يقول أينشتاين من الغباء أن تكرر الشيء ذاته بالخطوات والطريقة نفسها، وتنتظر نتيجة مختلفة، ولكن البعض يحاول أن يثبت خطأ مقولة أينشتاين فيثبت غباءه.
في بداية رمضان كتبت مقالاً انتقدت فيه كل شيء، حتى جاء الدور لأنتقد نفسي، بكل مظاهري السلبية، التي انتقدها في نفسي ولا أغيرها، كي لا أنتقد النقد من دون تغيير، حان موعد التغيير... كأنني دعوت في ساعة استجابة... اللهم رمضان مختلف.
حياتنا سلسلة من القرارات، معظمها لا ينفذ، هذه المرة أردت التغيير من دون قرار، تغييراً طبيعياً أتبع فيه راحتي لا راحة مجتمع، اختار ألا يرتاح بنفسه لانشغاله بغيره!
لم يعجبني مسلسل تلفزيوني انقسم المجتمع عليه، وجدت أنني غير مضطرة لهدر وقتي في متابعته، توقفت فلم تتوقف الأرض عن الدوران!
لم تعجبني أسعار الدراريع التي تتجاوز تكلفة تذكرة «كويت القاهرة كويت»، مع الإقامة ثلاث ليالي في فندق خمس نجوم مع المواصلات أحياناً، فاخترت الأخيرة ولم أرتد إلا ما يعجبني لا ما يعجب الناس، لكن الناس أعجبها قراري... أليس إرضاء الناس غاية لا تدرك؟ هم أحيانا يعجبون بمن يخالفهم بل كثيراً ما يعجبون وإن كانوا لا يعلنونه!
ثالث قرار كان التوقف عن حضور الغبقات وفي قول آخر المهرجانات الغذائية، وكنت ممتنة بشدة للمجتمع الذي ساعدني في تنفيذ هذا القرار بعدم دعوتي بدلاً من أن يحملني ذنب عدم الحضور ويعاقبني عليه بانتقادي... جاءت منه!
في كل مجتمع هناك الذين ينتقدون والذين يغيرون، والذين يقلدون من المعجبين الصريحين، وهناك نوع أجبن من المعجبين المستترين: الذين ينتقدون ويقلدون، أما الحاسدون فهم معجبون عاجزون عن امتلاك ما تملكه، لذا يتمنون زواله عنك لتتساوى الرؤوس... والرؤوس لا تتساوى إلا في وقت قطافها!
أجمل درجات الإعجاب إعجاب المرء بنفسه، بعد كل إنجاز أن يواجه نفسه بتغيير جديد صنع منه شخصاً مختلفاً، يستفيد من غيره بدلاً من أن يثبت خطأهم، والخطأ يقع عليه بالتكرار، وأسوأ أنواع التكرار... تكرار الذات!
ومن باب الإعجاب بالنفس كتابة هذا المقال عن أينشتاين في رمضان، بدلاً من كتابة تحقيقات صحافية تلتقي المختصين لإثبات أن أينشتاين لا علاقة له برمضان!