وجع الحروف

الداء والدواء... والحماقة الاجتماعية!

تصغير
تكبير

استكمالاً للمقالات الأخيرة? نعرض جانباً مهماً نعيش فصوله في زمننا الحاضر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل داء دواء? فإذا أصاب دواء الداء? برأ بإذن الله عز وجل» والداء المرض نوعان نوع عضوي ونوع معنوي اجتماعي.
الملاحظ أننا نتابع الأخبار ونقرأ خبراً هنا وموضوعاً هناك، وتحليل لهذا وتحليل لذاك، ويغلب على ما ينشر أو يبث أنه اعتمد على تسفيه الرأي للرأي الآخر، وكل صاحب رأي نافذة يبث عبرها رأيه حسب ثقافته وخبرته. ليست كل ثقافة صالحة ولا كل خبرة نافعة، ولهذا السبب وضع ما يطلق عليه معايير ووحدات قياس لمعرفة الصالح من الطالح.
تستطيع أن تقنع من يبحث عن الحقيقة، وهم في الغالب منفتحون على الآخرين، لكنك لن تستطيع إقناع من أقفل أذنيه ومسمعه على مجموعة من المعتقدات والقيم، التي شكلت ثقافة محددة تخدم ما يراه.
هنا قال الشاعر العربي:
لكل داء دواء يستطب به
إلا الحماقة أعيت من يداويها
ما نراه نوعاً من أنواع الحماقة... فأصبح كما ذكرت سلفاً في مقالات عدة أن السطحية الإعلامية مغلفة بالسذاجة والانطوائية والفكر الذي لا يقبل أن يناقشه فيه أحد.
هؤلاء هم الرويبضة... وهي من علامات آخر الزمان حيث تراهم في مقدمة الصفوف يفتون وينظرون، ولو بحثت في أصول التقييم والقياس الصالحة ستجدهم بلا خبرة ولا ثقافة إصلاحية، وكل ما يملكونه لا يتعدى «الواسطة أو المحسوبية أو مصلحة ما بما فيها المحاصصة».
نعم والدليل القول الدارج «لكل زمان دولة ورجال»... فالأمراض «مجموع داء» من الناحية الاجتماعية تمثلت في طبيعة اختيار القيادات التي أوصلتنا إلى حالة التيه القيادي لمؤسساتنا، والتي ثبت أثرها في كثير من المؤشرات العالمية، وهو ما يعكس حالة عدم الرضى.
إنها أمراض اجتماعية... لم نجد الدواء الناجع لها، ولهذا السبب تفشت ظاهرة «التحلطم» في وسائل التواصل الاجتماعي.
العلاج لهذه الظاهرة معلوم إدارياً وقيادياً واجتماعياً أيضاً، لكن يبدو لي أن أصحاب القرار إما أنهم مغيبون بسبب البطانة الفاسدة وأما أنهم لا يرغبون في علاجها لتنشغل الجموع بإفرازات «الرويبضة» ومن هم في سواهم.

الزبدة:
إنها مسألة قناعة ليس إلا!
فهل نحن مقبلون على الإصلاح، كما يتأمل السواد الأعظم؟ أم سنظل في عالم التيه نسير من دون أن تتحرك ضمائر أصحاب القرار.
في دولة غنية? تزخر بالكفاءات مستبعدة (علم نافع وخبرة صالحة وحسن سيرة وسلوك)... فكيف لنا القبول بوطن جميل كالكويت، أن تتراجع المؤشرات فيه رغم وضوح مكامن الخلل «الداء» وبالأخص الاجتماعي منها.
اللحمة الوطنية تبدأ من حسن الاختيار... فإما أن نتوقف كجسد واحد ضد أوجه الفساد ورموزه مؤسساتياً واجتماعياً ونقدم «الأخيار» ونبعد الحمقى أو نسير إلى نهاية لا تحمد عقباها. الدواء موجود ونحتاج لرجال دولة يقولون للخطأ خطأ وللصح صحاً... ولتبدأ المصالحة من نبذ السفاهة وسطحي التفكير اجتماعياً ومؤسساتياً و... الله المستعان.
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي