جاسم محلل سياسي من دولة...
في أي لقاء تلفزيوني أو اذاعي - بعد أن يعرّفه المذيع للجمهور - يتم توجيه السؤال له...
إجابة جاسم هي الدفاع عن دولته... يحلل أي موضوع على أنه مؤامرة على دولته، ويعطي انطباعاً لغالبية المستمعين والمشاهدين أنه حضّر لهذا اللقاء من أجل الدفاع عن دولته وليس للتحليل السياسي... يحاول المذيع أن يعيده إلى صوابه ويطلب منه تحليل محور الحلقة... لكنه يستمر في الدفاع عن دولته وعن حزبه ومذهبه... وفي الختام، يذّكر الجميع بأنه محلّل سياسي... أو «مخلّل» سياسي.
عماد... عرّفه المذيع على أنه يحمل دكتوراه في الاقتصاد... وأنه محلّل اقتصادي... قبل أن يبادره المذيع بالسؤال يبدأ في الدفاع عن دولته... وكيف أنها متطورة اقتصادياً وأن قيادتها ذات حنكة اقتصادية فذة، وكيف أن الجميع بلا استثناء يثني على الوضع الاقتصادي في دولته... يذكّره المذيع بالضرائب الباهظة التي كسرت ظهر المواطنين في دولته... يتجاهل السؤال ويكمل كلامه عن انجازات القيادة في دولته وحكمتها... يقاطعه المذيع مذكراً إياه بالأزمة الاقتصادية التي تطحن بلده بسبب تهورها السياسي... لكنه يُكمل كلامه عن قوة بلده وحكمة قيادتها... عماد يعتبر أفضل «مخلّل» اقتصادي بالفلفل.
عثمان محلل عسكري... يقدمه المذيع على أنه عسكري متقاعد ومحاضر في معهد الدراسات العسكرية ومحلّل عسكري... يتكلم قبل أن يسأل كعادته... يبدأ تحليله العسكري بالدفاع عن حزبه ومذهبه والأهم محاربة كل من يعارض أو يبدي أي رأي مخالف لحزبه... يصعب اسكاته وهو يشرح للجميع كيف أن حزبه قادر على هزيمة العدو... بفضل ما يمتلك من أسلحة أعلن عنها وأسلحة كثيرة لم يعلن عنها... والتي لم يعلن عنها هي أسلحة ذات دقة إصابة عالية وقوة تدميرية هائلة!
إنه لا يحلّل... إنما يدافع عن حزبه... عثمان يعتبر «مخلّلاً» عسكرياً.
سلطان محلل رياضي... في أي لقاء... يتكلم - بكل صراحة - عن عيوب المدرب واللاعبين ويذكّر المذيع بعيوبه ويعتب على الجمهور بسبب قلة الحضور... ذات يوم سأله أحدهم لماذا هذا الهجوم وأنت محلل رياضي؟... ضحك وقال: لأن المحلل الرياضي هو الوحيد الذي من حقه قول الحقيقة عن بلده، من دون أي خوف على حياته!