليلة، وتتم من خلال عمل تنشيط باستخدام بعض الأدوية بحسب استجابة المريضة، ثم سحب البويضات عن طريق المهبل أو البطن بإبرة دقيقة تحت التخدير».
وعن الوقت المستغرق، قالت «تستغرق العملية من 10 إلى 20 دقيقة ويتم حفظ البويضات في نيتروجين سائل لعشرات السنوات»، موضحة أن «من بين المضاعفات المحتملة حدوث عدوى أثناء السحب أو أن ينتج عن فرط التنشيط تضخم بحجم المبايض وتجمع سوائل بالبطن».

تأجير الأرحام
وعن المحاذير الشرعية، قالت إن «من بينها بيع البويضات المجمدة لسيدات عقيمات بالفعل أو استخدام نظام الأم البديلة مما يسمى بتأجير الأرحام، وهذا غير منتشر في الدول الاسلامية لكن موجود بالخارج ويؤدي لخلط الأنساب وهذا محرم شرعاً».
وفي ما يتعلق بتكلفة العملية، بيّنت كامل أن «التكلفة تقارب نحو 5 آلاف دينار»، مشيرة إلى أن «نسبة نجاح فك تجميد البويضات تكون أكثر من 75 في المئة، في حين أن نجاح تخصيب البويضات والحمل تكون نسبته من 20 إلى 25 في المئة».

ماذا يحدث للبويضة عند فك تجميدها؟

يتم التأكد من جودة البويضة وتبدأ عملية حقنها بواسطة حيوان منوي عن طريق طبيب متخصص عبر ميكروسكوب خاص بعد التأكد أيضاً من جودة الحيوان المنوي.
وبعد تلك الخطوة، يتم وضع الجنين في حضانات خاصة لفترة تتراوح من ثلاثة إلى خمسة أيام، وبعدها يتم إرجاع الجنين للرحم من خلال عملية حقن مجهري عادية وتتم بعدها عملية المتابعة العادية.

مَنْ تُقدِم على تجميد بويضاتها؟

1 - من يعانين من أمراض وراثية أو أمراض في الدم من شأنها التأثير على عدد وجودة البويضات، أو تسبب العقم.
2 - المصابات بالسرطان اللواتي يخضعن للعلاج الكيماوي.
3 - الرافضات لعملية تجميد الأجنة (أي تجميد بويضات مخصبة بحيوان منوي) لأسباب عقائدية أو أخلاقية.
4 - المتحولون جنسياً من إناث إلى ذكور، بحيث يصبح بمقدورهم الإنجاب لاحقاً.
5 - اللواتي يخشين التقدم في السن وتراجع فرصهن في حدوث حمل طبيعي.

النجدي: التجميد ممنوع إلا في أضيق الحدود

قال رئيس اللجنة العلمية بجمعية إحياء التراث الإسلامي الداعية الدكتورمحمد حمود النجدي لـ«الراي»، إن «هذه العملية (تجميد البويضات) مع تكلفتها المادية المرتفعة فيها مخاطر حدوث اختلاط العينات المحفوظة أو استبدالها عمداً أو إهمالاً، وهذا يؤدي إلى اختلاط الأنساب، وربما بعض الأطباء الذي لا يرقبون الله، إذا رأوا حرص المرأة على الإنجاب، دعاهم ذلك إلى التلاعب والتبديل ليحصل مراد المرأة من الحمل، ويحصل لهم مرادهم من المال والشهرة، ولهذه العلة منع العلماء الاحتفاظ بالبويضات إلا في أضيق الحدود والضرورة». 

«إفتاء مصر»: العملية جائزة بـ 4 شروط

أفتت دار الإفتاء المصرية بأن «العملية تعتبر جائزة ولا محاذير شرعية قد تعرقلها، فهي تعتبر من التطورات العلمية الجديدة في مجال الإنجاب الاصطناعي، مما يتيح للزوجين في ما بعد أن يكررا عملية الإخصاب عند الحاجة، وذلك من دون إعادة عملية تحفيز المبيض لإنتاج بويضات أخرى».
واشترطت دار الإفتاء جواز إتمام العملية بأن تُجرى وفق 4 ضوابط، هي:
1 - أن تتم عملية التخصيب بين زوجين وأن يتم استخراج البويضة واستدخالها بعد التخصيب في المرأة أثناء قيام علاقة الزوجية بينها وبين صاحب الحيوان المنوي ولا يجوز ذلك بعد انفصام عرى الزوجية.
2 - أن تحفظ اللقاحات المخصبة بشكل آمن تماماً تحت رقابة مشددة، بما يمنع ويحول دون اختلاطها عمداً أو سهواً بغيرها من اللقائح المحفوظة.
3 - ألا يتم وضع البويضات في رَحِمٍ أجنبيةٍ غير رحم صاحبة البويضة الملقحة لا تبرعاً ولا بمعاوضة.
4 - ألا يكون لعملية تجميد البويضة آثار جانبية سلبية على الجنين نتيجة تأثر اللقائح بالعوامل المختلفة التي قد تتعرض لها في حال الحفظ، كحدوث التشوهات الخِلقية، أو التأخر العقلي في ما بعد.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي