جنة الحب



| بقلم: عبدالله سليمان العتيق |
جنة الحب، هي تلك الحالة التي يصل اليها المحب فيجد فيها نعيم الحب، ويتذوق لذته وحلاوته، ويشعر فيها بأمان واطمئنان، وراحة قل ان يجدها في حياته، تلك الجنة لا تكون إلا من رضا يغمر قلب المحب تجاه محبوبه، فلا يراه إلا كمالا تماما، جمالا حسنا، خيرا ونفعا، برا وثمرا، فليس له عين على خلل، ولا نظر إلى زلل، ولا ارتقاب لخطل، فعين المحب لا ترى سوى المحب في اكمل حالاته، فـ«المحبوب في رحمة».
كل محب ترنو نفسه لتلك الجنة، ويشتاق اليها، وكم من محب عاشها زمنا دون ان يدري فذهبت نفسه حسرات على عدم استلذاذ بتلك اللحظات، جنة الحب حالة شعورية تنتاب المحب مع حبيبه فيجد برد القلب عند ذكره، ويجد ابتسامة تعلو مبسمه، ويجد انفتاحا لاسارير وجهه، لان الحبيب مر له ذكر، ولو كان بعيد الدار، او صعب المنال، فإن الارواح المتآلفة لا تجري عليها قوانين الزمان والمكان، فتتواصل متى شاءت، وكيف شاءت، واين شاءت.
يتعب المحب في الوصول إلى جنة الحب، الى حب خالص صادق طاهر وفي، وفي حب ممحص من كل شائبة، إلى حب نقي من كل كدر، إلى حب ليس إلا الحب لا شيء غيره، وعند وصوله إلى الحب يتلاشى ما عاشه من تعب المسير، وينسى هم الطريق، فلا يكون إلا فانيا عن غير حبيبه مبقيا نفسه في حبيبه.
تلك الجنة، مطمح انظار قلوب المحبين، وقبلة ارواحهم، يهفون اليها طاوين بطن الروح عن غير طعام الحبيب، غاضين البصر عن الكل، حيث كان الحبيب كلا جامعا، حيث تكمن السعادة هناك، وليس إلا هناك.
الجنة دار، وللجنة عتبات يرتقي عليها ليقف على باب جنة الحب ليدخلها قاطنا ساكنا آمنا، والعتبات متعبات للمحب السائر إلى جنة الحب، ومختلفة انواعها، فزرع وبستان هي تلك العتبات حالا واثرا، وقد تكون جحيما ونارا حالا واثرا، وكل من ناب المحب عن حبيبه فهو عتبة، فحسرة القلب عتبة، ودمعة العين عتبة، وقلق النفس عتبة، وكدورة الخاطر عتبة، لانها مراحل ارتقاء، ومدارج معارج، ولا نظر في سوء البدء اذا حُسن الختام فطوبى لوالج جنة الحب.
ربما كانت تلك العتبات حبا مر على المحب، وظنه الحب الباقي، الدائم، الوافي، فيعيشه زمنا، يتذوق طعمه وحلاوته، ويبصر مستقبله، ولكنه ما ان تبدأ له لوائح المنائح في وصول الجنة حتى يصاب بجوانح الحال فيكون سرابا محسوبا جنة، وما كان سرابا ضاع منه إلا لكونه ليس صدقا عند احد المحبين، حيث ربما كان ادهما زاعما الحب فأهمله، وصد المحب الاخر، والسبق لمن صدق، وصدود الحب قتل لا مرض، وطلب المفرط في الحب الصادق العود هباء، ودمع الدم أليق عند بكاء الفراق، فلو كان صدقا حبه لما ضيعه، ومن لم يضيع لم يلم، والوزر على الجاني، وربما تكرر الحب هذا، ولكنه حب صوري، والصور لا بقاء لها، تلك عتبة يرتقي عليها المحب ليقطع شيئا من مسيرة الوصول إلى جنة الحب.
وقد تكون العتبات عوائق في الوصول، ولكن الجد في السير مبلغ السائر، واذ لم يصل الجسد فاكتفاء بوصول الروح، والحب روحي ونعيمه الاساس روحي، والجسد لا ينعم بلا روح، وما لم يكن اليوم كان في قابل الأزمنة، ولا زمان على حب المحب في نعيم جنتهم.
والعتبات، منها لوم وعتاب، ولوم المحبين رحيق جنة، وعتابهم تغاريد بلابل جنتهم، فما كان من المحب مؤلماً في ظاهر شكله فهو ممتع، فما أجمل لفظاً جرى فيه لسان المحب.
جنة الحب، فيها ما لا عين تستطيع رؤيته لجمالها الساحر الباهر، وما لا اذن تستطيع سماعه لهمس وخفت، وما لا قلب خطر فيه شيء لروعة وبهاء ونقاء، لأن ذا كله شأن روح المحبين، و(الروح من امر ربي)، فآه على جنة تفيأ ظلها محب، ونعم فيها مشتاق، وتاه فيها عاشق، فطفق يخصف من ورقها رغدا حيث شاء، وادبر واقبل عليه ولدان الجنة بالاشواق وترانيم المحبوب، وتم نعيم الجنة طلة من المحبوب، وروحا او صورة، تبعث في الوجه اسارير الفرح، وبهجة الطرب، وبسمة المحب، ودمعة المشتاق، ساعتئذ تتداخل التعبيرات عن وجد القلب وطرب الروح، فتتوه عبارات الشوق، وتضيع الفاظ الكلام، وتختلط دموع في خدود، والعجز عن التعبير تعبير، وقد يغدو الصمت تعبيرا، فـ«الصمت في محراب الجمال جمال»، ويكون موت الروح في محشر حضور المحبوب، ويوم الجنائز المشهود مصدوق.
تلك لحظات النعيم في جنة الحب، حيث يعيش الفم متذوقا حلاوة الحبيب.، والاذن طربة بصوت اهازيج الترحيب بالقدوم، والعين علاها كحل النظر، والنظر لغير النعيم حرام، والانف يشتم شذى ومسكا، واليد تلامس نعومة ولينا ورقة، والروح في طوبى فردوس الحبيب غادية رائحة، وجنة الحب نعيم وبرد ودوام.
وحيث الروح حبيسة جسد، وللروح اثر يظهر، فلربما وجد الجسد اثر نعيم جنة الحب، واذ غلبت الروح حكمت الجسد، سر (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا).
ذاك العائش في جنة الحب تلك، لا تعدو حالاته في اختلاف عن محبوبه، فلكأنهما يعلمان بعضهما حيث توافقهما حدوا بحدو في كثير مما يمارسانه، وعلم احدهما بالآخر معدوم، فلربما توافقا في رأي وخاطر، وذوق ونظر، وذاك في تمازج الروحين، وتداخل النفسين حتى غدتا واحدا لا تثنية لهما، فصارتا، بعد جنة الحب، روحاً في جسدين ونبضاً في قلبين، وبقدر الحب، قوة وضعفا، يكونان، وساكن الجنة اقرب.
جنة الحب، ثمينة غالية، لا توهب إلا لصادق الطلب، جاد الحب، جاهز البذل، كريم العطاء، نقي القصد، حسن الحال، عفيف المراد، طاهر الثوب، ومن سوى ذا فليس إلا اذى، فـ«ذاك عشك فادرجي» و«في الصيف ضيعت اللبن».
جنة الحب، دائمة الفتح للباب، فالحب لا يرد واردا، والجنة فيحاء غناء، وليس البقاء فيها إلا لمن كان اهلا، فالأهل اهل، والفرص اشارات تلوح، ومن غدا للفرصة مهملا اوصد دونه باب الجنة.
جنة الحب، سدرة منتهاها وصال دون قطع، ودوام دون زوال، ولقاء دون بعد، وحضور دون غياب، وأنس دون عبوس، وفرح دون ترح، وسعادة دون شقاء، وارتقاء دون هبوط، وعلو دون نزول، وجمال دون قبح، وحسن دون سوء، وكمال دون نقص، وارتباط دون انفصال، فتلك فردوس جنة الحب، وطوبى الجنة شجرة نامية سامية باسقة بارقة. فنعمى لذائق نعيم جنة الحب، فليكن منه تعبير، ولا تعبير لعبير الجنان في الجان.
جنة الحب، هي تلك الحالة التي يصل اليها المحب فيجد فيها نعيم الحب، ويتذوق لذته وحلاوته، ويشعر فيها بأمان واطمئنان، وراحة قل ان يجدها في حياته، تلك الجنة لا تكون إلا من رضا يغمر قلب المحب تجاه محبوبه، فلا يراه إلا كمالا تماما، جمالا حسنا، خيرا ونفعا، برا وثمرا، فليس له عين على خلل، ولا نظر إلى زلل، ولا ارتقاب لخطل، فعين المحب لا ترى سوى المحب في اكمل حالاته، فـ«المحبوب في رحمة».
كل محب ترنو نفسه لتلك الجنة، ويشتاق اليها، وكم من محب عاشها زمنا دون ان يدري فذهبت نفسه حسرات على عدم استلذاذ بتلك اللحظات، جنة الحب حالة شعورية تنتاب المحب مع حبيبه فيجد برد القلب عند ذكره، ويجد ابتسامة تعلو مبسمه، ويجد انفتاحا لاسارير وجهه، لان الحبيب مر له ذكر، ولو كان بعيد الدار، او صعب المنال، فإن الارواح المتآلفة لا تجري عليها قوانين الزمان والمكان، فتتواصل متى شاءت، وكيف شاءت، واين شاءت.
يتعب المحب في الوصول إلى جنة الحب، الى حب خالص صادق طاهر وفي، وفي حب ممحص من كل شائبة، إلى حب نقي من كل كدر، إلى حب ليس إلا الحب لا شيء غيره، وعند وصوله إلى الحب يتلاشى ما عاشه من تعب المسير، وينسى هم الطريق، فلا يكون إلا فانيا عن غير حبيبه مبقيا نفسه في حبيبه.
تلك الجنة، مطمح انظار قلوب المحبين، وقبلة ارواحهم، يهفون اليها طاوين بطن الروح عن غير طعام الحبيب، غاضين البصر عن الكل، حيث كان الحبيب كلا جامعا، حيث تكمن السعادة هناك، وليس إلا هناك.
الجنة دار، وللجنة عتبات يرتقي عليها ليقف على باب جنة الحب ليدخلها قاطنا ساكنا آمنا، والعتبات متعبات للمحب السائر إلى جنة الحب، ومختلفة انواعها، فزرع وبستان هي تلك العتبات حالا واثرا، وقد تكون جحيما ونارا حالا واثرا، وكل من ناب المحب عن حبيبه فهو عتبة، فحسرة القلب عتبة، ودمعة العين عتبة، وقلق النفس عتبة، وكدورة الخاطر عتبة، لانها مراحل ارتقاء، ومدارج معارج، ولا نظر في سوء البدء اذا حُسن الختام فطوبى لوالج جنة الحب.
ربما كانت تلك العتبات حبا مر على المحب، وظنه الحب الباقي، الدائم، الوافي، فيعيشه زمنا، يتذوق طعمه وحلاوته، ويبصر مستقبله، ولكنه ما ان تبدأ له لوائح المنائح في وصول الجنة حتى يصاب بجوانح الحال فيكون سرابا محسوبا جنة، وما كان سرابا ضاع منه إلا لكونه ليس صدقا عند احد المحبين، حيث ربما كان ادهما زاعما الحب فأهمله، وصد المحب الاخر، والسبق لمن صدق، وصدود الحب قتل لا مرض، وطلب المفرط في الحب الصادق العود هباء، ودمع الدم أليق عند بكاء الفراق، فلو كان صدقا حبه لما ضيعه، ومن لم يضيع لم يلم، والوزر على الجاني، وربما تكرر الحب هذا، ولكنه حب صوري، والصور لا بقاء لها، تلك عتبة يرتقي عليها المحب ليقطع شيئا من مسيرة الوصول إلى جنة الحب.
وقد تكون العتبات عوائق في الوصول، ولكن الجد في السير مبلغ السائر، واذ لم يصل الجسد فاكتفاء بوصول الروح، والحب روحي ونعيمه الاساس روحي، والجسد لا ينعم بلا روح، وما لم يكن اليوم كان في قابل الأزمنة، ولا زمان على حب المحب في نعيم جنتهم.
والعتبات، منها لوم وعتاب، ولوم المحبين رحيق جنة، وعتابهم تغاريد بلابل جنتهم، فما كان من المحب مؤلماً في ظاهر شكله فهو ممتع، فما أجمل لفظاً جرى فيه لسان المحب.
جنة الحب، فيها ما لا عين تستطيع رؤيته لجمالها الساحر الباهر، وما لا اذن تستطيع سماعه لهمس وخفت، وما لا قلب خطر فيه شيء لروعة وبهاء ونقاء، لأن ذا كله شأن روح المحبين، و(الروح من امر ربي)، فآه على جنة تفيأ ظلها محب، ونعم فيها مشتاق، وتاه فيها عاشق، فطفق يخصف من ورقها رغدا حيث شاء، وادبر واقبل عليه ولدان الجنة بالاشواق وترانيم المحبوب، وتم نعيم الجنة طلة من المحبوب، وروحا او صورة، تبعث في الوجه اسارير الفرح، وبهجة الطرب، وبسمة المحب، ودمعة المشتاق، ساعتئذ تتداخل التعبيرات عن وجد القلب وطرب الروح، فتتوه عبارات الشوق، وتضيع الفاظ الكلام، وتختلط دموع في خدود، والعجز عن التعبير تعبير، وقد يغدو الصمت تعبيرا، فـ«الصمت في محراب الجمال جمال»، ويكون موت الروح في محشر حضور المحبوب، ويوم الجنائز المشهود مصدوق.
تلك لحظات النعيم في جنة الحب، حيث يعيش الفم متذوقا حلاوة الحبيب.، والاذن طربة بصوت اهازيج الترحيب بالقدوم، والعين علاها كحل النظر، والنظر لغير النعيم حرام، والانف يشتم شذى ومسكا، واليد تلامس نعومة ولينا ورقة، والروح في طوبى فردوس الحبيب غادية رائحة، وجنة الحب نعيم وبرد ودوام.
وحيث الروح حبيسة جسد، وللروح اثر يظهر، فلربما وجد الجسد اثر نعيم جنة الحب، واذ غلبت الروح حكمت الجسد، سر (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا).
ذاك العائش في جنة الحب تلك، لا تعدو حالاته في اختلاف عن محبوبه، فلكأنهما يعلمان بعضهما حيث توافقهما حدوا بحدو في كثير مما يمارسانه، وعلم احدهما بالآخر معدوم، فلربما توافقا في رأي وخاطر، وذوق ونظر، وذاك في تمازج الروحين، وتداخل النفسين حتى غدتا واحدا لا تثنية لهما، فصارتا، بعد جنة الحب، روحاً في جسدين ونبضاً في قلبين، وبقدر الحب، قوة وضعفا، يكونان، وساكن الجنة اقرب.
جنة الحب، ثمينة غالية، لا توهب إلا لصادق الطلب، جاد الحب، جاهز البذل، كريم العطاء، نقي القصد، حسن الحال، عفيف المراد، طاهر الثوب، ومن سوى ذا فليس إلا اذى، فـ«ذاك عشك فادرجي» و«في الصيف ضيعت اللبن».
جنة الحب، دائمة الفتح للباب، فالحب لا يرد واردا، والجنة فيحاء غناء، وليس البقاء فيها إلا لمن كان اهلا، فالأهل اهل، والفرص اشارات تلوح، ومن غدا للفرصة مهملا اوصد دونه باب الجنة.
جنة الحب، سدرة منتهاها وصال دون قطع، ودوام دون زوال، ولقاء دون بعد، وحضور دون غياب، وأنس دون عبوس، وفرح دون ترح، وسعادة دون شقاء، وارتقاء دون هبوط، وعلو دون نزول، وجمال دون قبح، وحسن دون سوء، وكمال دون نقص، وارتباط دون انفصال، فتلك فردوس جنة الحب، وطوبى الجنة شجرة نامية سامية باسقة بارقة. فنعمى لذائق نعيم جنة الحب، فليكن منه تعبير، ولا تعبير لعبير الجنان في الجان.