عندما أريد أن أسمع أخبار العالم فإنني أستمع إلى الموجز من قناة، وآخر التفاصيل من قناة أخرى، لعلي أصل إلى الحقيقة، فالقنوات الإخبارية الخاصة تبث أخبارها بصورة تخدم مواقف وآراء مُلاَّكها، أما الحقيقة فهي في الدرجة الثانية، لأن أغلب العاملين في هذه القنوات غير مواطنين، وما يحرصون عليه هو الراتب واستمرار البث، وهذا ما أوصلنا إلى حالة من التشرذم والخصومة والدوران في فلك محاور أجنبية بعدما كنا من صّناع القرار.
ولأن الكويت وبقيادتها السياسية الحكيمة لا تزال على الحياد، وتلعب دور الوسيط لحل كل الخلافات بين الدول العربية فها هو أميرها، أمير الإنسانية، الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، يلف دول الخليج ليحاول رأب الصدع بينها لتعود كما كانت كتلة واحدة.
وأظن أنه آن الأوان لتعود الكويت إلى دورها الريادي في الإعلام كما كانت أولاً، وأن تنشئ قناة فضائية تعطي الأخبار الصحيحة والحقيقية وتسعى لبث ما فيه توحيد الصفوف وتنحية الخلافات بقيادة مواطنين أكفاء أمثال المرحومين: جاسم شهاب، وحمد المؤمن، اللذين بدآ بالإعلام الخليجي منذ خمسينات القرن الماضي، فأُنشئت أكثر من قناة فضائية وإذاعية في العديد من إمارات الخليج، آنذاك، قبل أن تستقل وتتوحد.