عبدالعزيز صرخوه / تلفزيون الكويت وزمن البث الأرضي


انتهى شهر رمضان المبارك، أعاده الله علينا باليمن والبركات وانتهت معه المسابقة الاستعراضية في عرض المسلسلات والبرامج التلفزيونية للقنوات الفضائية، هذا الكم الكبير من الدراما تقول ان بعض هذه القنوات اصبحت تعتبر هذا الشهر الفضيل موسماً يلقى اقبالاً للبرامج، بينما تبقى باقي المواسم والأشهر في سبات عميق.
وتستخدم القنوات الفضائية أساليب عديدة لعرض برامجها ومسلسلاتها واستقطاب جمهورها، ما بين الأساليب الشرعية في ظل المنافسة الشريفة للقنوات، وما بين الأساليب المستهلكة واليائسة لجذب أكبر قدر من المشاهدين. ومن هذه المحاولات اليائسة هي المسلسلات التي تعتمد على مواقف ومشاهد لاثارة المشاهدين، وهي محصورة بمشاهد الضرب بين الازواج والشباب والقتل، ومشاهد الليالي الحمراء وممارسة الرذيلة، والممارسات الشاذة في مجتمعاتنا، حتى اصبحت هذه القضايا في الآونة الأخيرة وكأنها شغلنا الشاغل، وكأنه ليست هناك من القضايا والابداعات الدرامية والروائية ما نطرحه الا هذا لجذب المشاهد في هذا الشهر الفضيل.
هذه هي الحال خاصة في الدراما الخليجية، لكن لا نستطيع أن نظلم الجميع بهذه الآراء فهناك من القنوات من تحاول ان تخرج عن المألوف، فمن خلال دعم انتاجي قوي تطرح قضايا متنوعة، كالاجتماعية والتاريخية، بأسلوب درامي راق أجبرت معه العديد من فئات المشاهدين على المتابعة.
وفي زحمة الأعمال الدرامية والبرامج المتنوعة بهذا الشهر الفضيل لا نعلم أين يقع تلفزيون الكويت على خارطة القنوات الفضائية، ويعود هذا لعدم وجود ملامح خاصة له خلال التسابق للقنوات الفضائية وفي ظل التسرب الاعلامي للمبدعين من شاشته الى القنوات الأخرى.
فالاعلام الفضائي ليس فقط مجرد عرض لدعايات مدفوعة الثمن، وليس أجهزة حديثة متوافرة للبث الفضائي، وليس ترصيداً لميزانية لا نعرف كيف نصرفها، وليس نظام المصالح المتبادلة في أروقة المجال الاعلامي بل هو استراتيجية كاملة وشاملة، تشمل الاستعداد والانتاج لفترات زمنية طويلة.
لا نعتقد ان تلفزيون الكويت استطاع أن يصل لهذه المرحلة في التخطيط والاداء، فأي محطة تصل لهذه الاستراتيجية نطلق عليها قناة فضائية، لكن نأسف لحال قناتنا التي مازالت قابعة في اداء استراتيجية محطات البث الأرضي.
عبدالعزيز صرخوه