وزير بريطاني سيطلب في طهران «خفض حدة التوتر بصورة عاجلة»
إيران تهدّد باشتعال المنطقة في حال وقوع هجوم أميركي










هيئة الطيران الإماراتية تدعو لاتخاذ التدابير اللازمة
عواصم - وكالات - حذرت إيران، أمس، الولايات المتحدة من أن أي هجوم على أراضيها ستكون له عواقب مدمرة للمصالح الأميركية في المنطقة، بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب أنه ألغى في اللحظة الأخيرة ضربات انتقامية ضد الجمهورية الاسلامية.
كما أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، أنها استدعت أمس، القائم بالأعمال الإماراتي للاحتجاج على «وضع منشآت في تصرف قوات أجنبية لمهاجمة» إيران، وفق زعمها.
وقال العميد ابو الفضل شكارجي، الناطق باسم هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية في مقابلة مع «وكالة تسنيم للأنباء»، إن «إطلاق رصاصة واحدة باتجاه إيران سيشعل مصالح أميركا وحلفائها» في المنطقة.
وتابع أن «الوضع الإقليمي اليوم هو لصالح إيران». وأضاف: «إذا قام العدو خصوصاً الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة بخطأ إطلاق النار على البارود الذي تقف عليه الولايات المتحدة، فإن مصالحها ستشتعل».
وساهم اسقاط إيران، طائرة أميركية مسيرة الخميس في تأجيج حدة التوتر.
وتؤكد طهران أنها تملك «أدلة موثوقة» تثبت أن الطائرة المسيرة دخلت مجالها الجوي وبعثت برسالة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، للتنديد بعمل أميركي «استفزازي» و«خطير جدا».
لكن واشنطن نفت ذلك نفياً قاطعاً، مشددة على أن الطائرة أصيبت في المجال الجوي الدولي.
واذ اتهم طهران بـ«رفض انفتاح واشنطن الديبلوماسي»، أكد الموفد الخاص الأميركي لإيران براين هوك الجمعة، أن على طهران أن «ترد على الديبلوماسية بالمثل وليس بالقوة».
ورد الناطق باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي على «تويتر»، قائلاً: «الإيرانيون يردون على الديبلوماسية بالديبلوماسية وعلى الاحترام بالاحترام وعلى الحرب بدفاع شرس».
وتابع أن «الديبلوماسية» الأميركية مرادف «للإرهاب الاقتصادي والحرب» ولعدم احترام «الوعود» وقرارات مجلس الأمن.
وفي اتصال هاتفي طارئ الجمعة، أبلغ مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس عراقجي الولايات المتحدة رسالةً عبر سفير سويسرا التي تتولى رعاية المصالح الأميركية في إيران منذ عام 1980.
وقال عراقجي إن «الجمهورية الاسلامية لا تدعو إلى الحرب والاشتباك» في المنطقة، محذرا في الوقت نفسه من «أي خطوة غير مدروسة من جانب القوات الأميركية».
من جهتها، أعلنت لندن، أمس، أن وزير دولة في الخارجية البريطانية سيزور طهران اليوم، ليبحث مع مسؤولين إيرانيين كبار التوتر المتصاعد في الخليج.
وسيطلب وزير الدولة المكلف ملف الشرق الأوسط أندرو موريسون «خفض حدة التوتر بصورة عاجلة».
وأعلنت الخارجية البريطانية في بيان، أنه سيعرب أيضاً عن قلق لندن «حيال سلوك طهران في المنطقة وتهديدها بوقف التزام الاتفاق النووي الذي تبقى بريطانيا ملتزمة به كليا».
من ناحيته، بدا أن قائد القوة الجوفضائية في الحرس الثوري البريغادير جنرال أمير علي حاجي زادة، رد الجمعة على تصريحات الرئيس دونالد ترامب التي لمح فيها إلى ارتكاب «خطأ بشري» في الجانب الإيراني.
ونقلت «وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء» عن حاجي زادة: «هذا ردنا على انتهاك للمجال الجوي الإيراني وإذا تكرر ذلك فسيتكرر ردنا أيضا... من المحتمل أن هذا التعدي من الأميركيين نفذه جنرال أو بعض العناصر».
وبثّ التلفزيون الإيراني الجمعة، صوراً لما أعلن أنها «حطام» الطائرة المسيرة الأميركية.
وصرح الجنرال امير علي حاجي زاده للتلفزيون من قاعدة في طهران: «تولت القوات البحرية جمع القطع الطافية على المياه ونقلها كما ترون الى طهران»، فيما غرقت قطع اخرى.
وأعلن الحرس الثوري أنه تم تحذير الطائرة أربع مرات قبل إسقاطها. كما كشف أنه امتنع عن إسقاط طائرة محملة بالجنود الأميركيين كانت برفقة الطائرة المسيرة، بعد استجابتها لتحذيرات القوات الجوية الإيرانية.
وأصدرت هيئة الطيران المدني الإماراتية، أمس، توجيها إلى شركات الطيران المسجلة في الإمارات لتقييم «مناطق الطيران المتأثرة ووضع التدابير اللازمة لتفادي التشغيل في المناطق التي قد تعرض عمليات الطيران المدني للخطر» في ضوء الأحداث الأخيرة.
وأعلنت شركة «الاتحاد للطيران» الإماراتية عن تعليق جميع رحلاتها عبر مجال إيران الجوي وفوق مضيق هرمز وخليج عمان حتى إشعار آخر.
واتخذت بعض شركات الطيران العالمية الأخرى تدابير وقائية.
لكن «وكالة تسنيم للأنباء» ذكرت أن إيران، أكدت أمس، أن مجالها الجوي «آمن تماماً» أمام كل الطائرات.
وأعلنت المديرية العامة للطيران المدني في الهند في تغريدة أن كل شركات الطيران الهندية قررت وبالتشاور معها تفادي جزء من المجال الجوي الإيراني لضمان سلامة الرحلات الجوية والركاب.
وكانت إدارة الطيران الفيديرالية الأميركية حذرت من «احتمال حدوث سوء التقدير أو خطأ في التعريف» في المنطقة.وعلى صعيد الردود الدولية إزاء التوتر بين واشطن وطهران، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه متمسك للغاية بضرورة تفادي التصعيد في منطقة الخليج.
واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن أي عمل عسكري ضد إيران «سيكون كارثة على الشرق الأوسط، وسيؤجج العنف ويؤدي إلى تدفق محتمل للاجئين». وأكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ان على المجتمع الدولي أن يسعى للتوصل إلى حل سياسي لأزمة إيران.
خريطة ظريف ومسار الطائرة الأميركية
جنيف - رويترز - نشر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خريطة على «تويتر»، أمس، مزودة بإحداثيات مفصلة قال إنها تظهر الطائرة الأميركية المسيرة التي أسقطتها إيران يوم الخميس وهي تحلق فوق المياه الإقليمية للجمهورية الإسلامية.
وتعرض الخريطة أيضا مربعين صفراوين على مسار رحلة الطائرة يشيران، وفقا للخريطة، إلى تحذيرات لاسلكية إيرانية أرسلت لها.
وكتب ظريف: «لا مجال للشك بشأن موقع الطائرة عندما أسقطت».