التوترات تهدد استراتيجية البنتاغون في «المنافسة كقوة عظمى»
ظريف: فتوى خامنئي تحظر امتلاك أسلحة نووية

إيرانيتان تمران من أمام نقوش تظهر الجنود الفارسيين القدامى في حديقة وسط طهران (أ ف ب)


عواصم - وكالات - لجأت إيران إلى عرض التفاوض على دول الخليج، وأعلنت رفضها أي مفاوضات مع واشنطن حاليا، فيما لم تتلق أي رد خليجي يمكّنها من الالتفاف على عقوبات واشنطن ويجعل حشودها قرب مياهها غير ذات سبب.
وفي السياق، قال وزير الخارجية محمد جواد ظريف، إن إيران لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، مشيراً إلى أنّ المرشد الأعلى السيد علي خامنئي «قال منذ زمن طويل إنّنا لا نسعى لامتلاك أسلحة نووية - عبر إصدار فتوى تحظرها».
وأصدر خامنئي فتواه ضدّ الاسلحة النووية عام 2003 وأعاد التأكيد عليها مرّات عدّة منذ ذلك الوقت.
واعتبر ظريف في تغريدة، أنّ سياسات الإدارة الأميركية «تضرّ بالشعب الإيراني وتتسبّب بتوتّرات في الإقليم».
وأضاف أنّ «الأفعال وليس الكلمات سوف تبيّن إن كانت هذه نوايا دونالد ترامب أم لا»، مرفقاً اسم حساب ترامب ضمن التغريدة.
من ناحيته، قال الناطق باسم الخارجية عباس موسوي، أمس،: «الديبلوماسية الإيرانية بدأت مرحلة جديدة، ووزير الخارجية الإيراني سيجري مباحثات مع دول أخرى خلال الأسابيع المقبلة».
وأضاف: «دول جنوب الخليج من أهم الدول المجاورة لإيران، وفكرة التوقيع معها على اتفاقية عدم اعتداء ليست جديدة، فقد تم عرضها في السابق من قبل وزير الخارجية في إطار مجمع الحوار الإقليمي».
غير أن الديبلوماسي اعترف بأن طهران لم تتلق حتى الآن أي رد من دول الخليج على مقترح توقيع اتفاقية عدم الاعتداء، وقال: «بلادنا تسعى لخفض التوتر في المنطقة، ولذا نطرح مقترح اتفاقية عدم الاعتداء بحسن نية ونأمل من دول الخليج التعامل مع المقترح بحسن نية».
وتابع: «إيران لا تتطلع للتفاوض مع الولايات المتحدة في الوقت الراهن، ولا تعير الكثير من الاهتمام لتصريحات (الرئيس دونالد) ترامب، فالمهم هو تغيير نهج وسلوك الولايات المتحدة».
وأكد سفير إيران في باريس بهرام قاسمي، استعداد بلاده الدائم للتعاطي والحوار وإزالة سوء الفهم مع بعض دول الخليج، مؤكداً أن لا مكان إطلاقا للسلاح النووي في العقيدة الدفاعية الإيرانية.
واتهم قاسمي، «الآخرين بأنهم هم الذين لم يلبوا لغاية الآن دعوة إيران الخيرة لخفض التوتر والعمل لترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة».
وفي واشنطن، يقول مسؤولون وخبراء إن تصاعد التوترات مع إيران يهدد بتقويض استراتيجية وزارة الدفاع (البنتاغون) الرامية إلى التركيز على «المنافسة كقوة عظمى» والتصدي لروسيا والصين، في حين توجه باتريك شانهان القائم بأعمال وزير الدفاع إلى آسيا، أمس، لإلقاء خطاب عن السياسات الرئيسية تجاه المنطقة.
ووضعت الولايات المتحدة، في يناير 2018، الصين وروسيا في قلب استراتيجية جديدة للدفاع مغيرة أولوياتها بعد أكثر من 15 عاما من التركيز على مكافحة التشدد الإسلامي. وطلب شانهان في اليوم الأول لتوليه منصب القائم بأعمال وزير الدفاع في يناير الماضي، من القادة المدنيين في الجيش التركيز على «الصين ثم الصين ثم الصين».
لكن تصاعد التوترات مع إيران في الشهر الماضي، يمكن أن يضعف هذا التركيز. وأشار الجيش الأميركي إلى ما يعتبره تهديدا بهجوم محتمل من جانب إيران لدى نشره قوات إضافية بالمئات في المنطقة، بالإضافة إلى صواريخ «باتريوت» وقاذفات والتعجيل بتحريك مجموعة قتالية تضم حاملة طائرات.
وقالت مارا كارلن، المسؤولة السابقة في البنتاغون والتي تعمل حاليا لدى معهد بروكينغز: «الطريقة المثلى لوأد استراتيجية الدفاع القومي وتركيزها على المنافسة على المدى الطويل والاستعداد لاحتمال نشوب صراع مع الصين وروسيا هو بدء حرب أخرى في الشرق الأوسط».
وذكر مسؤول أميركي، طلب عدم الكشف عن هويته، ان الأمل هو أن تكون إجراءات الردع التي تتخذها البنتاغون «كافية لتجنب صراع كبير» مع إيران.
من المتوقع أن يعرض شانهان، خلال منتدى شانغاري-لا الدفاعي السنوي المقام في سنغافورة هذا الأسبوع، رؤيته الخاصة بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ مع التركيز بصفة خاصة على الصين وما تقوم به البنتاغون على وجه الخصوص لتنفيذ استراتيجيتها الدفاعية في المنطقة.
وقال البريدج كولبي، الذي يقود تطوير البنتاغون لاستراتيجية الدفاع القومي: «الصين يمكنها تغيير العالم... لا نتحمل الخسارة في آسيا. آسيا هي جوهرة التاج». وتابع كولبي، الذي يعمل حاليا لدى مركز الأمن الأميركي الجديد: «لذلك يتعين علينا البقاء في الشرق الأوسط، لكن يتعين خفض الحرارة وتقليص الطلبات».