محطة / افتتح معرضه في قاعة بوشهري للفنون / علي العوض يضع في خزفياته مشاعر تنبض بالحيوية

تصغير
تكبير
| كتب مدحت علام |
علاقة الفنان علي العوض مع مادة «الطين» تبدو شديدة الخصوصية، وحالة فنية، متواصلة مع الجمال في كل اشكاله... انه عشق يفضي إلى الدهشة، والالتقاء مع مضامين حسية، تتشابك مع الخيال والحقيقة معا.
و«الطين»... حينما يتحول إلى عمل خزفي بفعل «النار» لن يظل على حالته الطبيعية، بقدر ما سيتحول من خلال تشكيليات الفنان علي العوض، إلى قطع فنية ذات مزاج جمالي راق.
هكذا... اصبح الخزف عشق العوض ووسيلته الفنية، للوصول إلى حالات فنية راقية، وفي الوقت نفسه مدهشة، وان هذا العشق جعل من العوض في ما يشبه المريد الذي يتخذ من «الطين» المحروق في «نار» المحبة طريقا لمسيرته الفنية.
ومساء السبت الماضي افتتح الفنان علي العوض معرضه الشخصي، في قاعة بوشهري للفنون، عارضا فيه خلاصة فكره، وابتكاراته الخزفية الجديدة، تلك التي تناول فيها مواضيع انسانية غير مطروقة، بكل ما تحمله من مضامين تعبر عن حقيقة هذا الفنان الباحث عن الجمال في قطع الخزف.
وازدانت قاعة بوشهري باعمال العوض الخزفية، تلك التي بدت فيها الرؤى متحركة في اتجاهات عدة، وذلك بفضل ما كانت تشير اليه الاعمال من تأكيد فني على قيمة الجمال في تحويل قطع الطين إلى خزفيات، تتواصل فهيا الكشوفات عبر تداعيات مزدانة بالاحساس، وعمق التجربة.
وبفضل سعة افق العوض، فان اعماله الخزفية، جاءت متوافقة مع خياله، وذلك من خلال الالتقاء بفضاءات حسية تتحرك في اتجاهات عدة، ومن ثم فقد تبدى فيها الفعل الفني حاضرا، ومتفاعلا مع العديد من المضامين.
واستخلص العوض من رؤاه حزمة من الاحاسيس، حرص على ان تكون حاضرة على كتل خزفياته، لنشاهد تكوينات فنية مبتكرة، وذات جاذبية خاصة، وان هذه التكوينات، تضمنت الرمز بكل ما يحمله من تفاعلات مع الواقع باكبر قدر من التكثيف والايحاء.
وعلى أساس ما تقدم من حديث عن تجربة علي العوض في معرضه الأخير، فان الرؤى التي استخلصها الفنان من أعمال- يجب ان تكون ذات مدارات فنية متنوعة، وفي الوقت نفسه متحاورة مع وجدان المتلقي الباحث عن الجمال، عبر اعمال خزفية يسيطر على مواضيعها الرمزية، والالتقاء مع مستويات فنية حيوية.
ورغم ان الكويت حديثة العهد بالاعمال الخزفية، الا ان علي العوض يحاول ان يؤكد على اهمية هذا الفن، وذلك من خلال ورش عمل يقيمها بين الفنية والاخرى، بالاضافة إلى مشاركته الفاعلة محليا وعربيا في معارض، من خلال خزفياته.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي