نهائي دوري أبطال أوروبا... طلاق في يوم الزفاف؟

تصغير
تكبير

لم يكن في بال مشجعة ليفربول، آبي نورمان، ومشجع توتنهام هوتسبير، جيمس ألكسندر، بأن فريقيهما سيتواجهان في نهائي إنكليزي خالص، يوم الأول من يونيو 2019، على لقب دوري أبطال أوروبا في كرة القدم.
فقد اتفق الثنائي، قبل فترة طويلة، على أن يكون هذا الموعد بالذات، بمثابة «اليوم الكبير» لكل منهما، ومن خلاله يدخلان «القفص الذهبي»، لتتويج علاقة حب ناجحة.
وفي الوقت الذي تُعتبر فيه نورمان «مجنونة» بليفربول، فإن ألكسندر «متيّم» بتوتنهام، إلى حد دعا إحدى الصحف البريطانية إلى التساؤل عن مصير زفافهما، المقرر السبت المقبل، في اليوم نفسه للمباراة «الكبيرة».
«الثنائي» لم يخفِ امتعاضه من «تلاقي» الموعدين، وتعتقد نورمان (29 عاما)، وهي أم لطفلين، بأن المباراة ستطغى، من دون شك، على مراسم الزفاف، مؤكدةً، في الوقت ذاته، بأنه لا يمكنها، بأي حال من الأحوال، تفويت متابعة لقاء القمة، بيد أن همها الوحيد يتمثل في موقع الحفل المقرر على هضبة ريفية مرتفعة بعض الشيء عن سطح البحر، حيث تضعف إشارة شبكة الاتصال (الانترنت).
وتقول: «عندما اكتشفنا بأن المباراة النهائية تصادف يوم الزفاف، شعرنا بخيبة أمل كبيرة نتيجة إمكانية أن نفوّت متابعتها، وقد حصل ذلك قبل تأهل ليفربول وتوتنهام. لكن بمجرد ان ضمن ليفربول مقعده فيها، بات من غير الممكن والمقبول ألا أشاهدها»، وتابعت: «كتبت في صفحتي على فيسبوك ممازحةً أصدقائي بأن عدم تتويج ليفربول باللقب سيعني إلغاء حفل الزفاف».

تحت الصدمة
وبدت نورمان فاهمة في كرة القدم إذ رأت بأن «الطريقة التي اعتمدها توتنهام في المباراة الأخيرة (ضمن جولة الإياب من الدور نصف النهائي أمام أياكس أمستردام الهولندي) لن توصله الى النهائي بأي حال من الأحوال. لكنهم عادوا من بعيد وسجلوا في الدقيقة الأخيرة وضمنوا الحضور في مباراة قمة».
معلوم أن توتنهام كان خسر على أرضه ذهاباً بهدف، ثم تأخر خارجها بهدفين، قبل أن «ينفجر» البرازيلي لوكاس مورا، ويسجل ثلاثة أهداف (هاتريك) آخرها في الدقيقة الخامسة الأخيرة من الوقت المحتسب بدل ضائع، مانحاً فريقه بطاقة نادرة الى نهائي «تشامبيونز ليغ» للمرة الأولى في تاريخه.
وأضافت نورمان: «لنكن صريحين، نحن جميعاً تحت الصدمة. الكثير من المدعوين الى الزفاف تواصلوا معنا للسؤال عن إمكانية متابعة المباراة وعمّا إذا كان موقع الحفل قابل لتلقي إشارة شبكة الاتصال. توجهت بنفسي الى موقع الحفل للتأكد. علينا متابعة المباراة. لا مجال لتفويتها مهما كان الثمن».
وتابعت: «إدارة الفندق المضيف للزفاف أبلغتنا بأن الإنترنت في المنطقة متوافر لكن ليس بالنوعية الممتازة، وبالتالي سأحث الضيوف على عدم استخدام شبكة الـWiFi بل اعتماد الشبكة الخاصة بهم على هواتفهم الذكية بهدف تحاشي الضغط عليها. سنعمل على استخدام الـWiFi فقط لالتقاط القناة الناقلة وعرض المباراة على شاشة تلفزيون واحدة».

قهوة ونزهة
وأكملت نورمان، والدة جود (8 سنوات) ودوللي (سنتين): «التقيت بجيمس خلال سهرة جمعت أصدقاء مشتركين. تقدّم لي في نوفمبر2017 يوم عيد ميلادي»، وتابعت: «اتفقنا على أنه في كل مرة يطرأ خلاف بيننا، نذهب لاحتساء كوب من القهوة ثم نقوم بنزهة في مدينتنا بلايموث. بعد الاحتفال بعيد ميلادي، ذهبنا لاحتساء كوب من القهوة ثم فاجأني بأن تقدم بطلب يدي. قمنا بعدها بشهرين أو ثلاثة اشهر بحجز فندق حفل الزفاف. يومها لم نفكر بتاتاً بنهائي دوري أبطال أوروبا على الرغم من أننا عاشقان كبيران لكرة القدم».
ورداً على سؤال عن خشيتها من خلو قاعة الرقص من الضيوف خلال المباراة، قالت: «لا، لن أكون متواجدة فيها أيضاً. سأكون إلى جانب الحضور لمتابعة النهائي. لحسن الحظ أننا دعونا أصدقاءً مشتركين. لن يتواجد أشخاص غرباء من الطرفين، وبالتالي لن يكون عليّ مجاملة أحد».
وكشفت نورمان أن «تنظيم حفل الزفاف كان مرهقاً، وتحديداً ما يخص إعداد الزيّ الموحد للمدعوّين الذكور. أنا سعيدة لأننا لن نؤجل الحفل، ولن اضطر الى معاودة العمل على ذلك».
وبالحديث عن السر وراء تشجيعها الكبير لليفربول، كشفت: «لنكن صادقين. لم يكن لديّ الخيار إلا أن أكون من عشاق هذا النادي العريق لان أبي كان مولعاً به. لقد ترعرعت على ضرورة أن أعشق ليفربول».
وتابعت: «لطالما تابعت المباريات مع زوجي المستقبلي جيمس من خلف شاشة التلفزة. طيلة علاقتي به، لا أعتقد بأن ثمة أمراً آخر غير كرة القدم خلق نوعاً من التنافس الكبير بيننا. لا يمكني أن أتذكر أي شيء آخر».

كراسي الضيوف
ويبدو أن حمّى المباراة النهائية ستطغى على الزفاف، ليس لجهة متابعة اللقاء فحسب، بل أن نورمان كشفت بأنه «لن يجري توزيع الضيوف على الطاولات بحسب صلتهم بي أو بشريكي، بل سيجري تخصيص حيز لمن سيشجع ليفربول وآخر لمن سيدعم توتنهام».
وتابعت: «يقوم كل ضيف باختيار الفريق الذي سيدعم في المباراة ومن ثم يجلس في الحيّز المخصص للفريق. على كل كرسي، ستوضع ورقة طُبع عليها اسم الفريق. هذه الورقة تخوّل الجالس على كراسي الفريق البطل الحصول على مشروب مجاني إضافي. لا شك في أننا سنكون مهتمين بمعرفة عدد الاشخاص الذين سيختارون توتنهام، والعدد الذي سيختار ليفربول».
وختمت: «ليس هذا فحسب، تقدمت بطلبية أعلام وأوشحة تحمل شعارَي الناديين سيتم توزيعها على الحضور. سنعتمد كذلك لوحةً للتوقعات الخاصة بالمباراة. سيكون الأمر ممتعاً للغاية».
اللافت أن اللقاء الذي أجرته الصحيفة مع نورمان لم يتطرق إلى ألكسندر، مشجع الـ«سبيرز» الذي يبدو «في الظل»، تماماً كتوتنهام القادم من النسيان، لاجتراح المعجزة، ربما، والتتويج بلقب ما كان في بال أحد.
فهل تكسب الزوجة... أم تكون الكلمة الأخيرة للزوج؟ الإجابة... بعد حفل الزفاف.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي