أصبوحة

الرعاية الصحية القاتلة

تصغير
تكبير

على وزارة الصحة أن تنتبه أكثر إلى الأدوية التي تصرف في المستوصفات، الخاصة بأمراض السكر وغيرها التي يصرفها الطبيب العام لكبار السن من المرضى، فهناك أدوية مثل «فورسيغا» forxiga، الذي يخفض نسبة السكر في الدم، لكن له في المقابل مضاعفات خطيرة، حيث إن هذا الدواء يعمل عن طريق الكلى، فيسحب السكر والصوديوم من الدم، ويخرجهما عن طريق البول وهذا من شأنه أن يرفع أنزيمات الكلى «الكرياتينين»، وبالنهاية قد يتلف الكلى ويسبب الفشل الكلوي.
بل في مثل هذه الحالات، يجب على وزارة الصحة التدقيق على شهادات الأطباء العاملين مع المرضى المراجعين، والتأكد من كفاءتهم وقدرتهم الشخصية، على التعامل مع المواطنين خصوصاً كبار السن، فالدولة قد أولت هذه الفئة الكثير من الرعاية والعناية، منذ ما قبل الاستقلال، وهي تستحق مثل هذا الاهتمام، بعدما قدموه للوطن طيلة حياتهم.
إن الأخطاء الطبية وصرف أدوية تسبب مضاعفات سلبية، هي من الأمور القاتلة، ولا تحدث مثل هذه الأمور في الدول المتحضرة، خصوصاً تلك التي آلت على نفسها مهمة الرعاية الاجتماعية والصحية، علماً بأن هذه الحقوق قد نص عليها دستور البلاد.
فلا يجب أن يكون هناك أدنى إهمال أو تساهل في موضوع الرعاية الصحية، خصوصاً للرعيل الأول عرفاناً بدورهم وتاريخهم، لقد أودت الأخطاء الطبية بحياة مرضى عدة، وهذه الأخطاء عائدة لقلة كفاءة بعض الأطباء الوافدين، بينما نجد أن كفاءة الأطباء الكويتيين، قد حصدت اعترافاً وتقديراً دولياً، وهذا لا يعني عدم التدقيق والمتابعة للأطباء بغض النظر عن جنسياتهم.
وأنا لا أضع اللوم على قلة كفاءة الأطباء ونقص الدواء فقط، بل إن بعض جمهور المراجعين، يعتدون بشكل متكرر على الأطباء والطواقم الطبية، ويجب أن يرتدعوا بالقانون وبشدة، وأيضاً لا يختلف اثنان، على أن المستشفيات والمستوصفات الحكومية، متهالكة ومكتظة ومظهرها لا يدل على أننا في دولة غنية، بل نستطيع أن نقول إنها مخجلة، بعد أن كان أبناء الخليج يأتون لتلقي أفضل العلاج في المنطقة، وهذا ينطبق على بعض الأخوة العرب.
والإهمال يطول طاقم التمريض أيضاً، والخدمات والمعاملة السيئة، التي يلقاها بعض المواطنين من بعضهم، بل ان بعض الممرضات بمن فيهن بعض الكويتيات، يخطأن حتى بطريقة سحب الدم، دليلان تدريبهن غير الكاف أو غير الكفؤ.
وعندما بدأ المواطنون يلجأون إلى المستشفيات الخاصة، بعد أن قـدمت الحكومة برنامج التأمين «عافية»، وجدوا أن الشركة لا تغطي كل الخدمات والعلاجات والأدوية، كما وجدوا استغلالاً وتحايلاً من بعض الأطباء، ليستفيدوا مما تقدمه الـشركة من أموال.
نحن نحلم بعودة الدولة المدنية، دولة الرعاية الاجتماعية والصحية، حينما كنا نفخر بالرعاية الصحية المتطورة، وحين كان المواطن يفضل العلاج في الكويت، لسمعتها المرموقة في تقديم أفضل الإمكانيات في الوطن العربي.


osbohatw@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي