الفرقة العراقية قدمت الأوبريت في ثالث أيام مهرجان الموسيقى الدولي 22

«أولاد العم»... صوّرت متانة العلاقة بين الكويت والعراق

تصغير
تكبير

روح المحبة والإخاء بين الكويت والعراق تلخصت على المسرح.
فقد قدمت الفرقة العراقية أوبريت «أولاد العم»، على خشبة مسرح «عبدالحسين عبدالرضا» في ثالث أيام فعاليات مهرجان الموسيقى الدولي بدورته الثانية والعشرين، متناولة العلاقات الوطيدة والمتينة بين الشعبين الكويتي والعراقي من خلال لوحات درامية وغنائية استعراضية.
حضر الأوبريت كل من أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة كامل العبدالجليل والأمين العام المساعد لقطاع الفنون بالمجلس الدكتور بدر الدويش، إلى جانب نائب السفير العراقي محمد رضا الحسيني وحشد من الجمهور.


الأمسية التي قدمتها المذيعة الجازي الجاسر، بدأت بكلمة ترحيبية منها، ثم قدمت نبذة عن هوية الأوبريت، لتنطلق بعدها الأحداث بالتوالي فوق خشبة المسرح طوال 40 دقيقة من الوقت جسد فيها الممثلون المشاركون في الأوبريت، وكذلك الاستعراضيون، روح الألفة والمحبة بين الكويت والعراق من خلال لوحات متنوعة ذات إيقاع سريع وطرح مباشر.
وهنا يمكن القول إن أوبريت «أولاد العم»، والتي صُنِعت خصيصاً لهذا المهرجان، هي حكاية نعيشها في كل عصر، حكاية الوحدة والتكاتف والمبادئ وعدم المساومة عليها، إذ دارت أحداثها حول رجل كبير له أولاد وأحفاد يمتلك بيتاً كبيراً داخل بستان، أوصاهم بعد وفاته بأن يعيشوا إخوة وألا يفترقوا رغم كل المغريات. لكن بعد وفاته، يتدخل الأشرار، ويحاولون أن يفرقوا وحدتهم ويقسمون الأرض، فاستعملوا مع الأبناء سياسة الترغيب والترهيب، قاوموا لكن المغريات كانت أكبر، بعضهم استسلم وبعضهم قاوم. اشتد الصراع بين صوت الخير وصوت الشر، وبعد صراع مرير اضطر الأبناء إلى أن يستنجدوا بأولاد عمتهم وأعمامهم الذين يسكنون بالقرب منهم، عن طريق ابنة الشيخ التي تربطها قصة حب منذ الطفولة مع قريبها الكويتي، لكنهما بسبب خلافات افترقا ولم يتزوجا، مع ذلك بقيا متواصلين، وعندما اشتدت الأزمة استنجدت الفتاة بأبناء عمتها، فهبوا لمد يد العون لأن صلة الدم والرحم كانت أقوى من كل الخلافات، وفي النهاية انتصر صوت الخير واندحر صوت الشر.
على هامش الأوبريت، صرّح مخرج العرض وأحد ممثليه الدكتور طالب هاشم، فقال: «اخترت هذا النص كي يلائم الأجواء الجميلة والعلاقات الوطيدة والمتينة بين الشعب، إذ نرتبط مع إخوتنا وأشقائنا الكويتيين بعلاقات وطيدة، ومن خلال هذه الأوبريت حرصنا على تناول الجوانب الإيجابية والإنسانية ونبذ الشر والعنف، كما حرصنا على أن يكون التمثيل واللوحات والأغاني كلها مناسبة لهذه الأجواء. أما اسم الأوبريت، فقد جاء من الروابط الأسرية التي تجمع الشعبين الكويتي والعراقي، وهذا أمر لا يمكننا أن ننكره أو نتجاهله بتاتاً، لذلك حرصنا على تجسيد هذه العلاقة الحميمية من خلال الأوبريت».
أما العبدالجليل، فقال: «يحرص المجلس الوطني دائماً على التواصل والتلاقي وعلى الثقافة والفنون والآداب مع الدول العربية الشقيقة، ومع جميع الدول التي لديها علاقات ثقافية مع دولة الكويت. وبمناسبة انعقاد المهرجان الحالي قدم المسرح العراقي من خلال مجموعة من الشباب الواعد المتميز أوبريت (أولاد العم) الذي يحمل الكثير من القيم الاجتماعية الحميدة التي ينادي بها كل إنسان، وهي التعايش بسلام والتقارب والتآلف بين الناس وكيف يستطيع الخير أن يقتل الشر ويكسره، وكيف نستطيع أن نعزز العلاقات العربية بين الشعوب، ونلتقي على الحب والمودة وعلى الإخاء والبناء، وهذه الرؤية التي تنظر إليها دولة الكويت والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، خصوصاً في فتح آفاق التعاون والتلاقي والمحبة والعمل البناء بين دولة الكويت وجمهورية العراق».
وتابع: «لا شك أن الجيرة لها قيمة كبيرة في هذا الاعتبار كذلك النسب والدم والتاريخ والمصير المشترك، واستشراف المستقبل الثقافي بين البلدين يعزز ما قمنا به في هذا العمل لإتاحة الفرصة تقديم مادة فنية موسيقية قيمة للجمهور الكويتي، خصوصاً في هذا الوقت الذي يشهد تحسن وتطور وتعزيز العلاقات الطيبة مع أشقائنا في العراق».
بدوره، قال الدويش: «هذه الأوبريت إحدى المحطات المهمة في مهرجان الموسيقي الدولي بدورته الحالية، كونها تعد فكرة جميلة ومعبرة عن قضايا إنسانية، وهي قضية الصراع بين الخير والشر، وكذلك تآلف المجتمع على المحبة السلام والألفة والوحدة».
أما نائب السفير العراقي محمد رضا، فقال: «سعيد بمشاركتنا هذه من خلال الأوبريت، ونحن موعودون مع المجلس الوطني ببداية لمهرجانات وفعاليات أخرى نقيمها كي تعكس الفن والأدب العراقي هنا في الكويت. كذلك من الجانب الآخر، نستضيف بدورنا في العراق الأمسيات والفعاليات الكويتية كنوع من التبادل الثقافي والفني».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي