حوار / «جلّ ما فعلته أنني كنت صادقة في أدائي... لأن الممثل يجب ألا يمثّل»

روان مهدي لـ «الراي»: ما قدمته في «ماذا لو» ليس جرأة... بل قصة مأسوية!

No Image
تصغير
تكبير

شخصية آلاء تشبهني جداً  في طريقة حبها واهتمامها  وخوفها ولحظات ضعفها

أختار الدور الذي يستفزني  وأشعر برغبة في أن أعيشه

هدفي كان انتقاء أدوار بسيطة إنسانية قريبة مني أصل بها  إلى مرحلة تلقائية

 

 

«لم أجد حلاً آخر سوى حلق شعري كاملاً (عالزيرو) بعدما سمعت صوت آلاء قادماً من داخلي يحرّضني على ذلك».
هكذا أوضحت الفنانة روان مهدي كيفية إقدامها على خطوة حلاقة شعرها في مسلسل «ماذا لو» الذي عرض في رمضان الماضي، والتي تعتبر نوعاً ما جريئة لدى الفتيات، مؤكدة في حوارها مع «الراي» أن النص لامسها كثيراً وكذلك القضية الإنسانية العميقة التي تطرق لها العمل، موضحة في الوقت ذاته أنها انسلخت عن حقيقتها عندما دارت الكاميرا مبحرة في شخصية آلاء.
مهدي رأت أن كل شيء قامت به في المسلسل كان له تبرير درامي وعلاقة مباشرة بالدور والمشاعر والمكان الذي تريد وصول المشهد إليه، وأنه كان وفق دراسة وحسّ، مضيفة أنها لم ترَ خطوطاً جريئة بل قصة ممتعة أرادت عيشها، موضحة أن شخصية آلاء بالنسبة إليها ليست جريئة بل مأسوية، ومن أجمل الأدوار التي قدمتها.

• كيف لمست أصداء شخصيتك في مسلسل «ماذا لو» الذي عُرض في رمضان الماضي؟
- الأصداء جميلة جداً ومُرضية بالنسبة إليّ. مضمون النص لامسني كثيراً، كذلك القضية الإنسانية العميقة التي تطرق لها. ولا أخفيك القول إنني كنت متخوفة ومترددة عندما تم إبلاغي باختياري لتقديم شخصية آلاء، وزاد ذلك تعقيداً عندما قرأت النص للمرة الأولى وعلمت أن شخصيتي يجب أن تنغمس وتعشق حتى النخاع شخصية محمود التي جسدها الفنان منذر رياحنة، والذي يمتلك تجربة شخصية لهذا المرض مع والده.
• هل قمت بتحضيرات معينة قبل التصوير؟
- طبعاً، خصوصاً أنني لا أمتلك تجربة سابقة عن المرض من قريب أو بعيد. لذلك، بحثت مع نفسي عن مرض السرطان لمدة شهرين ودرست الشخصية بأبعادها كافة.
إلى جانب ذلك، كانت هناك اجتماعات عديدة مع فريق العمل وتفكير عميق حول ما هو مقبل قبل بدء التصوير. لذلك، عندما دارت الكاميرا، أبحرت في شخصية آلاء وغُصت بها لدرجة لم أكن روان مهدي في حينها.
• كيف امتلكت الجرأة لقص شعرك «عالزيرو»؟
- لم يكن الأمر سهلاً بتاتاً كوني معتادة على شعري الطويل «ما في بنت ما تموت على شعرها»، لكن لم أجد حلاً آخر سوى حلقه «عالزيرو» بعدما سمعت صوت آلاء قادماً من داخلي يحرضني على ذلك. حينها، أمسكت ماكينة الحلاقة بيدي وفعلتها، ما جعل المشهد طبيعاً مئة في المائة وفعلياً «هسترت»، على الرغم أنني حاولت التحايل على نفسي وفشلت. وللعلم آخيراً فقط استطعت الخروج من شخصية آلاء وأصبحت عقلانية كسابق عهدي.
• هل ترين جرأة في شخصية آلاء التي قدمتيها؟
- آلاء كانت لها بصمتها الخاصة ولم تكن جريئة، كما لم أقدم شيئاً خارجاً عن المألوف أو أنه لم يسبق أن قُدم في الوطن العربي سابقاً. وللعلم، كل شيء قمت به كان له تبرير درامي وعلاقة مباشرة بالدور والمشاعر والمكان الذي أريد أن أوصل المشهد إليه «ما في شي سويته عشان أنا أبيه جذي»، لذلك كل ما قدمته كان وفق دراسة وحسّ.
• لكن لقيت الشخصية هجوماً وتم وصفها بالجريئة، لماذا باعتقادك؟
- فعلياً «ودي أفهم ليش أنفهم غلط». كل ما فعلته أنني كنت صادقة في أدائي لأن الممثل يجب ألا يمثّل، إذ لم أر خطوطاً جريئة، بل قصة ممتعة أردت أن أعيشها، وشخصية آلاء بالنسبة إليّ ليست جريئة بل مأسوية، ومن أجمل الأدوار التي قدمتها، فهي تشبهني جداً في طريقة حبها واهتمامها وخوفها ولحظات ضعفها، لكن تبقى لها ظروفها ومحيطها الخاص المختلف عني.
• إذاً أنت مقتنعة تماماً بما ظهر على الشاشة؟
- أقدّر وأحترم رأي وعادات وتقاليد الجميع، لكنني لم أفعل شيئاً إلا بموافقة فريق المسلسل كاملاً وباتفاق مسبق مع الفنان منذر والمخرج حسين دشتي. إلى جانب ذلك، لو وُجِدت الجرأة أو الخطأ في ما قدمته، لكان مصيرها الحذف من القائمين على قناة «أبوظبي» التي تبنت عرض المسلسل وأشكرهم على ذلك. لهذا، بما أنه عُرض كاملاً فأقر «ما سويت شي خطأ»، وهذا يدل على أنهم رأوا به شيئاً جميلاً ومهماً وصحيحاً.
• لكن هناك من الجمهور من عبّر عن استيائه... ألا يهمك رأيهم؟
- على يقين بأن الفنان من دون الجمهور «ولا شي»، لكن هناك من عارض الشخصية، وآخرون من الجمهور يعلمون ما الذي أريد تقديمه والوصول إليه ويقدّرون التعب الذي بذلته لتحقيق ذلك، وبيننا تواصل دائم وتعليقات إيجابية أثلجت صدري، ومنهم أناس سبق ومروا بتجربة المرض ذاتها أثنوا على ما قدمته.
• ما الهدف الذي أردت الوصول إليه في الموسم الدرامي الماضي؟
- كان هدفي أن أنتقي أدواراً بسيطة قريبة مني جداً، شخصيات إنسانية حتى أصل بها إلى مرحلة تلقائية من جديد، ولكي أطور أيضاً من نفسي كممثلة مستقبلاً للأدوار وأجعلها قريبة مني. وبما أنه حصل كل هذا الاستفزاز بإيجابياته وسلبياته، فذلك يعني أنني حققت ما أريد. وأساساً، عندما انتهيت من تصوير المسلسل كنت راضية عن نفسي وأعلم أنني وصلت لمرحلة جديدة مع نفسي، والأهم من ذلك كله عندي كممثلة هو أن أتطور وأختبر وأجرب وأستمتع، فالغرض الأساسي من العمل الفني هو الاستمتاع.
• هل توقعت هذه الأصداء الكبيرة على الشخصية؟
- لقد اشتغلت وبذلت جهداً كبيراً من أجل هذا النجاح، ودائماً الفنان عليه أن يفكر خارج الصندوق للإبداع، وفي هذه الشخصية صُدمت من نفسي لما قدمته من أداء وتعابير وتعايش حقيقي، إذ لم أكن روان المهدي، بل شخصية مختلفة من داخل القصة.
• يقال إن روان تتعمد اختيار الأدوار التي قد تثير الشارع، فما صحة ذلك؟
- أختار الدور الذي يستفزني شخصياً وأشعر برغبة في أن أعيشه، وأحياناً أخرى أختار أدواراً لا تشبهني بعيدة عن حقيقتي لأجرب كيف يشعر بها هذا الإنسان، وفي النهاية جميعنا نمتلك المطالب ذاتها مع اختلاف الدرجات.
• كانت لك إطلالة أخرى من خلال مسلسل «غرس الود»، حدثينا عنها؟
- منذ المرة الأولى التي قرأت بها النص وجدت فيه تلك الرومانسية والكلاسيكة، وأنني سأكون تلك الفتاة الصغيرة الرقيقة والحساسة التي تريد مساعدة الجميع، والتي تربطها علاقة قوية بوالدها القومي والوطني الذي يمتلك مبادئ راسخة. فعلاً كانت حدوتة جميلة أردت الدخول فيها، فاستمتعت بكل تفاصيلها حتى النهاية.
• على صعيد المسرح، شاركتِ أخيراً في مسرحية «واكاندا»... حدثينا عن التجربة؟
- بالنسبة إليّ، موسم المسرح من أجمل وأحلى المواسم في السنة لأنني ألتقي مع الجمهور وأجتمع مع زملائي الممثلين. كما أنني اعتبرها مرحلة راحة. وفي مسرحية «واكاندا»، من تأليف أحمد العوضي وإخراج بدر الشعيبي، اجتمعت مع مجموعة من أصدقائي الرائعين، وقدمنا كمّاً من العروض المسرحية فوق خشبة مسرح نادي السالمية التي نالت استحسان الجمهور.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي